تقدّم علامة لاتولييه نوبر L’Atelier Nawbar التي تأسست في بيروت، عام 2011، مفهوماً فريداً من نوعه، وهي حلولها ضمن معرض فني معاصر مدمج مع متجر للمجوهرات وأتولييه في الوقت نفسه. هي عالم فني بحد ذاته يتمثّل بتعاون شامل بين المصمم والحرفي وبائع التجزئة والمستهلك. تنتمي المصممتان الأختان ديما وتانيا نوبر إلى الجيل الرابع من عائلة تدور في فلك المجوهرات، وقد قابلتهما «سيدتي» للتحدث عن علاقة العلامة بالحرف اليدوية التقليدية، والدروس التي تلقتاها من تراثهما العائلي، وكيف تحافظان على الجودة العالية في عالم متطلب للغاية.
نريد أن نتطور باستمرار ونستمر في حب ما نفعله كل يوم
كيف كانت بدايتكما في عالم تصميم المجوهرات؟
نحن صانعتا مجوهرات من الجيل الرابع في عائلة نوبر، وبالتالي فإن التراث هو كل شيء بالنسبة لنا. وأول قطعة صنعناها هي عبارة عن سوار من النخيل، وكان تصميمه متطوراً للغاية في ذلك الوقت. كما صنعنا أغطية للرأس مع Falamank. أردنا آنذاك صنع المجوهرات التي لم نتمكن من العثور عليها في أي مكان آخر، وذات قيمة روحية وعاطفية. فنحن نهوى المجوهرات المخصصة التي تساعد في التعبير عن المشاعر والعواطف والتي تدلي ببيان. كنا نصمم وفي بالنا فكرة إنشاء قطع تستمر مع الوقت، وتنتقل إلى الأجيال القادمة. يمكنك تسمية هذه القطع الموروثات الحديثة إذا رغبت في ذلك.
ما علاقة لاتولييه نوبر بالمرأة الحرفية العربية؟
نظراً لكوننا ثنائياً نصمّم للنساء، فنحن نرتبط بشكل مؤكد بحقوق المرأة في جميع أنحاء العالم، وتحديداً في العالم العربي. قمنا بتحديث كل من التصميمات وسياسة العمل لدينا، من زيادة حصة المرأة في الشركة لتساوي حصة الرجل، وتدريب النساء المحرومات اجتماعياً والمشردات على التقنيات اليدوية، مثل الديكور المعقد والنحت على الحجر. وعلى الرغم من أن 90 % من هذا العمل يمكن تحقيقه بوساطة الآلات اليوم، فإننا نصر على أن تبقى النساء الحِرفيّات في العمل، علماً أنّ الكثير منهنّ بتن كبيرات في السن.
هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع مصممين المجوعرات ..تابعي اللقاء مع المصمم نزيه غالي: أغمر نفسي في بيئة هادئة قبل البدء بالتصميم
علاقة الأختان ببعضمهما
كيف هي علاقة الأخوة والصداقة التي تجمعكما؟
(كلّ منهما تصف الثانية) تانيا هي من برج الميزان، لذا فهي مثل كل مواليد هذا البرج، طيبة القلب، وممتعة، ومغازِلة، وغير حاسمة. أما ديما فهي من برج السرطان، وموجهة نحو الأسرة، وأنثوية ومزاجية، كما أنّها وفية للعلامة.
نحن قريبتان بشكل لا يصدق، لذلك يمكننا التحدث عن حقائقنا، ولكننا أيضًا نريد الأفضل لبعضنا البعض. وهذا يمنح شراكتنا صفة النجاح والعظمة.
لقد ولدنا تحت نجوم معينة تجعلنا في حالة مزاجية معيّنة، ولكن مع الإرادة الكافية للتطور إلى الأفضل، يمكننا أن نحاول تغيير نقاط ضعفنا، وتنمية نقاط قوتنا، وتذكير أنفسنا بالمضي قدماً.
