| تعالوا نحلق معاً في عالم الصدق مع النفس، وبكل أمانة، فلا أحد يعرف خبايا النفوس وأسرارها سوى خالقها، جلسة مصارحة لا رقيب ولا حسيب سوى الله، ماذا سنجد؟ كلنا خطاؤون، ومن كان منا بلا خطيئة فليتكلم، وارتكبنا ذنوباً صغرت أم كبرت تعتبر ذنباً، ومن رحمة ربي أن الإنسان ذا الضمير الحي يبدأ بتوجيه اللوم والتأنيب، وتنتهي غلطته بالندم والتوبة الصادقة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فرحمة الله واسعة، ومع الأسف هناك عينة من البشر لا تعيش إلا بالظن السيئ، ولا تتغذى إلا بأذية الناس، وتتسلى بذلك؛ فهي لم تسمع ولم تع قول الحق سبحانه :«إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة»، وقال عليه الصلاة والسلام: «من كان عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه» صدق الرسول الكريم، «رواه البخاري». وكم من الأحاديث التي تحث المؤمن على الستر والبعد عن التدخل في خصوصيات الغير، والحث على التعامل بالحسنى، ولو وضعت تلك العينة، التي تحسب من تعداد المسلمين، نصب عينيها مخافة الله وقدرته؛ لعلمت ما ينتظرها من وعيد وعذاب، إنها فصيلة يأكل الحقد والحسد أحشاءها، وكل همها أذية الناس والطعن في الظهر، والقيام بالمؤامرات والتدنيس، تبث سمومها عبر وكالات الأنباء المحلية المتخصصة بتداول سير الناس على مستوى عال، بعد التنقيح والزيادة والتعديل، ولا مانع بأن تذاع هذه الأخبار في جلسة شاي، أو ضمن لحظة سمر مع الأصدقاء؛ ليشبع الشخص المريض غروره، ويثبت أمام الحشد بأنه فارس زمانه، وأن إشارة من أصغر أصابعه تحقق ما يصبو إليه، وآخر يريد أن يرد اعتباره لذاته وينتقم لكرامته ويثأر لها؛ لأنه لم يصل إلى ما يريد؛ فيبدأ برمي الفتيل، ويذهب كأن شيئاً لم يكن، ولا يدري ما نتج عن فتيله من دخان أسود، انتشر بسرعة البرق ليعمي القلوب والنفوس، وكأن هذه الأمر أصبح شيئاً طبيعياً؛ لإشباع الفضول وللانتقام والتسلية والشماتة، وليت الحال يقف على الشخص نفسه، ولكنها تتعدى ذلك؛ لأنه لا يستطيع أن يقوم بالعمل وحده، ويحتاج إلى فريق يخطط ويدبر المكائد، ساعدهم على سرعة التنفيذ ما وصلنا إليه من تقدم تكنولوجي، سهل لهم مهمة الوصول إلى أهدافهم، إن الله سبحانه يسامح ويغفر للناس إذا تابوا، إلا الإضرار بالناس، فقد جعل هذه الخاصية للمظلوم؛ ليقوم بأخذ حقه في الآخرة، يا سبحان الله، نسي هؤلاء أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وأن نهايتنا جميعاً هي حفرة، ستضيق أو تتسع، ستظلم أو تضيء بأعمالنا، والموت قريب منا وفي أي لحظة، قال تعالى: «إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم» صدق الله العظيم