ينشغل الأهل منذ اللحظة التي يولد فيها أطفالهم بمراعاة صحتهم والاهتمام بزيادة وزنهم.. وكل ما يدعمهم من نظافة ورعاية واهتمام، وكل ما يهم تكوين شخصيتهم وتعديل تصرفاتهم، وبالرغم من كل هذا فكثيراً ما تتجاهل الأم مشاعر الطفل، وتنسى التفكير في السلامة النفسية والعاطفية للطفل وطرق الحفاظ عليها، وهو أمر يحتاج للكثير من الوعي والإدراك والصبر والحكمة.
التقرير التالي.. يوضح معنى السلامة العاطفية، ودور الوالدين في توفيرها ووضع القواعد للحفاظ عليها. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية.
السلامة العاطفية للطفل
- السلامة العاطفية تعني قدرة الطفل على التعامل مع المشاعر والعواطف بشكل صحيح ومتوازن، والتعرف على مشاعر الآخرين كذلك، والتفاعل معها بشكل إيجابي.
- وتعتبر السلامة العاطفية للطفل أمراً بالغ الأهمية، وخير دليل على تطوره الصحي والسعيد.. يمر الأطفال بمراحل تكوين وإعداد لسلامتهم العاطفية منذ نشأتهم، وكلها عوامل تلعب دوراً كبيراً في تكوين هذه السلامة.
- لابد من العمل على تربية الطفل في بيئة سوية وواعية، حتى تنشأ أجيال تحمل عاطفة مستقرة نفسياً وسط المجتمع المحيط بهم.. والعادة أن الطفل لا يشعر بالسعادة طوال الوقت، هناك مشاعر الحزن والخوف والغضب.
- وهنا يأتي دور الأم في تعليم طفلها كيفية التعامل مع مشاعره، وطرق التعبير عنها، من خلال وسائل مقبولة اجتماعياً لا تضر الآخرين، وتتناسب وعمر الطفل ومهاراته.
- وتؤكد الأبحاث أن علاقة الطفل بأمه.. أمر شديد الأهمية؛ لضمان سلامة الطفل العاطفية، ومن دون وجود الثقة في تلك العلاقة، فإن الطفل لن يشعر بالأمان أو الراحة.
- وهذه الثقة تنمو عند الطفل منذ الصغر؛ وتترجم بشعوره بأنه يمكنه الاعتماد على أهله لتلبية حاجاته الأساسية، ومنها الشعور بالأمان، وأن له قيمة، وأنه واثق من نفسه.
تعرفي على.. ما هو الحرمان العاطفي عند الطفل وأعراضه وطرق علاجه؟
دور الأم في الحفاظ على السلامة العاطفية لطفلها
- احرصي على رعاية طفلك والإنصات إليه، واندمجي بفعالية في حياته.
- امنحيه الحب والاهتمام.. ولا تواجهي طفلك بغضب.
- ركّزي على الحالات التي ينبغي أن يعلن طفلك فيها الرفض.
- علّمي طفلك كيف يحافظ على سلامته على شبكة الإنترنت.
- أخبري طفلك بكيفية التعامل مع مشاعره، والتعبير عنها.
- اجعلي في حياة طفلك روتيناً معيناً، يجعله يتوقع ما سيحدث خلال يومه.
- أن تكون القواعد التي يتم وضعها للطفل، مناسبة لعمره ومهاراته وقدراته.
- يجب أن تنتبه الأم جيداً لأي تغيرات سلوكية قد تطرأ على الطفل.
- وإذا واجه طفلك صعوبة في التعامل مع زملائه، عليها ألا تتجاهل الأمر.
- أن تدرك أن طفلها إن ركز على تناول الطعام، فإن هذا قد يعني السمنة.
- وإذا لاحظت الأم تغيراً من الناحية العاطفية على طفلها، فيجب أن تفهم هذا الأمر، لكي تعلم طفلها كيف يتعامل.
- إن رغبة الطفل في الشعور بأنه مستقل وأنه قادر على أن يكون معتمداً على نفسه، عنصر من عناصر السلامة العاطفية.
- على الأم أن تخلق نوعاً من التوازن في علاقتها بطفلها، وتجنب المواجهة معه إذا أمكن، مع الالتزام بوضع بعض الحدود.
- وفي نفس الوقت منح الطفل الخيارات في الأمور المختلفة المتعلقة بحياته.
- ومن المهم أيضاً أن تهتم الأم بصحتها النفسية والعاطفية؛ لأن هذا الأمر سينعكس على الطفل وعلى شعوره بالسعادة.
سبل تحقيق السلامة العاطفية للطفل
- يعتبر الاتصال العاطفي القوي بين الطفل والوالدين أساساً للسلامة العاطفية.
- توفير الحنان والاهتمام والتفاعل الإيجابي مع الطفل، والاستماع إلى مشاعره واحتياجاته.
- وجود بيئة داعمة ومحفزة وآمنة للطفل، يشمل ذلك توفير الرعاية الأساسية.
- أن يتعامل الوالدان بحساسية مع التغيرات وأي من حالات الانفصال التي يمر بها الطفل.
- تعزيز الثقة والاحترام في علاقة الطفل مع الوالدين والأشخاص الآخرين.
- معاملة الطفل بلطف واحترامه، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره ورأيه بطرق مقبولة.
- تعليم الطفل كيفية التعامل مع العواطف السلبية مثل؛ الغضب والحزن والخوف.
- توفير الدعم والتوجيه؛ للفهم والتعبير عن مشاعره بشكل صحيح وبناء.
- تعزيز الاستقلالية والتحفيز، وتشجيع الطفل على تطوير مهاراته الذاتية والاستقلالية.
- ينبغي توفير الفرص للطفل لاتخاذ قراراته الصغيرة، وتنفيذ مهامه اليومية بنفسه.
- تعليم الطفل قيماً ومفاهيم إيجابية مثل التعاون والاحترام والتسامح.
قواعد لإدارة عواطف الطفل وتعامله مع الضغوط
- الحديث مع الطفل عن المشاعر والعواطف المختلفة، وكيفية التعرف عليها وتسميتها.
- يمكن استخدام القصص والرسوم المتحركة لتسهيل هذه العملية.
- تعليم الطفل كيفية التعامل مع الضغوط اليومية بطريقة صحية وفعالة.
- تقديم الدعم والتوجيه للطفل لفهم وتحديد الأولويات واستخدام تقنيات إدارة الضغط.
- أن يكون الوالدان نموذجاً صحياً للطفل في التعامل مع المشاعر والضغوط.
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بشكل صحي ومقبول، وذلك من خلال الاستماع إليه.
- احتضان الوالدين لأطفالهما عامل أساسي في نمو الأطفال، نظراً لأثرها الإيجابي طويل المدى على أدمغتهن.
- كما أن العناق، يزيد من إفراز هرمون الأوكسايتوسين بالجسم، كدليل على وجود علاقة صحية بين الوالدين والطفل.
- هذا التواصل الجسدي يساعد الصغار على تجنب الإجهاد والعجز عند الاندماج اجتماعياً، والذي قد يتعرضون له بمرحلة البلوغ.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.