نحن نؤمن بالرمزية لأنها تجعلك أكثر وعياً بذاتك، وتساعدك دائماً في البحث عن مسار روحي، سواء كان في علم التنجيم، أو أي نوع آخر من التعاليم الصوفية. فمحاولة فهم الذات تجعلنا أفضل نسخة من أنفسنا. وهذا ما نحاول القيام به بتصميمنا الميداليات والتمائم التي تذكرك بالركائز الأساسية.
كيف تريان مشهد الموضة في العالم العربي؟
حصل مشهد التصميم العربي أخيراً على التقدير الذي يستحقه. العالم كله ينظر إلينا. حان وقت التألق! باتت المعايير أعلى بكثير والمنافسة مثيرة، ما يزبد من فخرنا بأن ندعى “مصممين عرب”.
وفي مثل هذه الأوقات، لا يسعنا إلا أن نظهر تقديرنا للمرأة العربية لأن لديها الكثير من الأناقة. مع تغير كل شيء عالمياً، وفي العالم العربي على وجه التحديد، اكتسبت المرأة العربية الكثير من الأهمية، وهي الآن مسموعة أكثر من أي وقت مضى. لذلك، نعتقد أننا أخيراً نصمم لأنفسنا، كنساء عربيات، ونحن نحافظ على تقاليدنا بكوننا صادقتين مع أنفسنا.
من المهم إضافة بعض السحر إلى صعوبات الحياة
ندفع عملاءنا إلى إعادة تدوير مجوهراتهم مع الاحتفاظ بقيمتها العاطفية
رقصة دقيقة
ماذا عن مجموعتكما الأخيرة؟
بدأت المجموعة، التي تم تصورها بعد حلم مفعم بالحيوية، حياتها كزهرة وهمية. زهرة تخيلّية رقيقة لكنها قوية، تتفتح في المجموعة الكاملة التي تتألف من 5 خطوط لونية، وما مجموعه 80 قطعة فردية. هي تشبه قطع نوبر الكلاسيكية، بإمكانية ارتدائها وتنسيقها وفق مبدأ التكديس والتصميم بطرق لا تعدّ ولا تحصى.
كلانا نؤمن أن متعة الحياة هي العيش بين الواقع وعقلنا الباطن، في رقصة دقيقة تجعلنا جميعاً متوازنين، ومجموعة Psychadeliah هي مثال لتلك الرقصة.
كيف تقضيان يومكما في التصميم؟
نجد أنفسنا دائماً نصمم بشكل لا شعوري مجوهرات مستوحاة من قطع صنعها والدنا في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
غالبًا ما يُترجم هذا الإلهام من خلال لجوئنا للحرف اليدوية، لنصمم قطعاً يومية مرصّعة بالأحجار التقليدية الملونة، ومنها الفيروز، والملاكيت واللآلئ، وغيرها الكثير لنصنع قطعاً عصرية ودائمة.
من أين تستمدّان وحيكما؟
تجذبنا الرمزية والعالم الصوفي، ونعتقد أنه من المهم إضافة بعض السحر إلى صعوبات الحياة. نريد أن تكون قطعنا ملوّنة ومرحة، ولكن أيضاً أن «نعيشها» بالمعنى الحقيقي. يمكن أن يأتي الإلهام من الطبيعة، ومن الفصول، ومن الأماكن التي تعني لنا الكثير.
هل تستلهمان من السفر؟
نستلهم من الحياة عامة، فالتجارب هي مصدر إلهام دائم... ونسافر إلى أماكن مختلفة، ونستلهم من الثقافات التي نلتقي بها.
ومن عالم المجوهرات أيضأً اخترنا لك اللقاء مع المصمم يوسف الباز: قلم الرصاص رفيقي الدائم في غربلة أفكاري
تفضيلات
من هي الأيقونة التي تحبانها؟
من الصعب حقاً اختيار رمز واحد، فالأيقونات ترتبط بالحقب.. هناك أيقونات في الموسيقى وفي الموضة، وكلّهن يتوزّعن على حقبات زمنية وحالات مزاجية وألوان وفن.
