«سلفادور دو باهيا» أرض السعادة والكرنفالات والثقافات

إنها «أرض الســـــعــــــــادة»! فـ «سلفادور دو باهيا» تمتلك كل ما يمكن أن تطلبوه من شواطئ فاتنة تمتدّ على مسافة ثلاثين ميلاً من المدينة، وتقدّم نشاطات ممتعة لا يمكن حصرها. وهي مزيج مؤلّف من جملة من العناصر: التاريخ، الثقافة، الشواطئ، الغابات الإستوائية، المهرجانات... فإذا أردتم اختراق الجذور التاريخية للبلاد، سوف تجدون العديد من الإحتفالات والنشاطات التي تساعدكم على ذلك، كما يمكنكم أن تجدوا العديد من المتاحف والكاتدرائيات التي تدلّ على الجمالية الفائقة للهندسة المعمارية السائدة في المدينة.

في سطور:

تعدّ «سلفادور دو باهيا» أكبر وأقدم المدن البرازيلية. وهي مدينة استوائية تقع ضمن الجزء البرازيلي الديناميكي والرائع، حيث الغابات الإستوائية والصحاري. وجغرافياً، تقرب من خط الإستواء، وكذلك من المحيط الأطلسي.

إكتشفها اميريغو فسبوشي في عام 1501، لتتحوّل إلى عاصمة للبرازيل في عام 1549، قبل أن تتخلّى عن هذا اللقب لريو دي جانيرو. وهي غنية جداً بالفلكلور، إذ تحفظ ماضيها الثقافي الغني وما تزال متمسّكة بجذورها، مع محاولتها الدائمة لإقامة توازن بين هذا الإرث وبين الحداثة، وينعكس الأمر بوضوح في الفن البرازيلي.

مناخها...

تتمتّع «سلفادور دو باهيا»، ثالث أكبر مدينة في البرازيل، بمناخ استوائي طيلة أيام السنة، فطقسها حار والرطوبة فيها مرتفعة بشكل دائم، إلا أن الفترة الأكثر حرارة هي تلك التي تمتدّ بين سبتمبر (أيلول) وفبراير (شباط). بالمقابل، إن الفترة الأكثر برودةً هي تلك الواقعة بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب). ويستمرّ فصل الأمطار من مايو (أيار) حتى أغسطس (آب). ويعتبر يوليو (تموز) الأكثر برودةً في البلاد، إذ تتراوح درجات الحرارة خلاله بين 19 و26 درجة مئوية.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة تناول اللقاح المضاد للحمى الصفراء قبل الذهاب إلى هذه المدينة. وإذا كان الأولاد برفقتكم، تأكّدوا أنهم تلقّوا اللقاحات المناسبة للوقاية من شلل الأطفال.

أبرز النشاطات

تقدّم هذه المدينة مروحةً واسعةً من النشاطات الممتعة لزائريها، فإذا كنتم تبحثون عن الإستجمام والإسترخاء التام، ننصحكم بالتوجّه إلى «بايا دي تودوس أوس سانتوس» Baia de Todos os Santos في خليج جميع القديسين، واكتشاف الشواطئ الرملية على جزيرة «ايتاباريكا» Itaparica. كما يمكنكم التوجّه إلى بعض الشواطئ الأكثر عزلةً والتي تحلو فيها ممارسة رياضة ركوب الأمواج بسبب الحواجز الموضوعة للمرجان، والتي تجعل ارتطام الأمواج يحصل على مسافة معيّنة.

وإذا كنتم من هواة البحث عن الشواطئ الفاتنة، فما عليكم سوى القيام برحلة إلى «برايا دو فورت» Praia do Forte الواقعة على مسافة 70 كيلومتراً شمالي «سلفادور دو باهيا»، وهي عبارة عن قرية للصيادين تحتضن شواطئ رائعةً، وتشكّل مقصداً هاماً للسيّاح. وهنا، لا تنسوا مشاهدة «مشروع تامار» The Tamar Project لتربية السلاحف البحرية.

