أخذنا المصمم اللبناني إيلي صعب إلى رحلة في عوالم التاريخ والجغرافيا. فكانت الهند بكل تناقضاتها وجمالياتها مصدر إلهامه. وفي وسط ديكور من الأشجار الكثيفة ونباتات الغابات، جالت العارضات بأزياء كلها تطريزات بالأحجار والخيوط الذهبية التي عودنا عليها إيلي صعب. إلا أن المصمّم أخذ اتجاهاً مغايراً هذه المرة ، برز في القصات التي استوحاها. أزياء المغامرة تجسدت في الفساتين القصيرة والاحذية المسطحة المرفوعة والاحزمة العريضة، وكذلك في حقائب اليد المربعة التي استوحى خطوطها من حقائب المغامرين. وقد كانت بطلة إلهام إيلي صعب فتاة انجليزية تدعى "ليلا وينغفيلد"Lilah Wingfield التي ذهبت إلى الهند سنة1911 لتحضر حفل تتويج جورج الخامس كامبراطور على إنجلترا.
ومن خلال قصة هذه الفتاة غاص المصمم في موضة العهد الفيكتوري التي برزت في قصات بعض الفساتين المصنوعة من قماش"الموسلين دو سوا" و"كريب جورجيت" وقصات الفساتين المستقيمة والدرابيه وتطريزات الدانتيل واللؤلؤ والرسومات الهندسية التي تذكر بأزهار الياسمين وأوراق النخيل. كل هذا بالإضافة إلى التدرجات اللونية التي تنوّعت ما بين الرمادي والمذهب ليذكر بالرخام الذي يزين القصور الفاخرة في الهند، بالإضافة إلى الزهري والاخضر والازرق المائي.
أتولييه فيرساتشي يفتتح أسبوع باريس للهوت كوتور
من جهته، كان عرض جان بول غوتييه Jean Paul Gaultier أو الولد الشقي للموضة الفرنسية في مستوى سمعة هذا المصمّم المشاغب. فلم يكن عرضاً للأزياء بقدر ما كان حفلاً ليلياً يعطي فكرة عن فلسفة هذا المصمم ونظرته للموضة. جاءت أزياؤه خارجة عن المألوف، قصات غريبة، تتداخل فيها الخامات بشكل غير مفهوم، غلب عليها اللونان الأسود والأحمر. أزياء تليق بالمرأة الجريئة والمتحررة التي لا تأبه بنظرات الناس. وقد جسد هذا المفهوم من خلال طريقة مشي العارضات وتصرفاتهن على منصة العرض. وما يؤكد هذا، قوله: "تأثرت دائماً بالنساء اللواتي يتمتعن بشخصية قوية".
اتجاه مختلف تماماً جسده عرض المصمّم البريطاني جون غاليانو John Galliano المدير الفني لدار ميزون مارجيلا Maison Margiela، حيث عكست أزياء العرض تأثر وعشق هذا المصمّم للفن المسرحي. جاءت أزياء العرض غير متوازنة، تداخلت فيها الخامات مثل الجاكار مع قماش التول المطرز والاقمشة اللماعة والمخططة. وقد أرسل جون غاليانو من خلال بعض القصات وطريق مكياج وتسريحات شعر العارضات تحية إلى المغني الراحل ديفيد بوي David Bowie.
من ناحيته، يفرض المصمم زهير مراد نفسه من موسم إلى آخر في أسبوع الخياطة الراقية الباريسية. فقد جاءت أزياء عرضه بمستوى سمعة هذا الحدث العالمي. غلبت على العرض فساتين السهرة ذات البعد الجمالي والفني، حيث وظفت التطريزات بشكل ذكي ومدروس على الأقمشة الفاخرة. لائحة ألوان باستيل هادئة وفساتين سهرة طويلة في غاية الأناقة، طُعمت بالأحجار واللؤلؤ، أرسل من خلالها المصمم تحية إلى نجمات السجادة الحمراء، وتطريزات بقطع من القماش جاءت على شكل زهيرات صغيرة تناثرت على صدور وحواف الفساتين لتجسد بأناقة جماليات الربيع.
أما المصمم فالنتينو Valentino فهو غني عن التعريف. قدم لنا مجموعة من الأزياء تجسد الأناقة الإيطالية: فساتين سهرة طويلة ومنسدلة، قصّات في غاية الأنوثة، جاءت في معظمها عريضة ومنسدلة، لكنها لا تخلو من اللمسة الفنية التي جسدتها التطريزات بالخيوط الذهبية والملونة والأقمشة الفاخرة مثل المخمل والبروكار.
تابعي أيضاً: