«ريكجافيك» مدينة المغامرات والنشاطات الفريدة

بوابة أيسلندة وعاصمتها، حاضرة غنية بتاريخها تملؤها التناقضات المدهشة ويحوطها المحيط والجبال. تقع على بعد بضع دقائق فقط من طبيعة خضراء عذراء فاتنة!

سواء كنتم تنشدون القيام بمجموعة من النشاطات الحيوية أو قضاء عطلة هادئة ضمن إطار فاتن، «ريكجافيك» تمتلك كل ما تبتغونه.

هي مدينة مبعثرة، يحضر الجزء المديني الأكبر فيها على شكل ضواحٍ ذات كثافة سكانية متدنّية حيث المنازل فردية، وتتباعد المناطق السكنية التي تفصل بينها الطرق الرئيسية. ورغم أن «ريكجافيك» هي مدينة ممتدّة ومفتوحة، إلا أن نقاط الجذب السياحية تتمركز في قلب المدينة التاريخي، وتحديداً حول بحيرة «تجورمن» Tjormin التي تحتلّ وسطها وتستقطب أنواع الطيور المختلفة وتشكّل مكاناً ممتعاً للتنزّه.

وإذ يقع فندق المدينة City Hall على ضفافها، لا تنسوا أن تلقوا نظرة على مجسّم أيسلندة الضخم الواقع في داخله، كما يقع خلفه كلّ من البرلمان والكاتدرائية اللوثرية Domkirkja ومنازل المدينة القديمة.

ويشكّل المرفأ القديم للمدينة مقصداً هاماً للسيّاح، ويمكن الإبحار منه في رحلة «سفاري حيتان» غاية في الروعة!

 

في سطور

تقع هذه العاصمة في أقصى شمال العالم، يقطنها حوالي 120 ألف نسمة، وبذا تعتبر المدينة الأكثر تعداداً للسكان في البلاد. لا تبعد كثيراً عن دائرة القطب الشمالي، وذلك ضمن منطقة تحتوي عدداً من المصادر الحارّة. وهي تتمركز على الطرف الجنوبي الغربي لأيسلندة، ضمن خليج «فاكسفلوي» Faxafloi. ويتمثّل القطاع الساحلي للمدينة بوجود عدد من الجزر، الخلجان، المضيقات والجزر الصغيرة، فيما يقع الجزء الأكبر منها على جزيرة «سلتجرنرنس» Seltjarnarnes، إلا أن الضواحي تمتدّ في جنوب الجزيرة. أما الجبل الأكثر ارتفاعاً في جوار «ريكجافيك»، فهو «مونت اسجا» Mount Esja الذي يبلغ ارتفاعه 914 متراً.

 

مناخها...

تستفيد «ريكجافيك» من مناخ شبه قطبي محيطي، وبسبب المياه الحارّة الناتجة عن انحراف الشمال الأطلسي، يسجّل متوسط درجات الحرارة السنوي فيها 4,4 درجات مئوية، فيما يسجّل -0,5 درجة مئوية في شهر يناير (كانون الثاني)، و10,6 درجات مئوية في شهر يوليو (تموز). وخلال بضعة أسابيع من فصل الشتاء،

لا يظهر ضوء النهار سوى لأربع ساعات يومياً، فيما يغيب الليل نهائياً مع بداية فصل الصيف!

 

أبرز النشاطات

تحتضن مدينة «ريكجافيك» مجموعةً كبيرةً من المحال التجارية و«بوتيكات» الموضة، وتتمتّع بشهرة واسعة في أوروبا بسبب نشاطاتها الموسيقية المستمرّة وحياتها الليلية الشهيرة. وتقدّم خيارات واسعة من المطاعم الجيدة ذات لوائح الطعام المبتكرة والتي تتضمّن أطباقاً مصنوعةً من المنتجات الطبيعية المحلّية الطازجة. فإذا كنتم تحبّون الأسماك وثمار البحر، لحوم الغنم والطرائد، فسوف تجدون دائماً على لوائح الطعام طبقاً يتلاءم مع أذواقكم!

