من المعروف أن التغيرات المناخية، سواء كانت درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، والأمطار الغزيرة أو الرياح القوية، يمكن أن تؤثر في الحالة المزاجية للمرأة بشكل ملحوظ.
يعتقد العديد من الباحثين أن التغيرات في المناخ يمكن أن تؤثر في حالة المزاج للمرأة. وعلى الرغم من أن الأبحاث في هذا المجال تتطلب المزيد من البحوث للتأكد من التأثيرات المحتملة، فإن هناك بعض العوامل التي يعتقد أنها تسهم في هذا الأمر، ومنها:
تأثيرات الطقس: قد يؤدي التغير في الطقس، مثل ارتفاع درجات الحرارة أو تقلبات الطقس الشديدة، إلى تأثيرات عاطفية في المرأة. قد يشعر الكثيرون بالاكتئاب أو الضغط العصبي في الأيام الحارة أو الرطبة، وقد يزيد الجو البارد والمظلم من احتمالات الشعور بالاكتئاب.
التغيرات البيئية: يمكن أن تؤثر التغيرات في المناخ في البيئة والطبيعة المحيطة بالمرأة، مثل نقص المياه أو زيادة التلوث. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات البيئية في صحة الفرد ورفاهيته العامة؛ ما يمكن أن يؤثر في حالة المزاج والعافية العقلية للمرأة.
الآثار الاجتماعية والاقتصادية: قد يتسبب التغير المناخي في تغييرات في الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة، مثل تدهور الظروف الاقتصادية، أو تعرض المجتمعات الريفية والساحلية للمخاطر المرتبطة بالتغير المناخي، وقد يؤدي هذا إلى زيادة الضغوط النفسية والقلق والاكتئاب.
كما توجد عوامل بيولوجية وهرمونية عدة ترتبط بتأثير المناخ على حالة المزاج للنساء، وقد تتفاعل مع تغيرات المناخ، ومنها:
الهرمونات الأنثوية: يتأثر إنتاج الهرمونات الأنثوية في جسم المرأة بتغيرات المناخ. على سبيل المثال، قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في فصل الصيف إلى زيادة في الإفرازات الهرمونية مثل الأستروجين، وبالتالي قد يؤثر في المزاج، ويزيد من الاحتمالات للشعور بالتعب والاكتئاب.
تغيرات مستويات السيروتونين: السيروتونين هو مادة كيميائية في الدماغ تؤثر في المزاج والشعور بالسعادة. وهناك ارتباط بين تغيرات المناخ وتغيرات مستويات السيروتونين في الجسم، وقد يؤدي انخفاض مستويات السيروتونين إلى زيادة الشعور بالتوتر والاكتئاب.
كما تؤدي النشاطات الخارجية المرتبطة بالطقس، مثل أشعة الشمس والتغيرات في درجة الحرارة، دوراً في تأثير حالة المزاج للمرأة؛ حيث يشير العديد من الدراسات إلى أن هناك صلة بين الطقس والمزاج في بعض الأنماط العامة التي يمكن ملاحظتها.
أشعة الشمس: تعد أشعة الشمس مصدراً مهماً للضوء الطبيعي وفيتامين د، الذي يؤثر في العديد من العمليات البيولوجية في الجسم، بما في ذلك إفراز الهرمونات ونشاط الدماغ. عندما تكون الأشعة الشمسية وفيرة، يمكن أن تزيد من إنتاج السيروتونين. لذلك، فإن وجود أشعة الشمس الكافية يمكن أن تعزز المزاج، وتخفف الأعراض السلبية مثل الاكتئاب.
درجة الحرارة: توجد علاقة بين التغيرات في درجة الحرارة وحالة المزاج، وقد لاحظ بعض الدراسات أن الارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة في المزاج الإيجابي والنشاط. وعلى العكس من ذلك، قد يؤدي الانخفاض الكبير في درجة الحرارة إلى تأثيرات سلبية في المزاج، وقد يزيد من الشعور بالتعب والاكتئاب.
ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه العوامل قد تؤثر بشكل مختلف في الأفراد، وتتأثر الاستجابات المزاجية بالعديد من العوامل الأخرى، مثل: الثقافة، والعوامل الوراثية، والعوامل الشخصية.