أفكار تهيّئ صغيرك للعودة إلى المدرسة
حان وقت العودة إلى المدرسة، ومايزال الصغار تلامذة المرحلة الأساسية متعلّقين بالأيّام الأخيرة من العطلة الصيفيّة، ما يجعلهم يرفضون أو يكرهون فكرة النهوض باكراً في الصباح، وارتداء الزيّ المدرسي وانتظار الحافلة التي ستقلّهم بعيداً عن ألعابهم وتحرمهم من دفء السرير وتحجبهم عن برامج التلفاز المسليَّة...
توضح الاختصاصية في الإرشاد التربوي سلمى راشد همام في «مركز شموع للتربية الفكرية» بالرياض أنّ مهمة تغيير عادات الطفل التي اكتسبها خلال الإجازة الصيفية من السهر والنوم لساعات متأخرة من الليل واللعب بلا حدود مهمة ليست بسهلة، خصوصاً أنّ الطفل يقاوم بشدّة أي إجراءات يتّخذها الآباء تتعلّق بالحدّ من متعته ولهوه.
وفي الموازاة، يفيد المحلّل النفسي ومستشار العلاقات الأسريّة والمجتمعيّة هاني بن عبد الله الغامدي بجدة عن أفكار مفيدة للإعداد للعام الدراسي الجديد، بعيداً عن التوتر والارتباك، وذلك من خلال تعويد الطفل على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين عبر تكثيف الزيارات لأقرانه، والقول له بأنه سيلقى في المدرسة أصدقاء جدداً واصطحابه للتسوّق المدرسي، مع دعوته إلى اختيار الحقيبة وأدواته المدرسيّة وأقلام وألوان ودفاتر جذابة، وإخطاره بأنه سيستمتع باستخدام ما قام بشرائه في المدرسة.
وبالطبع، يجدر تلافي ذكر أيّ أمر قد ينفّره من المدرسة كالواجبات المنزلية أو أنظمة المدرسة الصارمة، بل غرس حبّ المدرسة في نفس الطفل وتحسين صورتها وذكر ما فيها من برامج مسلية.
ولتفادي الصدمات والخلافات التي قد تنشأ في هذه المرحلة الانتقالية، يجدر بالأمهات اتّباع أسلوب الترغيب والتحدّث مع الطفل عن الأشياء التي كان يحبها في المدرسة، كالتقاء الزملاء أو العودة إلى فريقه الرياضي المدرسي أو حصّة الرسم والفنون. ويفيد تذكيره بهذه الأشياء المحبّبة لتوليد الشوق في نفسه تلقائياً إلى المدرسة والدراسة بشكل عام. بعدها، يبدأ اتخاذ خطوات إيجابية نحو الهدف.
هذه الأفكار ستساعدك في كيفية تهيئة طفلك للعودة إلى المدرسة:
1 اقضِ على مخاوفه
عادةً، لا يشعر الأطفال بالقلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة للمرّة الأولى سوى بعد اليوم الأول للدراسة، لأنهم يكونون متشوّقين لخوض التجربة وارتداء الزيّ المدرسي واستخدام القرطاسية...
ولتفادي شعوره بالرهبة من المدرسة، قومي بزيارة المدرسة برفقة الطفل في الأسبوع الذي يسبق بدء الدراسة ليتعرّف إلى الفصل وغرفة الطعام والحمام، ما يخفّف التوتر، علماً أن بعض المدارس تفتح أبوابها لهذا الغرض.أمّا الصغير الذي التحق بالدراسة في الأعوام السابقة، فإنّ القلق والخوف يستبدّ به من تعلّم أشياء جديدة أو من المعلمين الجدد. ويمكن التخفيف من توتره بذكر أنه سيكون أكبر سناً عند التحاقه بالصفوف الجديدة، وسيكون أكثر خبرة وأفضل حالاً من التلامذة الجدد. وحبّبي طفلك أكثر بالمدرسة، واذكري له الرحلات التي تقوم بها المدرسة لتلامذتها.
2 النوم باكراً
التحضير للمدرسة يعني العودة إلى روتين النوم الباكر. ومعلوم أنّ الأطفال في المرحلة الممتدة بين سنتين و6 سنوات يحتاجون إلى حوالي 10 ساعات من النومِ كلّ ليلة، ويحتاج الأطفال الأكبر سنّاً إلى 9 ساعات. كما أنّ الروتين وتنظيم أوقات النوم مفيد للصغار ويساعد على سهولة الانتقال من فصل الصيف إلى المدرسة. وفي هذا الإطار، يفضّل:
< تحديد وقت النوم قبل أسبوع على الأقل من بدء الدراسة، ليعتاد الطفل ولضمان أنه سينال كفايته منه، ما يكفي للاستيقاظ المبكر.