وفي ضواحي هذه المدينة وعلى مسافة 70 كيلومتراً شمال المطار الدولي، تمّ تشييد مجمّع «كوستا دو سويب» Costa do Sauipe الضخم في عام 2001، وذلك ضمن إطار طبيعي رائع. فهو يشبه القرية، ويحتضن أحد عشر منتجعاً، من بينها خمس مؤسسات مصنّفة خمس نجوم، ضمن مجموعة من الفنادق الأخرى التي تمتدّ وسط 170 هكتاراً من الحدائق، حيث أشجار «المانغروف» الممتدّة على طول 6 كيلومترات من الشواطئ. وتقدّم هذه القرية المخصّصة لقضاء العطلات خيارات متعدّدة من المطاعم، بالإضافة إلى مركز مائي كبير وملاعب الغولف وكرة المضرب وناد  للفروسية ومركز للعناية بالجسم ومحال الحرفيات و«بوتيكات» الملابس والمجوهرات...

أما هواة الهندسة المعمارية، فهم مدعوّون إلى زيارة المدن الإستعمارية القديمة، في كلّ من «كاشويرا» Cachoeira و«سانتو أمارو» Santo Amaro الواقعتين على مسافة 120 كيلومتراً من «سلفادور دو باهيا» واللتين تمتلكان طرقات تاريخية مدهشة تحوط بها المنازل الملوّنة والصروح الباروكية.

ومن النشاطات الرائعة أيضاً التي يمكنكم القيام بها: رحلة على متن السفينة في خليج جميع القديسين عند مغيب الشمس أو بواسطة الصيّادة (السفينة السريعة ذات الأشرعة المربّعة) باتجاه جزيرة «ايتابريكا» Itaparica والنزول إلى نهر «ايمباساي» Imbassai بواسطة الخفاف (الزورق الضيّق والمستطيل الذي يسير بمجذاف واحد)، وصولاً إلى شاطئ مهجور، ثم السير على الأقدام نحو قرية الصيّادين المحمية «سانتو انطونيو» Santo Antonio. كما يمكنكم التمتّع بالشعب المرجانية في «كارافيلاس» Caravelas الذي يعتبر هاماً جداً لهواة الغوص ويسمح بالدوران على طول 30 متراً من الشعب، بين نباتات وحيوانات بحرية تسحر الأنظار!

ولا تنسوا القيام برحلة داخل «شـابادا ديامنتينـا» Chapada Diamantina التي تسمح باكتشاف 400 كيلومتر من «سلفادور دو باهيا» القديمة التي تحتوي على الماس، ومنتزه طبيعي مشهدي ملائم للسير يتضمّن غابةً استوائيةً، أوديةً وشلالات رائعة.

لا تفوتوا زيارة:

- الوسط التاريخي للمدينة المصنّف كإرث عالمي للإنسانية من قبل منظمة «اليونسكو». وفي هذا الإطار، لا بدّ من زيارة محلّة «بلورينو» Pelourinho الرائعة بواجهاتها الملوّنة والصروح الدينية الباروكية، فضلاً عن الطرق المرصوفة بالأحجار.

- دير وصرح سان فرنسيسكو: يعتبر أحد أجمل الكنائس في البرازيل بديكوراته الباروكية الفاتنة!

- قصر «ريو برانكو» Palacio Rio Branco: يقع في شمال هذه المدينة، وذلك لدى الوقوف وجهاً لوجه مع الخليج. بني في العام 1549، وهو يحتضن قصر الحاكم.

- مصعد «لاسيردا» Lacerda: يصل المدينة العليا «براسا توماس دو سوزا» Praça Thomas de Souza  بالمدينة السفلى «براسا كيرو» Praça Cairu منذ العام 1873، وذلك في حدود 30 ثانية فقط! يعمل هذا المصعد ابتداءً من الخامسة صباحاً، وينقل حوالي 28 ألف راكب يومياً، ويقدّم إطلالةً رائعةً على الخليج.

- ساحة «توماس دو سوزا» Thomas de Souza: تسمّى أيضاً الساحة البلدية، وتحتضن مجموعةً من باعة «الأرتيزانا»، فضلاً عن سوق «ميركادو موديلو» Mercado Modelo الذي يضمّ مراكز للفن والأعمال الحرفية ومجموعة من المطاعم، بالإضافة إلى محلّة «ريبيرا» Ribeira.

حقيبة السفر

لدى توجّهكم الى «سلفادور دو باهيا»، ننصحكم بحمل الأغراض التالية داخل حقيبة سفركم:

- ملابس صيفية وأخرى متوسطة السماكة، لأن فصل الشتاء يبدأ في هذه الفترة من العام.

- ثياب وأحذية رياضية.

- قبعات ونظارات.

- آلة تصوير.