تم افتتاح فيلم "يلا عقبالكن" نهار الثلثاء 12 يناير في مجمّع "سينما سيتي" في وسط بيروت بحضور نجوم الفيلم ومخرجه والصحافة ومجموعة كبيرة من الفنانين والأصدقاء. الفيلم يمكن وضعه في خانة الأفلام الكوميدية الاجتماعية، تولّى إخراجه إيلي خليفة وكتبت السيناريو الخاص به وأنتجته الممثلة نبال عرقجي. ويشارك في بطولته دارين حمزة وندى أبو فرحات ونبال عرقجي ومروى خليل وجوليا قصّار وبديع أبو شقرا وماريو باسيل ويارا أبي حيدر وشربل زيادة وحلّ أيمن قيسوني ضيفاً في بعض المشاهد.
ينطلق الفيلم من خلال قصة أربع نساء شارفن على سن الاربعين لم يتزوجن وهنّ : "ياسمينا" (دارين حمزة) وهي أخصائية ماكياج تسعى إلى أن تتزوج عن حب، و"تالين" (ندى أبو فرحات) المرأة القوية والمستقلّة والتي تخشى الارتباط ولا مانع من أن تكون حرّة في حياتها الجنسية تماماً كالرجال، و"زينا"(مروى خليل) وهي امرأة لم تتزوج لأن حظها سيء ومثاليتها لا تساعدها على إيجاد الشخص المناسب. إذ ثمة علّة في كل رجل عرفته و"لايان" (نبال عرقجي) وهي مصممة أزياء مشهورة، مغرمة برجل متزوج، وتعتقد أنه سيترك زوجته من أجلها. هؤلاء النساء الأربع سنعيش معهنّ على مدى ساعة وأربعين دقيقة علاقاتهنّ التي ستتمحور حول الحب والشعور بالسعادة والخيانة وحتى الغش.
ماذا تقول كاتبة الفيلم؟
تصف كاتبة السيناريو والمنتجة والممثلة نبال عرقجي الفيلم بأنه يشبه "حالات مررنا بها جميعاً محورها الحب، وهذا الأمر سيجعل الفيلم يمس الجمهور بكل فئاته "، أما دارين حمزة فتعتبر أنه "يتطرق إلى أزمة هذه الفئة من النساء وما تعانيه المرأة في هذا العمر من ضغط المجتمع". من ناحيتها تقول مروى خليل "نحن مجتمع مهووس بالأعراس وموضوع الفيلم شعبي". وتقول ندى أبو فرحات إن الشخصية التي تؤديها هي " شخصية جذابة جداً، تعشق الحياة، ويهمّها دائماً أن تمرح وتلعب وتخفي وراء قوة شخصيتها باطناً في غاية الرقّة والإحساس".
قدّم المخرج مستوى عال في ضبط إيقاع الفيلم
الأدوار الثانوية في الفيلم مهمة فالممثلة جوليا قصّار تؤدي دور المرأة المتزوجة التي تشجع على فكرة الزواج وتضغط بكل قوتها على ابنتها "ياسمينا" لتحقيق غايتها، والممثل بديع أبو شقرا يؤدي دور الرجل المتزوّج الذي يعد حبيبته "لايان" بالطلاق من زوجته ويبني علاقته بها على الكذب والنفاق، أما الممثل ماريو باسيل فهو الجار العفوي الذي تنجذب اليه "تالين" وتخشى أن تقع في حبه.
أخرج الفيلم إيلي خليفة الذي برز في السابق من خلال الفيلمين القصيرين "تاكسي سرفيس" من إنتاج عام 1996 و"مرسي ناتيكس" من إنتاج عام 1998 اللذين حصدا مجموعة من الجوائز. "يلا عقبالكن" هو الفيلم الطويل الثاني في مسيرته السينمائية بعد "يانوسك" الذي صدر عام 2010. في المقابل هذا الفيلم هو الأول الذي يخرجه خليفة من خلال نص لم يتولّى كتابته. ويصف بدوره الصديقات الأربع في الفيلم بأنهنّ "يفتشن عن الاستقلالية والحب، وكمعظم اللبنانيات، يجدن أنفسهنّ حائرات بين التقليد والحداثة".
يبقى السؤال الكبير وهو: هل قدّم فيلم "يلا عقبالكن" قفزة نوعية أو شيئاً مختلفاً عما شاهدناه في السابق؟ والجواب بسيط فقد قدّم المخرج إيلي خليفة مستوى عال جداً في ضبط إيقاع الفيلم اخراجياً ومن خلال عملية المونتاج ونجح في إدارة الممثلين بشكل ملفت ما جعل أداءهم رائعاً. ولكن السيناريو لم يأت كما يشتهي المتعطشون لفكرة جديدة أو طريقة مختلفة في معالجة الشخصيات، فوقع في فخ الكليشاهات التي رافقتنا لمدة ساعة وأربعين دقيقة وجرفت معها بعض الكلمات البذيئة ومن ضمنها كلمة أنصح بحذفها من الفيلم ووصلت الى نعت المصريين بأنهم شعب كذّاب أكثر من مرة!!! ناهيك عن بعض المشاهد المتكررة ونهاية مائعة لا تصل بنا إلى مكان مثلها مثل الفيلم تماماً.
صحيح هذا الوصف يمكن أن يعتبره كثيرون قاسياً ولكن في النهاية وبغضّ النظر عن رأيي في الفيلم، سينال "يلا عقبالكن" استحسان الجمهور لأنه أولاً وأخيراً فيلم تجاري لا أكثر ولا أقل.
في النهاية، يجب طرح هذا السؤال على كل من سيشاهد فيلم "يلاعقبالكن" وهو: هل يمثّل فعلاً هذا الفيلم المجتمع اللبناني والنساء اللبنانيات؟ أو أنه مفبرك لوصفهنّ بالجريئات بطريقة كوميدية؟ طبعاً لا يمكننا نكران وجود هذه الحالات في المجتمع اللبناني ولكن هل يجب تعميمها وجعلها مرآة لمجتمعنا؟