< ينبغي أن يحصل الطفل على نوم كافٍ كل يوم حتى يساعد جسمه على إعادة تركيب وتخزين جميع الخبرات الحياتية التي تعلّمها طوال اليوم.
< الحدّ من ألعاب الكومبيوتر و«البلاي ستيشن» والألعاب الإلكترونية لمساعدة الطفل على النوم بشكل أسرع.
< تحديد ساعات مشاهدة التلفاز، مع الامتناع عن وضع تلفاز في غرف نوم الأطفال.
3 التغذية السليمة
تأكّدي دائماً أنّ طفلك يحصل على تغذية سليمة، من خلال:
< توفير الأطعمة الصحية والحرص على تناول الإفطار، إذ تثبت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتناولون الإفطار هم أكثر قدرة على التركيز من الأطفال الذين لا يأكلون صباحاً.
< تقليل المشروبات الغازية والحلوى قدر المستطاع، وخصوصاً قبل النوم.
< الحرص على أن تكون وجبة الغداء أو الساندويشات التي سيأخذها إلى المدرسة محبّبة إليه، كالجبن بأنواعه والعصائر الطبيعية والفاكهة والبسكويت، فكلها خيارات صحية تضمن تأمين الطاقة الكافية له خلال اليوم الدراسي.
4 اللوازم المدرسية
لا شيء يضاهي شراء الطفل بنفسه اللوازم المدرسية في توليد الحماسة للسنة الدراسية الجديدة!
لذا، قومي بجلب أدوات مدرسية من دفاتر وأقلام ذات تصاميم وألوان لافتة للنظر أو تحمل رسوماً محبّبة إليه، واصطحبيه عند شراء حقيبة المدرسة ودعيه ينتقي ما يفضّله.
5 الواجبات المنزلية
بعد غياب الأطفال فترة من الزمن عن المدرسة، قد يصيبهم شيء من الضيق من الالتزامات المدرسية، خصوصاً بعد أن اعتادوا على السهر وقضاء وقتهم باللعب والتسلية لساعات طويلة. وحتى لا تتحوّل الواجبات المدرسية عبئاً ثقيلاً يحمله الطفل معه عند عودته من المدرسة، يجدر بك:
< تدريبه على أداء بعض الواجبات الخفيفة قبل الدراسة بأيّام.
< أخطريه أنّ له هدية مع كل درجة جيدة ينالها.
< إذا كان طفلكِ سيلتحق برياض الأطفال أو العام الدراسي الأول، احرصي على تعليمه أشكال الحروف والأرقام وأسماء الألوان، وكيف يقول اسمه وعنوانه ورقم هاتف المنزل.
< اقرئي القصص لطفلكِ قبل النوم، فهي تنمّي خياله وتحفّز ذهنه على التفكير، وعلّميه أغاني الأطفال التي كنتِ تغنيها في الصغر وحفّظيه القرآن الكريم، فكل هذه الأمور تساعد على تنمية المهارات اللغوية لدى الطفل قبل دخول المدرسة.
6 زيارة الطبيب
يفضّل مراجعة طبيب الأطفال قبل موعد المدرسة، فثمّة لقاحات جديدة يجب التأكد من تناولها من قبل الطفل، كما مراجعة سجل التطعيم الخاص به. ويستطيع طبيب الأطفال أيضاً أن يقدّم إليك بعض النصائح قبل ذهاب الطفل إلى المدرسة والتأكّد من سلامة الرؤية والسمع...
احذري دسّ السمنة في حقيبة طفلك
يرى كثير من الأهل، وخصوصاً الأمهات العاملات، أن إعداد حقيبة الطعام اليومية أمر ليس بالهيّن، وأنه قد يدعو إلى الملل بل أنه قد يتحوّل أحياناً إلى ما يشبه الكابوس، خصوصاً حين تنضب الأفكار ويطالب الأطفال بالتجديد رافضين تكرار تناول الطعام عينه!
يرى كثير من الأهل، وخصوصاً الأمهات العاملات، أن إعداد حقيبة الطعام اليومية أمر ليس بالهيّن، وأنه قد يدعو إلى الملل بل أنه قد يتحوّل أحياناً إلى ما يشبه الكابوس، خصوصاً حين تنضب الأفكار ويطالب الأطفال بالتجديد رافضين تكرار تناول الطعام عينه!
