في إطار حملة مجلة "سيدتي" ومؤسسات المجتمع المدني السعودي، لتسليط الضوء على أهم ما يمكن أن يشكل خارطة طريق للحد من ظاهر التحرش ضد المرأة، التقينا عدداً من المختصيين ليتحدثوا عن ذلك من وجهة نظرهم.
دور الأهل
بداية تؤكد الإعلامية والباحثة الاجتماعية وفاء شما على أنّ التحرش آفة في المجتمع وظاهرة خطيرة بل وجريمة لا يجب التهاون بها أو السكوت عنها، وتوضح أنّ التحرش من أهم أسباب حدوثه هو غياب دور الأهل في التربية الصحيحة والسوية المبنية على الدين والأدب والأخلاق، والثقافة التي ينشأ عليها الشباب بأنّ الفتاة ينظر لها فقط نظرة شهوانية تسمح له بالتطاول عليها بأي نوع من أنواع التحرش وبأي درجة منه، بالإضافة للإعلام المشوه والمبتذل الذي يسلط الضوء على التحرش والجنس بطريقة خاطئة.
وتضيف:" للأسف هذه الظاهرة نمت لسببين أولهما الشعور بالخوف من الفضيحة لدى المرأة مما يجعلها تسكت عما تعرضت له، إلى جانب رد فعل المجتمع والأسرة ونظرتهم نحو المرأة التي تتعرض لهذه الجريمة مما يعرضها لضغوطات تجعلها تفضل الصمت والتنازل عن حقها وكرامتها".
أما عن أهم المقترحات والأفكار للحد من هذه الظاهرة فترى شما التالي:
1. الإعلام هو المسؤول الأول والأساسي ولذلك يجب خلق إعلام جديد يقوم بدوره الموجه للأسرة والأطفال والشباب، وعمل برامج تتناول التوعية ضد التحرش والدعوة لعدم الخوف والسكوت عن تلك الحالات.
2. المدارس بحاجة لمناهج ومقررات توعوية وتربية جنسية مدروسة بطريقة علمية تبدأ منذ الصغر تكون مناسبةً لمختلف الأعمار تجعل الحصول على المعلومة الصحيحة متاحًا بدلًا من البحث عنها خارجًا ومن ثقافات أخرى.
3. الاختلاط بريء من تهمة السبب وراء التحرش، بل قد يكون الفصل الشديد والمبالغ فيه أحد الأسباب، بينما تعويد الشاب على الاندماج بالحياة مع الفتاة يجعل تواجدها معه في مكان واحد أمرًا عاديًّا ومقبولًا لا يستدعي استثارة شهواته اتجاهها.
4. يجب تعديل وتغيير العقوبات التي يتم تطبيقها على المتحرش بالغرامة أو السجن وبدلًا من ذلك محاولة علاج المتحرش الذي غالبًا ما يكون غير سوي نفسيًّا ويحتاج لإعادة تأهيل وعلاج تربوي صحيح، وذلك بجلسات علاجية، وعقوبات في الخدمة العامة وعدم دمج المتحرش خاصةً بعمر العشرينيات والثلاثينيات في نفس سجون الجرائم الأخرى حتى لا يخرج من الحبس بسبب التحرش بسلبيات قد تكون أشد وأخطر على المجتمع كالسرقة، المخدرات وغيرها..
الوقاية خير من العلاج
أما المستشار والباحث الاجتماعي خالد البيشي فيرى أنّ الوقاية خير من العلاج، وأنّ النواة الأساسية للحد من هذه الظاهرة يقع على عاتق الأسرة المسؤول الأول عن التربية والتوعية الصحيحة، فإذا صلحت التربية صلح النشء، أما عن المقترحات التي يمكن تطبيقها خارج نطاق الأسرة فهي كالتالي:
1. تشكيل لجان متفرغة من المتطوعين لعمل جولات على مدراس البنين والبنات بمختلف مراحلها للقيام بدور توعوي وتعريفي بمعنى التحرش وما آثاره وكيفية التعامل معه.
2. تشكيل لجان نفسية واجتماعية داخل السجون مسؤوليتها دراسة حالات التحرش لمعرفة إن كان التحرش عن جهل أو تقليد أعمى ويحتاج إلى إعادة تأهيل أم أنّ الأمر إجرامي وهنا يتم التعامل معه بعقوبات تتوافق مع كونه متمرس.
3. دور الإعلام بارز وفاعل ويجب تبني هذه القضايا وتسليط الضوء عليها بطريقة صحيحة لا تسيء للمرأة وبنفس الوقت توعية كلا الجنسين بمخاطر هذه الظاهرة على المجتمع.
ويختتم حديثه قائلًا:" أن نجد المدينة الفاضلة هذا أمر مستحيل تمامًا، ووجود أي قضية في المجتمع هي ظاهرة صحية ولكن زيادة في الحالات لأي قضية هو ما ينبئ بوجود خلل ومشكلة تحتاج إلى تدخل وتكاتف الجهود للحد منها، وهذا ينطبق على التحرش بالمرأة".
أم سميرة الغامدي الأخصائية نفسية ورئيسة جمعية حماية الأسرة سابقاً، ترى أن أبرز الخطوات المعلية تتمثل في:
1-ضرورة وجود قانون واضح وصريح للحماية من التحرش.
2- شهير والمنع من العمل، وفرض غرامة مالية، إيقاف الخدمات عن المتحرش.
3- عدم الاكتفاء لقانون الذي يلمس الحياة العامة يكون له تأثير على المدى البعيد.
4- لتشهير بالمتحرشين من قبل القنوات الرسمية القانونية وليس أي جهة أخرى.
5- لتوعية مهمة جداً للحد من التحرش "المبطن" الذي لا كون على الملاء بل يكون في أماكن خاصة كالعمل أو المنزل.
5 خطوات
من جانبها تعدد الاستشارية النفسية والأسرية الدكتورة نادية نصير، أبرز ما يمكن أن تتضمنه خارطة الطريق لمنع الظاهرة، وهي حسن ما يأتي:
1-الوقاية خير من العلاج" لابد من أن توعي الأسرة أبنائها من خلا الحديث عن التحرش وكيف يتم دون خجل.
2-أن تشترك المدارس وتستضيف مختصين لأن أغلب المعلمين والمعلمات يتحرج من الخوض في هذا الأمر، لذلك فإن المدارس ووزارة التربية والتعليم لابد أن تضع خطة توعوية موافق عليها من قبل وزارة التعليم وأن يكون القائم بها متخصص.
3-الذكاء الإعلامي في عرض الوقاية من التحرش وذلك باستضافة مختصين وتسجيل مشاهد درامية قصيرة للتوعوية.
4-أهمية فرض عقوبات رادعة للمتحرش.
5- تشجيع المتحرش به على التحدث والشكوى وعدم الصمت ومن خلال وضع قنوات للتواصل بسرية تماة تحمي المتحرش به.
