بحسب موقع «منظمة الصحة العالمية»، يعاني نحو 1.3 مليار شخص (فرد واحد بين كل 6 أفراد في أنحاء العالم) من إعاقة كبيرة. لا تعيش هذه الفئة من الناس الحياة، على الوجه الأمثل، خصوصاً في دول توصمهم وتبعدهم عن الاندماج، على الرغم من الجهود الدولية وحث الحكومات على الحفاظ على حقوقهم.
في ملف «سيدتي» الأسبوعي، إضاءة على ثلاث حالات من أعمار متفاوتة، لم تستسلم لواقعها الصحي وتحلت بالعزيمة، فكان النجاح حليفها في الحياة، على الرغم من التحديات.
أشرفت على التحقيق وشاركت فيه | نسرين حمود Nisrine Hammoud
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine – ماغي شما Maguy Chamma
تصوير | محمد رحمة Mohamad Rahme
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad
الرياض | بيريفان علي Berivan Ali
تصوير | عيسى الدبيسي Essa Aldobaisi
أسباب الإعاقة خلقية أو هي نتيجة تعقيدات في الحمل أو خلال الولادة. لكن العوامل المذكورة تمثّل أقل من نصف حالات الإعاقة. أمّا عوامل الإعاقة غير الخلقية الأكثر شيوعاً في المنطقة العربية بحسب موقع «الإسكوا»، هي: الحوادث التي قد تحدث على الطرق أو في مكان العمل أو المنزل (16 %)، تليها الأمراض (15 %)، ومنها: الالتهابات والأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسية، ثمّ الشيخوخة (1 2%). يستند ما تقدم إلى عينة من 11 دولة عربية؛ حيث تتوافر البيانات. صعوبة التنقل في أمكنة غير مؤهلة لبعض الحالات، والعجز عن تحصيل الحقوق في الصحة والتعليم والعمل، من المشكلات الشائعة لذوي الهمم، من دون الإغفال عن التهميش المجتمعي. لكن، لأن الإنسان مفطور على مواجهة الصعاب، فإن العزيمة والإيجابية صفتان تميزان حالات كثيرة.
قصّة ريان
ولد ريان السعيد مُصاباً بـ «متلازمة داون»؛ الأمر الذي مثّل تحدياً لأسرته، التي تقطن في منطقة الأحساء شرقي السعودية، حتى أن والدته دخلت في حالة صدمة وحزن عندما رأت ابنها «آخر العنقود»، يعاني من هذا المرض، وهي التي رزقها الله بنيناً وبنات أصحاء. لكن، مع مرور الوقت، بدأت بتقبّل صغيرها، الذي غمرته والأسرة بالحب والرعاية والاهتمام، وساعده الجميع على أن يعتمد على نفسه في كثير من أمور حياته. وفي سبيل دمج ريان بالمجتمع، أُلحق بمدرسة حكومية تُطبِّق مبدأ الدمج بين الطلاب الأسوياء وذوي الهمم؛ الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً في نفس الصبي؛ إذ تمكّن من مشاركة أقرانه في اللعب والتعليم، وبدأ بتطوير مهاراته. لم تكتفِ أسرته بذلك، بل سجّلته أيضاً في مركز لرعاية أصحاب الهمم حتى يمارس فيه الأنشطة الرياضية، ويشارك في الفعاليات. وقد عاد كل هذه الخطوات على ريان إيجاباً؛ حيث أنهى دراسته في المرحلة الثانوية، والتحق بكادر التوظيف في مطعم «ماكدونالدز»، وأسندت إليه مهمة تقديم الطعام، وأحياناً الوقوف في ركن «الآيس كريم» والحلويات، وتمكّن الشاب النشيط خلال فترة قصيرة من تعلم كثير من المهارات الشخصية. في حديث ريان لـ «سيدتي»، كشف أنه متابع جيد لـ «يوتيوب» والـ «سوشال ميديا» بشكل عام، وأنه يتمنى أن يصبح من المشاهير يوماً ما، مشيراً إلى أنه يعشق مسلسل «طفاش»، ويعرف أبطال المسلسل جميعاً، أما رياضياً، فيشجع فريق الهلال السعودي لكرة القدم، لافتاً إلى أنه من أشد المشجعين «للزعيم» الأزرق.