من هو مصمّمكما المفضل؟
آباؤنا لأنهم أيضاً تجاوزوا الحدود خلال مسيرتهم، وبطريقتهم الخاصة. هم مصدر إلهام دائم.
ما هو كتابكما المفضل؟
هل يمكنك حقاً اختزال ما نحبه في كتاب واحد؟ يعتمد الأمر على ما نحن متعطشتان له في ذلك الوقت. في بعض الأحيان يكون الكتاب المنشود عبارة عن مساعدة ذاتية، وأحياناً أخرى كتاباً عن «تنمية نشاطك التجاري»، وأحياناً تكون رواية قديمة جيدة. نحن نتحرك باستمرار وكذلك الحاجات الأدبية.
أي حجر كريم تحبان العمل به أكبر؟
يتم الحصول على موادنا بطريقة أخلاقية بموجب قوانين التجارة العادلة. نظراً لكوننا علامة تجارية صديقة للبيئة، فإننا نشجع على استخدام الأحجار البيئية المصنوعة في المختبر بدلاً من الإضرار بالأرض. وغالبًا ما ندفع عملاءنا إلى إعادة تدوير مجوهراتهم وإعادة استخدام أحجارهم وموادهم مع الاحتفاظ بقيمتها العاطفية.
من هي امرأة L’Atelier Nawbar؟
امراة عصرية ذات أسلوب فريد تحب التعبير عن نفسها من خلال ما ترتديه. إنها لا تخشى التجربة بينما تظل أنيقة. إنها وفية لكلاسيكيات كل العصور ولكن بلمستها الخاصة. تماماً مثل تصميماتنا!
كعلامة عربية كيف تعكسان ذوق المرأة العربية من خلال تصاميمكما؟
المرأة العربية هي مغناج، ترتدي ملابس مختلفة كل يوم، فجزء من ثقافتها أن تترك المنزل وهي أنيقة. لها نصنع مجوهرات تمثل تعبيراً عن إرث عصري من جهة، ويمكنك اعتمادها نفسها عند الانتقال من النهار إلى الليل.
ما هي التحديات التي واجهتكما في مسيرتكما؟
التحدي الأكبر هو كسر جميع القواعد؛ وأخذ مخاطر كبيرة وعدم معرفة النتيجة أو كيف سيكون رد فعل الناس. لقد فعلنا ذلك بمفهومنا وبتصاميمنا في كل مجموعة.
التحدي الأكبر هو كسر جميع القواعد؛ ومواجهة مخاطر كبيرة وعدم معرفة النتيجة أو كيف سيكون ردّ فعل الناس
وسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى طرق إظهار مدى مرحنا، وطريقة رائعة للتواصل مع عملائنا ومجتمعنا الأوسع
مبيع وتسويق ومستقبل
أين تبيعان في الشرق الأوسط؟
في متجرنا المستقل في بيروت، وفي الرياض، كما في M.Fitaihi في جدة، وBloomingdale’s Level Shoes Gigi Concept في دبي.
هل تعتمدان على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتكما؟
وسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى طرق إظهار مرحنا، وطريقة رائعة للتواصل مع عملائنا ومجتمعنا الأوسع. نهدف باستمرار إلى سرد قصتنا الخاصة، وإظهار عملنا اليدوي ومجموعاتنا وتوفير الإلهام من خلال فننا في تكديس المحتوى.
ما هي مشاريعكما المستقبلية؟
في الوقت الحالي، لدينا الكثير منها، ما يجعل من الصعب رؤية المستقبل. نريد أن نتطور باستمرار ونستمر في حب ما نفعله كل يوم لأطول فترة ممكنة. نريد أن ننقل إرثنا. الباقي هو رحلتنا.
نقترح عليك متابعة اللقاء مع المصممة ساره السديري: التاريخ والصور القديمة ملاذي لاستنباط الأفكار
