النزاعات والتحيزات القائمة على العرق أمر شائع. وقد أدى استمرار مثل هذه الأفكار إلى التساؤل عما إذا كنا نميل بشكل طبيعي إلى مثل أولئك الذين يشبهوننا، ونبتعد من أولئك الذين يختلفون عنا.
لنبدأ أولاً بالأعمار الصغيرة، فالطفل يميل إلى اللعب مع من حوله من دون التفكير باختلاف الشكل أو البلد أو المعتقدات. ولكن متى ينشأ الفضول لدى الأطفال بشأن الخصائص العرقية والجسدية والثقافية؟ هل هم على علم بالعنصرية؟ هذا ما تشير إليه الأسئلة المطروحة إلى جانب مئات تلك الأخرى التي تم جمعها من أولياء الأمور والمدرسين.
كان لبرنامج مجلة مقال مثير للاهتمام حول الصور النمطية في علم النفس. والنقطة الرئيسية هي أن جميع الناس لديهم بنية نفسية كامنة من القوالب النمطية، وأن البشر يتم إعدادهم بيولوجياً فيها. بالنسبة إلي، هناك العديد من العوامل المهمة التي يجب اتباعها مع أي مناقشة عن الصور النمطية والرسالة العامة هنا، وهي أنه يجب أن نستوعب أن لدينا جميعاً تحيزات وافتراضات وقوالب نمطية لجميع أنواع الأشخاص، فمجرد أن نرى أشخاصاً نقول في داخلنا إنهم: ذكور، شرقيون، مسلمون، طويلو القامة، نحيفون، جميلون، غير متعلمين، أثرياء، ملاك القطط، رياضيون... إلخ. وهذا بحد ذاته نوع من أنواع الصورة النمطية، سواء أكانت سلبية أم إيجابية. فالإنسان بحد ذاته انحيازي. ولكن كيف كبر هذا الفكر فينا؟
لا أنسى عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أدرس في مدرسة تتبع المنهج البريطاني. وفي إحدى الكتب كانت هناك جملة كتب فيها "بريطانيا العظمى"، فصرخت المدرسة قائلة "خربشوا على كلمة العظمى، فبريطانيا هي سبب تشتت بلدي"، وحتى وصلت إلى نعتهم بالكفر. لم أفهم هذا الكره، وهي موظفة في مدرسة بريطانية؟ وهل يقف هذا الكره عند مصلحتها في لقمة عيشها؟ فليس هناك مبدأ في قاموس بعض الناس ما دام أنه يتوافق مع مصالحهم الخاصة. ولكنني متأكدة أن هناك أطفالاً قد شربوا الكره وتأثروا به.
نعلم أن الأطفال يقومون بتصنيفات على أساس العرق، فإن المواقف التي يواجهونها أثناء نموهم يمكن أن يتربوا عليها بطرق إيجابية أو سلبية. نحن "نميل بشكل طبيعي" إلى العنصرية من دون قصد كما ذكرت سابقاً. من المرجح أن تقلل المساواة العرقية من التحيزات السلبية، لكنها تتقدم ببطء للأسف وبشكل غير متساوٍ. في غضون ذلك، يبدو أن المفتاح للحد من هذا التفكير هو التحدث عن الاختلافات بشكل إيجابي، وتعريف الأطفال بمجموعة من التجارب الثقافية. وبناء عليه، قد كتبت كتاباً بعنوان "التنوع"، يتحدث عن جمال اختلاف الثقافات، وكتاب ساقي الماء عن أهمية التسامح، فالتسامح سقياه لا ينقطع ويروي الحب والازدهار.