طرق التخلص من التوتر المزمن وفق اختصاصي

امرأة تخضع لجلسة علاج نفسي- المصدر freepik
امرأة تخضع لجلسة علاج نفسي- المصدر freepik

التوتر أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية في العصر الحديث. في ظل الضغوط المستمرة التي نواجهها، سواء في العمل أو في حياتنا اليومية، أصبح التوتر عاملاً مؤثراً على صحتنا النفسية والجسدية. وإذا تم تجاهله، قد يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر.
«سيّدتي» التقت مدرب الحياة إبراهيم رضا، لايف كوتش معتمد من الـ ICF الاتحاد الدولي للكوتشينج، واختصاصي إرشاد أسري، ومحاضر تحفيزي؛ للحديث عن تقنيات السيطرة على التوتر المزمن؛ فكان الموضوع الآتي:

اللايف كوتش إبراهيم رضا

ما هو التوتر؟

يعرّف اللايف كوتش إبراهيم رضا التوتر على أنه رد فعل طبيعي من الجسم تجاه التحديات أو المواقف التي تثير الضغط والخوف. عند مواجهة مواقف صعبة، يُفرز الجسم هرمونات مثل: الكورتيزول والإدرينالين؛ لتحفيز الشخص على مواجهة هذه التحديات. ويمكن أن يكون التوتر إيجابياً، إذا استُخدم لتحفيز الشخص على العمل أو حل المشكلات، ولكن عندما يستمر لفترات طويلة أو يزيد عن حدّه، يبدأ التوتر في التأثير السلبي على الصحة.

أسباب ارتفاع حالات التوتر المزمن

هناك عدة عوامل تساهم في زيادة مستويات التوتر في حياتنا اليومية، حسب اللايف كوتش المعتمد، مثل:

الضغوط المهنية والشخصية

الكثيرون يحاولون الموازنة بين حياتهم العملية والعائلية؛ مما يضعهم تحت ضغوط مستمرة، وهذا الأمر يمثل جزءاً كبيراً من حياة الأفراد، من ثَم قد يكون سبباً مباشراً للتوتر.

التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي

سرعة الحياة وكمية المعلومات المتدفقة عبْر الإنترنت والسوشيال ميديا، تجعلنا في حالة دائمة من اليقظة والتوتر، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت منافسة ومقارنة، وهي حالات تسببت في انتشار التوتر.

المجتمع

معايير النجاح والسعادة أصبحت مرتفعة للغاية؛ مما يَزيد من الضغوط على الأفراد لتحقيق الأهداف الكبيرة ليكونوا مقبولين في المجتمع.

كيفية التخلص من التوتر

التأمل يساعد على الحد من التوتر- المصدر freepik


هناك العديد من الوسائل التي يمكن اتباعها يومياً للتخفيف من التوتر وتحسين جودة الحياة:

ممارسة الرياضة

الرياضة ليست مفيدة فقط للصحة الجسدية؛ بل تساهم أيضاً في تحسين الحالة النفسية، من خلال إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
اقرأي أيضاً المشي أثناء النوم: هل هو اضطراب نفسي أم مشكلة صحية؟

التنفس العميق والتأمل

تخصيص بعض الوقت يومياً للتأمل، يساعد في تفريغ الذهن من الضغوط اليومية.

تنظيم الوقت

تنظيم الوقت وتحديد الأولويات يساعد في تقليل الضغط. تقسيم اليوم إلى مهام صغيرة، وأخذ فترات راحة، يمكن أن يجعل الأمور تبدو أكثر بساطة.

الدعم الاجتماعي

التحدث إلى شخص مقرب أو مختص، يمكن أن يخفف من حِدة التوتر.

النوم الكافي

قلة النوم تؤدي إلى زيادة التوتر؛ لذا من المهم الحصول على 7- 8 ساعات من النوم يومياً.

أطعمة ومشروبات

هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي تساعد في تقليل التوتر، مثل: الشاي الأخضر الذي يحتوي على مادة الثيانين المهدّئة، والشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحسّن المزاج. كذلك، المكسرات مثل اللوز والجوز غنية بالأوميغا 3 والمغنيسيوم والتي تعزز الصحة النفسية. إضافة إلى ذلك، الأفوكادو ومشروب البابونج، من الخيارات الطبيعية المفيدة لتقليل التوتر.

متى يصبح التوتر مرضاً؟

التوتر البسيط يعَد جزءاً طبيعياً من الحياة، ولكن إذا استمر لفترات طويلة وأثّر على حياة الشخص اليومية؛ فقد يصبح مشكلة صحية تستدعي زيارة الطبيب. من بين الأعراض التي تشير إلى أن التوتر أصبح مشكلة: الصداع المستمر، صعوبة في النوم، الشعور المستمر بالقلق أو الحزن، وصعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات اليومية.

جلسات علاج التوتر: كيف تعمل؟

يقول اللايف كوتش إبراهيم رضا، إن النهج المُتبع في جلسات "اللايف كوتشنج"، يعتمد على فكرة أن كل شخص هو حالة فريدة. فما يصلح لشخص قد لا يكون مناسباً لشخص آخر. على هذا الأساس؛ فإن تقديم نصائح عامة قد لا يكون مجدياً لكل الأفراد. بدلاً عن ذلك، يتم تشجيع الأفراد على اكتشاف الأسباب الكامنة وراء توترهم بأنفسهم.


وأضاف: "المدرب لا يقدّم الحلول الجاهزة؛ بل يستخدم أسئلة وأدوات معينة لمساعدة الشخص على استكشاف الأسباب التي تؤدي إلى التوتر أو المشكلات الأخرى في حياته.
خلال جلسات العلاج، تتم مساعدة الشخص على فهم مصادر توتره بشكل أعمق. من خلال سلسلة من الأسئلة الموجهة والأدوات التحليلية، يبدأ الشخص في التعرُّف إلى العوامل التي تساهم في زيادة توتره وكيفية تجنُّبها. بمرور الوقت، يتعلم الشخص الذي يعاني من التوتر كيفية التعامل مع الأعراض والمشكلات الأخرى بفاعلية أكبر".


وأكد اللايف كوتش المعتمد، أن جلسات العلاج يجب أن توفّر للأفراد إطاراً فاعلاً لحل مشكلاتهم بطرق تناسبهم شخصياً، مع التركيز على تطوير قدراتهم الذاتية في التعامل مع التوتر والتحديات الأخرى. إنها عملية مستمرة تهدف إلى تمكين الفرد من الوصول إلى أعلى مستوى من الرضا الشخصي والنجاح.


* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.