يرفض الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، الخضوع للعلاج النفسي، وعادةً يكون السبب وراء ذلك هو أنهم ليسوا على دراية بحقيقة مرضهم أو لأنهم في حالة إنكار لمرضهم.
ولا يمكن إجبار أي شخص على فعل أي شيء تجاه صحته العقلية ما لم يشكل تهديداً لنفسه أو للآخرين، ولكن لحسن الحظ، هناك عدة طرق للتعامل مع المريض النفسي الذي يرفض العلاج، يُمكن أن تساعد في إقناعه بالخضوع للعلاج دون إجباره أو محاصرته.
الخطوة الأولى: الاستماع
الاستماع التأملي هو مهارة تحتاج إلى صقلها، ولتحقيق النجاح بها، ستحتاجين إلى تعلم الاستماع وعدم الرد على ما يشعر به الشخص الآخر أو ما يريده ويؤمن به.
ويجب الاستماع جيداً للمريض النفسي دون التعليق أو الاختلاف أو الجدل، وإذا نجحتِ في ذلك، ستقل مقاومة أحبائكِ للتحدث معك عن العلاج لتبدئي حينها اكتساب فكرة واضحة عن تجربته مع المرض والعلاج الذي لا يريده.
وعندما تعرفين كيف يعيش هذا الشخص مرضه النفسي، يمكنكِ حينها المضي قدماً في بدء رحلة العلاج معه، لكنكِ ستحتاجين أيضاً إلى معرفة آماله وتوقعاته للمستقبل، سواء كنت تعتقدين أنها واقعية أم لا، وإذا كان بإمكانكِ أن تعكسي فهماً دقيقاً لهذه التجارب والآمال والتوقعات، سيصبح المريض النفسي أكثر إقبالاً للتحدث إليكِ، وسيكون أكثر انفتاحاً على سماع ما تريدين قوله.
الخطوة الثانية: التعاطف
تتضمن الخطوة الثانية تعلم متى وكيف تعبّرين عن التعاطف، فإذا كنتِ تريدين أن يفكر شخص ما بجدية في وجهة نظركِ، عليك التأكد من أنه يشعر أنكِ قد فكرت بجدية في وجهة نظره مُسبقاً، وهذا يعني أنكِ يجب أن تتعاطفي مع جميع الأسباب التي يقولها هذا الشخص حول رفض العلاج، ويجب بشكل خاص التعاطف مع أي مشاعر مرتبطة بالأوهام مثل الخوف أو الغضب أو حتى الابتهاج، وحتى إذا كان الوهم عظيماً، فلا داعي للقلق، فالنوع الصحيح من التعاطف سيُحدِث فارقًا هائلاً في مدى تقبُّل أحبائكِ الذين يعانون من المرض النفسي لمخاوفكِ وآرائكِ.
ما رأيكِ بالتعرف على المزيد عن أساليب العلاج النفسي الحديثة؟
الخطوة الثالثة: الاتفاق
ابحثي عن أرضية مشتركة بينكما، فمعرفة أن ما تريدينه لمن تحبين هو شيء لا يريده لنفسه، مما يجعل الأمر يبدو كما لو أنه لا توجد أرضية مشتركة للحوار بينكما، فأنت تريدين منه الاعتراف بمرضه العقلي وضرورة خضوعه للعلاج، وهو لا يعتقد أنه مريض من الأساس، فلماذا قد يقبل العلاج من مرض لا يعاني منه بحسب وجهة نظره؟
لتجنب الوصول إلى طريق مسدود، عليكِ البحث عن أرضية مشتركة، وأي دافع يجب على المريض النفسي أن يضعه في الاعتبار للخضوع للعلاج، حتى وإن كان الدافع هو الرغبة في أن تكون العلاقة بينكما خالية من الصراع، وأن تكون العلاقة أفضل.
وينصَّب التركيز هنا على الاعتراف بأن المريض النفسي لديه خيار شخصي ومسؤولية تجاه القرارات التي يتخذها بشأن حياته، كما يمكنك أيضاً الإشارة إلى النتائج الإيجابية والسلبية للقرارات التي اتخذها، وهذا يعني الامتناع عن قول أشياء مثل: "انظر، إذا كنت قد تناولت دواءك، فلن ينتهي بك الأمر في المستشفى".
الخطوة الرابعة: المشاركة
إذا كنت تستخدمين الاستماع التأملي والتعاطف الإستراتيجي، فسيشعر المريض النفسي أنكِ حليفة له وليست خصماً، فعندما يشكو من عدم القدرة على النوم وانخفاض الطاقة، يمكنكِ الموافقة على هذه الملاحظة دون ربطها بمرض عقلي. في هذه المرحلة ستتعرفين على الأهداف قصيرة وطويلة المدى للمريض النفسي، لأنك تحدثت عنها معه من قبل، وبهذه المعرفة ستتمكنين من تقديم فكرة أن الخضوع للعلاج النفسي والحصول على الدواء قد يساعده في تحقيق أهدافه.
ربما تودين الاطلاع أيضاً على أغرب العقد النفسية
* المصادر:
helpguide.org
banyanmentalhealth.com
** ملاحظة من «سيدتي.نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارة طبيب مختص.