بصورة عامّة، يجدر بالأم أن تقوم بموازنة واعية بين ما يحبّه طفلها وما هو مفيد لجسمه، وألا تحشو فمه بالشوكولاتة ورقائق البطاطا المقلية كي يكون راضياً حتى لو على حساب صحته! وفي هذا الإطار، استضافت إحدى مدارس لندن الابتدائية اختصاصية التغذية الدكتورة إيدي روني كي تتحدّث مع أولياء الأمور بشأن حقيبة الطعام اليومية كجزء من حملات التوعية الغذائية التي تعتمدها المدارس
وتقول الاختصاصية «إن الطعام الذي يأكله أطفالنا الآن يمكن أن يؤثّر على صحتهم عندما يكبرون، وإن عادات الطعام الصحيحة يمكن أن تجنّبهم أمراضاً عدّة في السنوات المقبلة من حياتهم، كالأمراض المزمنة وأمراض القلب والشرايين وأنواع السرطان»، مشدّدة على تشجيع الصغار على اعتماد سلوك غذائي سليم كي يستمروا فيه عند الكبر. وتضيف: «يقضي الأطفال حوالي ربع حياتهم في المدرسة (عدا ساعات النوم)، لذا علينا ألا نستهين بحقيبة الغداء اليومية التي نعدّها لهم في البيت، والأهمّ أن تكون منوّعة ومتوازنة لأنّ نوعاً واحداً من الطعام لا يمكن أن يكون كافياً لأجسامهم مهما كان غنياً بعناصر الغذاء الأساسيّة».
وصايا جيمي أوليفر
نشرت جامعة ليدز البريطانية دراسة تناولت مفردات الطعام الذي تحتويه حقيبة الصغار في بريطانيا، وقد جاء فيها أن هنالك أكثر من 5 بلايين ونصف حقيبة طعام ترسل مع التلامذة سنوياً في بريطانيا، وأن حوالي 45% من الطلاب يأخذون وجباتهم من البيت ولا يعتمدون على التغذية المدرسية التي توفّرها الدولة. وفي بحث لما تحويه هذه الحقائب، تبيّن أن الفاكهة والخضر موجودة في 52% منها حصراً، وأن 69% منها تحوي على رقائق البطاطا المقلية والمنكّهة الجاهزة و58% تضمّ الشوكولاتة و26% من هذه الحقائب تحوي على غذاء جيد وصحي فيه نسب متوازنة من الخضر والفاكهة ومشتقات الحليب.
وقد كان لمثل هذه الدراسة العلمية وغيرها تأثير كبير على الرأي العام، وسرعان ما بدأت الحملات الشعبية للتوعية بأهمية حقيبة الطعام اليومية. وكان مقدّم برامج الطعام الشهير «الشيف» جيمي أوليفر واحداً ممّن أطلقوا حملاتهم بهذا الشأن، وقال معلّقاً على الأمر: «للمرّة الأولى، نستمع بإصغاء إلى صوت الاختصاصيين الذين يؤكّدون أن أعمار أولادنا ربما تكون أقصر من أعمارنا أو أعمار أجدادنا بسبب العادات الغذائية السيئة». وجاء في حملة التوعية التي قدّمها في برامجه التلفزيونية ونشرها في كتيبات توزّع على الناس:
< احذروا من دسّ السمنة في حقيبة أطفالكم: إن البحث الذي قامت به «وكالة التغذية الوطنية» أثبت أن نسبةً كبيرةً من الأطفال يأخذون إلى المدرسة طعاماً فيه كثير من السكر والملح والدهون المشبعة، وأن واحداً من 12 طفلاً في سنّ السادسة يتجاوز وزنه فوق العادي. ويمكن أن ندرك المخاطر الحقيقية للسمنة حين نعرف أن هنالك 31 ألف حالة وفاة سنوية قبل الأوان في بريطانيا بسبب السمنة!
< ثمّة حكمة تقول «أنت.. ما تأكله» وأن الطعام غير الصحي الذي يقدّم للصغار هو بمثابة الاعتداء عليهم وعلى حقهم في الحياة.