نقترح عليك متابعة اللقاء مع الناشطة العمانية مريم بني عرابه: أسعى إلى خدمة شبابنا أمل المستقبل
الرياضة وذوو الهمم
تعليقاً على اهتمام ريان بالرياضة، يُشدّد عبد الله الزبدة، مشرف في نادي ذوي الإعاقة بالمنطقة الشرقية، على أهمية إلحاق المصابين بإعاقات بالأندية الرياضية؛ إذ تسهم الأخيرة في دمجهم بالمجتمع، وتقوي مهاراتهم. يقول المشرف لـ«سيدتي»: «الخدمات المُقدمة لذوي الهمم في السعودية تطورت بشكل ملحوظ، وبات لها دور كبير في التوعية والتثقيف، ومحاربة النظرة السلبية عنهم، ومساعدتهم وتمكينهم وتعزيز مشاركتهم الفاعلة والشاملة في المجتمع». ويضيف: «للجانب الرياضي دوره في التنمية الجسمانية، وتطوير القدرات الإدراكية والجسمية في صفوف ذوي الهمم؛ إذ يمكن للرياضة أن تعالج بعض الانحرافات في العظام وضعف العضلات، التي تنتج من قلة الحركة المرتبطة بنوع الإعاقة»، مشيراً إلى أن «الرياضة تقوّي الترابط الأسري؛ حيث تلتف الأسرة بأكملها حول هذا الطفل المصاب بإعاقة لتشجيعه». ويتابع عد فوائد الرياضة، قائلاً إنها «مساعدة في تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية والاجتماعية؛ ما يجعلها وسيلةً ممتازةً لاستراتيجيات الإدماج والتكيف الاجتماعي؛ حيث يعاني ذوو الإعاقة في بعض الأحيان من حواجز وتصوّرات سلبية، ويجدون تمييزاً في عديد من المجتمعات، وهنا يأتي دور الرياضة التي تعمل على الحد من النظرة الدونية والتمييز المرتبطين بالإعاقة، بل تغير مواقف المجتمع تجاههم بإظهار مهاراتهم. ومن خلال الرياضة أيضاً، يتفاعل الأشخاص العاديون في سياق إيجابي، يجبرهم على إعادة تشكيل فرضيات حول ما يمكن لذوي الإعاقة فعله وما لا يمكن».
وفي ما يخصّ دور الرياضة في التعليم، يوضح المشرف أن «الرياضة تساهم في تحقيق أهداف التعليم الابتدائي المتعلقة بالحد من نظرة المجتمع السلبية؛ إذ وصل الأمر ببعض الأسر إلى حرمان أبنائها من الذهاب إلى المدارس والتعلّم خوفاً من التنمر عليهم. وقد لاحظنا أن هذه النظرة السلبية لدى بعض أولياء الأمور تغيرت بعد التحاق أبنائهم بالمدارس ومشاهدتهم لهم يمارسون الأنشطة البدنية والرياضية بشكل جماعي مع أقرانهم من الأسوياء أو من إعاقتهم نفسها؛ ما أسفر عن كثير من النتائج والفوائد الاجتماعية والنفسية الكبيرة عليهم، منها مد أواصر المحبة والأخوة والتعاون مع الآخرين، واحترام القوانين والأنظمة وحب المنافسة والتغلب على الذات، واكتساب المهارات القيادية والبدنية والفنية والمهارية، وتعزيز الانتماء والثقافة، وزيادة الانسجام والشعور بالتغلب على الإعاقة ودخول دائرة المنافسة والإحساس بالنصر، ولما تقدمه من مردود إيجابي مؤثر في تعديل بعض السلوكيات اللازمة للأفراد من ناحية النظرة الدونية للأشخاص من ذوي الهمم».
