من يتابع مسلسلات رمضان في كل عام، يكاد يتوه بين الكمّ الذي يهجم عليه مثل أمواج البحر العاتية، ويكاد يغرقه، فمن الكوميدي إلى الدرامي إلى الرومانسي إلى التاريخي، ومن برامج اللقاءات والمواجهات والخدع ، وغيرها، تمضي ليالي رمضان بنا، وكأننا في سوق عجيب أبطاله حكواتية، يتفاوتون بين الماهر والجيد والحكيم والثرثار والعاقل، إلخ. فهكذا تبدو الأعمال الدرامية حين نستعرضها كأسماء وعناوين وإنتاجات ونجوم، وفي كل عام يختار المشاهدون حصصهم من المسلسلات والبرامج في آلية خفية نتكهن بها ولا نعرفها تماماً. لكن الغريب أننا حين نقرأ متابعات لكثير من هذه الأعمال، نجد تأكيدات حاسمة بأن هذا المسلسل أو ذاك البرنامج حصل على نسبة عالية من المشاهدة، وكأن الكاتب -أو الكاتبة- يجلس وراء شاشة «قياسات الريت» في إدارات المؤسسات الإعلامية؛ يقتنص الأرقام ويعبر عنها وكأنه في سباق للخيول!
ويتضح لمن يتابع قراءة ما يُكتب عن المسلسلات، أن هناك عدوى أحياناً تصيب الجميع، فما إن نقرأ متابعة لمسلسل معين أو أكثر، حتى تنطلق المتابعات بعد ذلك لتتركز على المسلسلات نفسها، ما يشعرنا وكأن البعض -وهم كثر للأسف- ينقلون بشكل أو بآخر ما كتب سابقاً عن مسلسل أو برنامج ما، كما نلاحظ حلقات مختلفة؛ منها ما يركز على نجمة معينة، أو على مسلسل، حسب جنسية إنتاجه أو إخراجه. وفي كل موسم رمضاني تطفو على السطح مسلسلات تتكرر الكتابات عنها، فيما تهمل مسلسلات أخرى، لنجد بعد ذلك أن ذائقة الجمهور في وادٍ، وأن من يكتب عن المسلسلات ترويجاً أو لحسابات ما، في وادٍ آخر. وللأسف أيضاً يُلاحظ أن فئة من النقاد الجدد -وكثير منهم يدعون النقد- ليسوا أكثر من وكلاء إعلام لبعض النجوم، ويعملون لديهم برواتب شهرية فيما ينشرون مقالاتهم وتعليقاتهم وكأنها حيادية تماماً، لكن المتتبع الذكي والحريص؛ يكتشف أن تكرار اسم النجم أو النجمة في كتابات بعض هؤلاء يكشف سرّه، ويضعه في خانة الكاتب المروّج وليس الكاتب الناقد.
ويبقى السؤال: هل المسلسلات التي نقرأ عنها في المواقع المختلفة والصحف والمجلات هي الوحيدة الناجحة، والتي تستحق المشاهدة أو الجوائز في مسابقات الاستبيانات؟ وهل شهرة المسلسل بسبب اسم بطله أو بطلته كافية لنحكم عليه بالنجاح؟ ومن جانب آخر، ما هي معايير نجاح مسلسل درامي بنظر ذلك الناقد، الذي يمطرنا بعبارات المبالغة لتفوق النجمة الفلانية على نفسها، أو تفرّد النجم العلاني بخطف الكاميرا والجمهور من زميله؟ بل لاحظنا التمادي غير المبرر وغير المقبول في كتابات تطلق أحكاماً على تفوق هذا العمل واكتساحه السباق الرمضاني، وذلك بعد عرض ثلاث أو أربع حلقات فقط من العمل!!
يبدو أننا بحاجة إلى قانون يضبط التسيّب النقدي على غرار قوانين نقابات الفنانين والموسيقيين؛ كي لا تتحول ساحة النقد الفنية العربية إلى حمام مياهه مقطوعة، أو مولد وصاحبه غايب!!
ويتضح لمن يتابع قراءة ما يُكتب عن المسلسلات، أن هناك عدوى أحياناً تصيب الجميع، فما إن نقرأ متابعة لمسلسل معين أو أكثر، حتى تنطلق المتابعات بعد ذلك لتتركز على المسلسلات نفسها، ما يشعرنا وكأن البعض -وهم كثر للأسف- ينقلون بشكل أو بآخر ما كتب سابقاً عن مسلسل أو برنامج ما، كما نلاحظ حلقات مختلفة؛ منها ما يركز على نجمة معينة، أو على مسلسل، حسب جنسية إنتاجه أو إخراجه. وفي كل موسم رمضاني تطفو على السطح مسلسلات تتكرر الكتابات عنها، فيما تهمل مسلسلات أخرى، لنجد بعد ذلك أن ذائقة الجمهور في وادٍ، وأن من يكتب عن المسلسلات ترويجاً أو لحسابات ما، في وادٍ آخر. وللأسف أيضاً يُلاحظ أن فئة من النقاد الجدد -وكثير منهم يدعون النقد- ليسوا أكثر من وكلاء إعلام لبعض النجوم، ويعملون لديهم برواتب شهرية فيما ينشرون مقالاتهم وتعليقاتهم وكأنها حيادية تماماً، لكن المتتبع الذكي والحريص؛ يكتشف أن تكرار اسم النجم أو النجمة في كتابات بعض هؤلاء يكشف سرّه، ويضعه في خانة الكاتب المروّج وليس الكاتب الناقد.
ويبقى السؤال: هل المسلسلات التي نقرأ عنها في المواقع المختلفة والصحف والمجلات هي الوحيدة الناجحة، والتي تستحق المشاهدة أو الجوائز في مسابقات الاستبيانات؟ وهل شهرة المسلسل بسبب اسم بطله أو بطلته كافية لنحكم عليه بالنجاح؟ ومن جانب آخر، ما هي معايير نجاح مسلسل درامي بنظر ذلك الناقد، الذي يمطرنا بعبارات المبالغة لتفوق النجمة الفلانية على نفسها، أو تفرّد النجم العلاني بخطف الكاميرا والجمهور من زميله؟ بل لاحظنا التمادي غير المبرر وغير المقبول في كتابات تطلق أحكاماً على تفوق هذا العمل واكتساحه السباق الرمضاني، وذلك بعد عرض ثلاث أو أربع حلقات فقط من العمل!!
يبدو أننا بحاجة إلى قانون يضبط التسيّب النقدي على غرار قوانين نقابات الفنانين والموسيقيين؛ كي لا تتحول ساحة النقد الفنية العربية إلى حمام مياهه مقطوعة، أو مولد وصاحبه غايب!!