يرتبط فقدان السمع ارتباطاً وثيقاً بالأمراض العصبية مثل الزهايمر، ولكن لم يتضح حتى الآن ما إذا كان فقدان السمع أحد الأعراض للزهايمر أو أنه أحد أسباب المرض. في حين توصلت دراسة كبرى إلى أن ارتداء سماعة طبية يمكن أن يخفض التدهور العقلي بمقدار النصف لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف. ووجدت دراسة أجريت على ما يقرب من 2000 بالغ أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي والذين ارتدوا السماعة الطبية لمدة ثلاث سنوات قللوا من فرصهم في التدهور المعرفي بنسبة 48 في المائة.
يقدر الخبراء أنه يمكن منع ما يصل إلى 8 في المائة من حالات الخرف عن طريق إيقاف فقدان السمع، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة.
العلاقة بين علاج ضعف السمع والإصابة بالخرف
قال البروفيسور فرانك لين، من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وكلية بلومبرج للصحة العامة: "تقدم هذه النتائج أدلة دامغة على أن علاج ضعف السمع هو أداة قوية لحماية الوظيفة الإدراكية في وقت لاحق من الحياة، وربما على المدى الطويل يؤخر تشخيص الخرف، ولكن من المرجح أن تختلف أي فوائد معرفية لعلاج فقدان السمع المرتبط بالعمر اعتمادًا على خطر إصابة الفرد بالتدهور المعرفي".
يعد فقدان السمع المرتبط بالعمر أمراً شائعًا للغاية، حيث يُقدر أن واحدًا من كل ثلاثة ممن تجاوزوا الستين من العمر في الولايات المتحدة يعاني من درجة معينة من فقدان السمع، وعدد مماثل في المملكة المتحدة.
ومع ذلك لا يزال الكثير من الناس لا يطلبون المساعدة أو يرتدون السماعات بسبب اعتقادهم بأن وصمة عار قد تصيبهم.
هذا واقترح بحث سابق أن فقدان السمع يمكن أن يساهم في زيادة معدل هزال الدماغ وكذلك العزلة الاجتماعية السريعة، وهو عامل خطر آخر معروف للتدهور العقلي. ويعتقد العلماء أيضًا أن فقدان السمع قد يجعل الدماغ يعمل بجدية أكبر على حساب الوظائف العقلية الأخرى مثل التفكير والذاكرة.
ربما تودين قراءة المزيد عن أول دواء يمكنه إبطاء تطور مرض الزهايمر.
التدهور المعرفي يرتبط بالقدرة على السمع
الدراسة المنشورة في لانسيت، هي أول تجربة تحكُّم عشوائية تُظهر أن السماعات الطبية يمكن أن يكون لها تأثير على أولئك الأكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي.
تراوحت أعمار المشاركين بين 70 و 84 عامًا وطُلب منهم إجراء اختبارات للوظيفة التنفيذية واللغة والذاكرة اكتملت في بداية الدراسة، ثم بعد ذلك بثلاث سنوات.
تضمنت هذه النتائج تأخر استدعاء الكلمات وتذكر تسلسل الأرقام إلى الوراء، وفقًا للنتائج التي تم تقديمها في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر.
وكان أولئك الأكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي من خلال انخفاض التعليم والدخل، وارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، أو الذين يعيشون بمفردهم، شهدوا انخفاضاً معرفياً أقل بنسبة 48 في المائة، إذا ارتدوا أجهزة سمعية.
قال الخبراء إن النتائج أضافت المزيد من الأدلة على أهمية الحفاظ على نشاط الدماغ.
قالت تارا سبيرز جونز، رئيسة الجمعية البريطانية لعلوم الأعصاب: "تضيف هذه الدراسة إلى الأدلة أن الحفاظ على نشاط عقلك من خلال علاج فقدان السمع قد يحمي من التنكس أثناء الشيخوخة".
وأكد توم دينينغ، أستاذ أبحاث الخرف في جامعة نوتنغهام: "تشير النتائج إلى أن دعم الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف بتدخلات مثل سماعات الأذن أمر مهم، ومن المرجح أن يكون فعّالاً، ومع ذلك أود أن أشدد على أن أي شخص يعاني من ضعف السمع يجب أن يضع في اعتباره أن ارتداء السماعات له فوائد عديدة إلى جانب احتمال تقليل مخاطر الإصابة بالخرف".
ما رأيكِ بالاطلاع على أفضل فيتامينات لمكافحة الشيخوخة؟
*المصدر: dailymail.co.uk
** ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.