كتاب «غينيس»
سجلت داليا فريفر اسمها في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية عام 2017، من خلال استضافة 91 شخصية خلال 24 ساعة متواصلة عبر «تلفزيون لبنان» في أطول بث مباشر، مشيرة إلى أن المحطة المذكورة كانت بمنزلة «جواز سفر» لدخول المجال الإعلامي من بابه الواسع.
تجربة ناجحة
داليا فريفر: الإعلام والفن جناحان يوصلان القضايا الاجتماعية
فقدت داليا فريفر (إعلامية) نظرها في عمر 18 عاماً، بعد أن تعرّضت إلى مشكلة في شبكة العين، وباتت شبه كفيفة، إلا أنها لم تستسلم للأمر، بل أدركت أنها تحمل رسالة يجب إيصالها من خلال إعاقتها .تقول الإعلامية عن حالتها: «فقدت بصري نتيجة لعملية ليزر بسبب تليّف شبكة العين، وبعد التليّف أصبت بانفصال بشبكة العين. وتجاوزت هذه المحنة بفضل إيماني الكبير وإرادتي القوية، كما مدّني أفراد من أهلي وعائلتي وأصدقائي بالقوة ولا يزالون. عندي ملء الثقة أن الذي خلقنا لن يتركنا أو يتخلى عنا، لذا تابعت حياتي بشكل طبيعي، ودخلت الجامعة، وتخصّصت في مجال علم النفس العيادي، لكني لم أعمل به، وتوجهت نحو الإعلام؛ لأنه شغفي الأول والأخير، إضافة إلى دخول مجال الفن؛ إذ أعد أن الإعلام والفن هما جناحان يوصلان القضايا الاجتماعية».
تحرص داليا على تسليط الضوء على ذوي الهمم بشكل إيجابي لإيجاد جسر بين هذه الفئة وكل فئات المجتمع، كما تسعى إلى تحقيق الدمج الاجتماعي أكثر وأكثر في جميع المجالات». وتزيد: «من خلال الفن، رسالتي أيضاً هي التوعية بالقضايا الإنسانية، فقد غنيت لبيروت والجيش والأمل والأم والحب... مبدئي هو أن يتمسّك كل إنسان بثلاثة أنواع من الأسلحة: الإيمان، والإرادة، والأمل؛ لأنها تساهم إلى حدّ كبير في كسر الحواجز وتحقيق الطموح على الرغم من وجود بعض العقبات».
أًصدرت داليا ألبوماً غنائياً عام 2016، وهي تتابع يومياً الأخبار أولاً بأول بفضل البرامج الناطقة على «الموبايل» واللابتوب، كما تحب استعادة أغاني ماجدة الرومي وفيروز والراحلة وردة الجزائرية، و«أيام» للراحلة وردة هي آخر ما غنته فريفر، مع تصوير الأغنية على طريقة «الفيديو كليب»، مع المخرج رامي سلوم عن ذكريات بيروت خلال فترة السبعينيات؛ ما لاقى إعجاباً واستحساناً من الجمهور».
تقول داليا إن «الإنسان يستطيع أن يصل إلى أماكن بعيدة بسبب إرادته القوية، وأن الفرح لازم في كل لحظة في الحياة، كما السعي إلى تنمية النفس، ثقافياً»، متحدثة عن تقسيم ساعات يومها بين متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسة التمرينات الصوتية من خلال دروس خاصة، والاستماع للأغاني، والتحضير للحفلات والاحتفالات، إضافة إلى تلبية الدعوات الاجتماعية التي تشعرها بسعادة كبيرة؛ ذلك لأنها تساعدها على نقل تجربتها إلى تلامذة المدارس وطلاب الجامعات ومختلف الجمعيات الإنسانية والاجتماعية. وتخلص: «سعيت وراء تحقيق أحلامي، وهناك أشخاص آمنوا بقدراتي ومسكوا بيدي وآمنوا بموهبتي. كل إنسان قادر على النجاح على الرغم من المشكلات التي تعترضه».
