شاع لفظ الفوبيا مؤخراً، إذ نسمع كثيراً عن فوبيا القطط أو فوبيا المرتفعات وغيرها، فما هي الفوبيا من منظور نفسي؟ وما هي أشهر أنواعها ؟ هذا ما يحدثنا عنه المختص في الصحة النفسية حسام بعلبك في الموضوع الآتي:
يقول حسام: "الفوبيا باختصار مرحلة متطورة من الخوف المتواصل والشديد وغير المعقول من شيء ما أو موقف معين، الأمر الذي يؤدي إلى تجنب هذا الشيء أو الموقف نهائياً".
وتنشأ الفوبيا نتيجة التعرض لتجربة سلبية تنعكس على موقف الشخص الذي تعرض لتجربة هذا الأمر وتجنب التعرض له مرة أخرى، ومن أهم أمثلتها: خوف التواجد في الأماكن العالية أو الأماكن المغلقة، الخوف الشديد من المرض أو الألم أو الظلام أو الزحام أو الحيوانات أو العواصف وما يتبعها من رعد وبرق".
ويضيف: "تعد الفوبيا مرضاً قد يصيب أي شخص وفي أي عمر، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن غالبية الإصابات من النساء؛ لأنهن يعترفن بهذا الخوف على عكس الرجال الذين يعتبرون ذلك أمراً يمس رجولتهم".
ويشير بعلبك إلى أن الفوبيا قد قسمها علماء النفس إلى ثلاثة أنواع كما يأتي:
1. الفوبيا البسيطة: هي الخوف من أمور بسيطة، مثل: الخوف من الحيوانات، والخوف من المرتفعات، والخوف من أطباء الاسنان والحقن الطبية، وغيرها من الأمور البسيطة الأخرى، ويعتبر الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع، وتنتهي هذه الفوبيا مع النمو ومساعدة الأهل.
2. الفوبيا الاجتماعية: ترتبط بحضور أشخاص آخرين، وتتضمن أي نشاط يتم أمام أي مجموعة من الناس ويسبب القلق الشديد وضعفاً في الأداء، وقد يصل الأمر أحياناً إلى التهرب من النشاط بحجج واهية، وهذا ما تواجهه السيدة المصابة بهذا النوع من الفوبيا، فتتهرب من العلاقات الاجتماعية وتعتذر عن تلبية الدعوات.
وتتعرض العاملات لهذا الخوف الشديد من مراقبتهن أثناء العمل، ويؤثر ذلك بشكل سلبي على النتيجة المرجوة منهن في أدائهن، وقد تتحاشى بعضهن الذهاب إلى أماكن العبادة، وذلك خوفاً من الاشتراك في الصلاة والعبادة أمام نظر الآخرين.
3. الفوبيا من الأماكن الواسعة أو المزدحمة: هي الخوف من الابتعاد عن المنزل أو السفر، والخوف الشديد من السير في شوارع خالية أو مزدحمة بالناس، كذلك الخوف من استعمال قطارات الأنفاق والمصاعد، وهذا يؤثر كثيراً على نشاط الإنسان واختياره لمهنته.