< أعطي طفلك طعاماً غنياً بالحبوب والخضر والفاكهة ومشتقات الحليب واللحوم، وحاولي أن تضعي المحتويات في علب أو لفائف سهلة الفتح كي لا يقضي الطفل فترة الغداء وهو يصارع من أجل الحصول على طعامه! واختاري الأطعمة سهلة الأكل وغير المعقّدة والتي لا تتطلّب تقشيراً أو تقطيعاً.
< حاولي أن تقدّمي للطفل أنواعاً مختلفة من الطعام وبكميات قليلة في البداية، كي تتعرّفي على ما يريده وما يرفضه ويعيده لك في الحقيبة آخر النهار. وتذكّري أن أفواه الأطفال صغيرة وأن أيديهم ناعمة ورقيقة، فلا تجبريهم على تناول قطع كبيرة أو خشنة أو صلبة من الطعام، فهم يريدون أن يأكلوا بسرعة كي يعودوا إلى اللعب مع رفاقهم في ساحة المدرسة.
< تذكّري أن الأطفال يبدؤون في سنّ السادسة بفقد بعض أسنانهم، ويجدر بك أن تراعي ذلك وتقدّمي لهم طعاماً سهل القضم وخالياً من المواد المهيّجة كالتوابل أو المنكّهات كثيرة الحموضة.
< اختاري الأطعمة الصحيّة والمفيدة لصحّة الأسنان، وتجنّبي الأغذية الغنيّة بالسكريات والنشويات، خصوصاً في فترة ظهور الأسنان الدائمية.
< حقيبة الطعام المدرسية لا تغني عن الفطور، ومن المهمّ أن تشجّعي طفلك على تناول فطوره بعد ليلة هادئة يأخذ فيها كفايته من النوم، ما يساعده على البقاء نشيطاً وحيوياً طوال النهار، كما أنها تساعده على التركيز في الدرس، وهي تجنّبه أيضاً الشعور بالجوع الشديد قبل فترة الغداء. وكوني المثال له وتناولي فطورك أمامه، وليكن صحياً يتكوّن من رقائق الحنطة والذرة أو الأرز أو البيض أو «التوست» والخبز المصنوع من الحنطة السمراء. وتذكّري أن الفطور هو البداية الجيدة لكل العائلة.
< أعطي الفرصة للطفل كي يساعدك في التسوّق وتحضير حقيبة الطعام المدرسية، وإذا كانت في البيت حديقة أو شرفة كبيرة، شجّعي طفلك على زراعة الخضر والفاكهة ورعايتها وعلّميه بعض أسس التغذية الصحيحة. ويساعد الحليب أو اللبن الرائب عظامه على أن تنمو وتصبح قوية، كما يساعده الجزر على الرؤية في الظلام...
< يجب تشجيع الطفل على شرب كميات كبيرة من الماء، والابتعاد عن المشروبات المحلاة بالسكر والمشروبات الغازية. وفي الأيام الحارة، ارزمي في حقيبة الطعام قنينة ماء يحوي نصفها على ثلج ويحوي نصفها الآخر على ماء ولفّيها بقطعة قماش كي تفصليها عن الطعام.
< اشتري اللبن الرائب وضعي فيه ما تريدين من فاكهة، وبذا تجنّبين طفلك تناول السكريات المضافة.
< يمكن أن تضعي في الحقيبة ساندويش صغيراً، أو قطعة خبز مع جبن أو لحم مطبوخ وسلطة الحمص وعيدان الجزر المقشّر، وتجنّبي قطع البندورة فيه لأنها ستبلّله أو ترطّبه.
< اغسلي الخضر والفاكهة الطازجة وقطّعيها، وغمّسي قطع التفاح بعصير الليمون كي لا يتحوّل لونها إلى البني، وجرّبي أن تقدّمي الخضر والفاكهة باستمرار، إضافة إلى البيض المسلوق والجزر وزيت الزيتون وزيت جوز الهند الذي يزوّد الطفل بالطاقة، بدون أن يزيد وزنه.
< إن المكسّرات لذيذة وسهلة الأكل وكثيرة الفائدة، ولكن تأكّدي أن طفلك لا يعاني من الحساسية تجاه أيّ منها، وكذلك أصدقاءه المقرّبين لأن مجرد لمسها أو استنشاقها قد يؤدّي إلى ردود فعل صحية خطرة لمن يعانون من الحساسية.
ما هي النقاط جوهرية والقواعد الذهبية والأفكار التشجيعية للعودة إلى المدرسة وسلّة تسوّق خاصّة بأغراض المدرسة وتفاصيل أخرى في المجلة في المكتبات