من جهة ثانية، إن الطبيعة الساحرة التي تحيط بـ «ريكجافيك» تجعل منها مدينة فريدة تقدّم لزائريها المغامرين مجموعةً متنوّعةً من النشاطات المدهشة: ملاعب «غولف» صغيرة، ممارسة هواية صيد أسماك السلمون، رياضات مائية، تسلّق، نزهات على المجلدة، ركوب الخيل، ركوب المزلاج الذي يجرّه الكلاب. وتتوافر هذه النشاطات قرب العاصمة، ويمكن إدخالها بسهولة ضمن رحلة لنهار واحد.

وللإحساس بالطاقة الصافية والمهدّئة للمدينة، ما عليكم سوى الذهاب إلى أحد أحواض المياه الساخنة الطبيعية العديدة أو داخل أحد مراكز المياه الحارّة، إذ يمنح الإسترخاء فيها شعوراً مزدوجاً بالإنتعاش للجسم والروح معاً.

وتبدو الطاقة الإستثنائية لـ «ريكجافيك» حاضرة في حياتها الثقافية أيضاً، إذ يمكنكم الإستمتاع بزيارة المعارض الفنية، المتاحف والمسارح ضمن روزنامة ثقافية غنية.   

وللرحلات حصّة كبيرة، فتتعدّد المؤسسات والمكاتب السياحية التي تبدو حاضرة دوماً لتقديم النصح والإرشاد في هذا المجال. ولعلّ أبرز الرحلات تتوجّه إلى:

- شلالات المياه «غولفس» Gullfoss و«غيسير» Geysir الرائعة والتي يطلق عليها الأيسلنديون إسم «المحيط الذهبي».

- «بلو لاغون» Blue Lagoon حيث مصادر المياه الطبيعية الحارّة.

- إكتشاف الحيتان بواسطة السفن.

- نزهات في الطبيعة على الدرّاجة الهوائية أو على صهوة الجياد.

 

لاتفوتوا زيارة

- المتحف الوطني: يعود تاريخه إلى عام 1863، ويتّخذ مقرّه الحالي منذ عام 1955. يتضمّن أعمالاً فنيةً نفيسةً ومقتنيات ترتبط بالثقافة الأيسلندية كالمجوهرات، الأسلحة وقطع متعلّقة بالحياة اليومية، فضلاً عن مجموعة من المنحوتات والنصب الصغيرة.

- متحف الإرث الثقافي الأيسلندي: أنشئ هذا المتحف بين أعوام 1906 و1909 بهدف جمع كنوز الثقافة الأيسلندية كافة. ويحتضن هذا المبنى المكتبة الوطنية، المجلس الوطني للكتابة ومجموعة متحف التاريخ الطبيعي. وبعد أن قرّرت الحكومة تجديده، أعيد افتتاحه في عام 2000 مع مجموعة من المعروضات الهامّة.

- المعرض الوطني: يقع على ضفاف بحيرة «تجورمن» Tjormin، ويتضمّن مجموعة تبلغ 5000 عمل فني لرسّامين أيسلنديين.

- متحف إينار جونسون Einar Jonsson: يعرض أعمال النحّات الأيسلندي إينار جونسون، داخل مبنى يحيلنا إلى الثلاثينيات، وتبدو أمامه حديقة من المنحوتات حيث مجموعة من الشخصيات الخرافية المخبّأة خلف الأزهار والأعشاب.

- متحف الهواء الطلق Arbaejarsafn: يضمّ حوالي 30 منزلاً، فضلاً عن بعض المنازل العائدة إلى القرن التاسع عشر بمحتوياتها الداخلية الغنية. هنا، سوف تشاهدون الحرّاس يرتدون أزياءً تعود إلى الحقبة عينها!