إقرئي أيضًا عن أحلام شبابية.. مشاريع مبتكرة من يتبناها؟
الاستقلالية
مايكل حداد: تعذبت وفشلت وخسرت حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم
التحدي والإصرار على تحويل الأمور السلبية إلى إيجابية، وعدم الاستسلام، أسس النجاح في الحياة، علماً أن الإيجابيات وحدها لا تطور الإنسان. من هذا المنطلق، يتحدث مايكل حداد، سفير النوايا الحسنة الإقليمي للعمل المناخي ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورائد الألعاب البار- أولمبية وصاحب أرقام قياسية ومحاضر في القيادة والتحفيز، عن الحادث الذي تعرض له عندما كان في عمر 6 أعوام، أثناء ركوبه على «الجيت سكي»؛ ما أدى إلى إصابته بالشلل من الصدر إلى أسفل القدمين، وفقدان 75% من الوظائف الحركية. ويوضح لـ »سيدتي» أن «الشلل دفعه إلى اتخاذ قرار في حياته، وهو التغلب على الاستسلام، والاستمرار في الحياة، وتطوير نفسه، حتى بات يستخدم جهاز الهيكل التقويمي exoskeleton لمساعدته على الوقوف بطريقة مستقيمة، والمشي من خلال حمل وزن جسمه ووزن الجهاز في كل خطوة يخطوها». هو يصعب عليه المشي، مقارنة بشخص يسير 4 كيلومترات خلال ساعتين، يعادل ذلك لحداد المشي لمسافة 120 كيلومتراً في ساعتين.
للتغلب على ما حصل معه، يشدد حداد على ضرورة اتخاذ قرار، بعيداً من الاستسلام والقبول بالهامش مكاناً، أو انتظار كيف ستسير الحياة؟ صحيح أن الأمر ليس بسهل، إلا أن الرجل قرر أن يلتقط زمام الأمور ليكون مستقلاً في حياته، فلا يحتاج إلى الاتكال على أحد، خصوصاً أنه يقطن في وطنه لبنان الذي يعد من البلدان غير المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ تغيب التسهيلات في البنى التحتية لهؤلاء الأشخاص». ويضيف أنه «ثابر ليصل إلى ما هو عليه اليوم من خلال تطوير نفسه وجسمه وعقله، فهو تقريباً مستقل بنسبة تتراوح من 90 % إلى 95 %؛ إذ يعيش ويسافر ويتنقل بمفرده».
يقول حداد لـ «سيدتي»: «ليست هناك أمور ايجابية أو سلبية بالمطلق، كما لا يمكن العيش في عالم مثالي، لذا على الفرد أن يحقق التوازن بين الناحيتين، وأن يستوعب السلبي ليتعلم منه ويصل إلى الإيجابية. فقد وصلت إلى ما أنا عليه اليوم لأني تعذبت وفشلت وخسرت».
وينصح الرجل ذوي الهمم بأن يتقبلوا حالاتهم ويلتقطوا زمام الأمور ليتطوروا بأسرع وقت، ويكونوا مستقلين، مع الإشارة إلى أن الاستقلالية تقضي الاندماج بسوق العمل ليكونوا منتجين وفعالين في المجتمع، وقادرين على إعالة أنفسهم.
الطبيعة البشرية
الإعاقة جزء من الطبيعة البشرية وجزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، تنتج من التفاعل بين الاعتلالات الصحية، مثل: الخرف أو العمى أو إصابة الحبل الشوكي ومجموعة من العوامل البيئية والشخصية.
