ثمة نقاط أساسية على كل أم التمسك بها عند اختيار الحضانة المناسبة لطفلها؛ فالحضانة اختيارية، إذ ليس من الضروري أن يدخلها الطفل، قبل سنّ المدرسة، لكن قد تقرّر الأم ذلك حتى يقضي الطفل الوقت أثناء انقطاعها عنه نتيجة دوام العمل. وهناك فئة أخرى من الأمهات تسجل أطفالهن في الحضانة قبل دخول المدرسة للعب والتفاعل مع الأقران.
من المعروف علمياً أن الهدف من الحضانة ليس تعليم الأطفال معلومات أكاديمية، بل إن هذا الصرح عبارة عن بيئة آمنة للصغار قبل سنّ المدرسة تراعى فيها احتياجاتهم من ذوي الاختصاص، مع الاهتمام بهم، في غياب أمهاتهم.
لا يهم إذا تعلم الطفل الأحرف، خلال مرحلة الحضانة، أم لا، فهناك وقت كاف لذلك في المدرسة لاحقاً. في عمر العامين، يجب أن يتعلم الطفل التفاعل الاجتماعي، حتى يصبح مؤهلاً لدخول المدرسة، إذ إن نسبة 80% من دماغ الطفل تكتمل قبل بلوغه 3 أعوام، لذا يؤثر كل من كيفية التعامل معه ومدى تلبية احتياجاته على شخصيته ونموه الذهني.
لكن إذا ارتأت الأم تسجيل طفلها في الحضانة، فإنني أنصحها (بحكم اختصاصي) البحث عن مكان يحقق سعادة الطفل وراحته ويوسع قدراته على الاكتشاف ويوفر له الأمان، فمقابلة الأشخاص الذين سيقدمون الرعاية المطلوبة والاستجابة لحاجاته، خصوصاً إذا كان الطفل حديث الولادة. أي أن تتنبه الأم إلى وجوب توافر عدد كاف من المربيات في الحضانة، بالتناسب مع الأطفال المسجلين. مثلاً، للأطفال بين عمر صفر وعامين، تهتم مربية بثلاثة أطفال أو أربعة منهم. وللأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام، تهتم مربية بستة أطفال في حدّ أقصى. وللأطفال الذين تفوق أعمارهم الثلاثة أعوام تهتم مربية بعشرة أطفال.
لذلك من المهم استفسار الأم أثناء زيارة الحضانة عن إمكانية توافر مربية محددة تكون مسؤولة عن الطفل في غالبية الوقت. وفي الزيارة الأولى للحضانة، قبل تسجيل الابن أو الابنة، أنصح بالآتي:
• ملاحظة الأم مدى سعادة الأطفال علامة إيجابية، كما كيفية تعامل المربيات معهم والاهتمام بهم.
• الانتباه لعامل الأمان أهمية في اختيار المكان؛ وهو يشتمل على طبيعة المساحة التي سيقضي الطفل وقته فيها، ومدى صعوبة الخروج من المقر من دون أن يلاحظه أحد، بالإضافة إلى توافر ألعاب لا تتسبب له بأي أذى.
• السؤال عن مصادر الترفيه والمساحات الخارجية للعب، والتي تسمح باتصال الطفل بالطبيعة، بصورة مباشرة.