سوق العمل
عائشة العباسي: حان الوقت لتغيير نظرتنا والتعامل مع ذوي الهمم بمقاربة شمولية تثمن الكفاءة أولاً وأخيراً
بعد أن عملت عائشة العباسي، خبيرة التواصل المؤسسي ومدربة حياة في مجال قيادة التغيير، على ملفات كثيرة خاصة بالإدماج المهني والاقتصادي للمعوقين، تقول لـ «سيدتي» إن «سوق العمل رهين بالصور النمطية المتداولة عن هذه الفئة من الناس»، مضيفة أنه «قبل الحديث عن الإدماج في سوق العمل، يجب التأكيد أولاً على أوجه ضمان حماية فعالة لحقوق وحريات ذوي الهمم؛ ذلك لأن المدخل الرئيس الذي يحتاج إلى مبادرات نوعية ومكثفة هو فتح النقاش حول الصور النمطية والتمثلات حول الإعاقة، وفي هذه المحاولة تكمن مقاربة حقوقية بامتياز. فهنا تحضر الأهلية بوصفها مكون أساس يجب أن تتمحور حوله كل المبادرات». وتضيء على العديد من الاعتقادات الخاطئة والمفاهيم الضيقة التي تجعل المجتمع ينظر إلى المعوقين على أنهم فاقدو الأهلية، أو أقل استحقاقاً للمشاركة في الحياة الاجتماعية والمهنية.
تقول: «قد يسقط المجتمع في نوع من التعاطف المبني على التقليل من كفاءة الشخص وقدرته الأمر الذي يمس كرامة الأخير، أو التهميش، فالعديدون يعتقدون أن الإعاقة مرادف العجز، وعدم القدرة على القيام بأنشطة، في حين أن التعاطي مع الإعاقة يجب أن يشتمل على التفاعل مع المحيط الذي يتواجد فيه الشخص في وضعية إعاقة، وتوفير الظروف المناسبة لعيش الأفراد وعملهم، بغض النظر عن النوع والجنس والحالة الصحية، وما إلى ذلك من أنواع التمييز». وتؤكد أن «التمثلات النمطية حول الإعاقة تؤدي إلى نوع من التحجيم الاجتماعي، الذي يحد من فرص إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، فالتمثلات المذكورة تحد من سرعة تنزيل السياسات العمومية للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وتفعيل القوانين ذات الصلة؛ لأن هذه التمثلات لا تقتصر على المواطن البسيط، بل تمتد إلى المواطن المسؤول. وهذا ما نراه مثلاً في تفعيل النسبة المئوية المخصصة من مناصب الشغل لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة بالقطاع العمومي بالمغرب، كما تنص على ذلك المادة 15 من القانون الإطار رقم 97.13 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بهم. ففي كثير من الأحيان، يتم التعامل مع هذه المقتضيات بنفس إحساني عوضاً عن التفاعل معه في إطار حقوقي يكفل حق الأشخاص في وضعية إعاقة في الإدماج المهني والتشغيل». تدعو مدربة الحياة إلى «توفير الولوج بأشكاله المادية والتقنية، للأشخاص في وضعية إعاقة، كما برامج إدماج وتأهيل للمستخدمين والموظفين الجدد تراعي بُعد الإعاقة، مع أهمية الحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهنا يأتي دور المسؤولين عن الموارد البشرية في تثمين القدرات، وتحليل إمكاناتها، وتحميلها المسؤولية المناسبة».
من الإجراءات البسيطة شكلاً والمهمة في عمقها، تأهيل باقي الزملاء والمسؤولين للتعامل الجدي والمهني مع الزميل في وضعية إعاقة على قدم المساواة، له الحقوق نفسها وعليه الواجبات نفسها. في المقابل، تبرز في الواقع صور اللامبالاة والتهميش، حين يتم التعامل في غالبية الأحيان مع المهنيين في وضعية إعاقة، بغض النظر عن كفاءاتهم ومؤهلاتهم.
وتخلص إلى أنه «حان الوقت لتغيير نظرتنا والتعامل معهم بمقاربة شمولية تُثمّن الكفاءة أولاً وأخيراً، ووضع استراتيجية حقوقية عملية تتعامل مع هذه الفئة بما يضمن لأفرادها كرامتهم، وفرص شغل مواتية، وتنصف تميزهم في مجالات متنوعة».
يمكنك الاطلاع أيضاً على الأسرة العربية.. تحولاتها وتحدياتها في العالم المعاصر