الولادة القيصريَّة من أكثر العمليات الجراحيَّة الكبرى شيوعاً لدى السيدات، وهي بديل آمن للولادة الطبيعيَّة، خاصة إذا علمنا أنَّ في كل 10 آلاف حالة ولادة قيصريَّة هنالك حالة وفاة واحدة أو اثنتين. لكن بعض الدِّراسات أكدت أنَّ تكرار مثل هذا النوع من الولادة لأكثر من خمس مرَّات له مضاعفات عديدة.
«سيدني نت» التقت بالدكتور انتصار راغب الطيلوني، استشاري ورئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام بجدَّة، ليطلعنا على مضاعفات الولادة القيصريَّة المتكرِّرة.
بداية أوضح الدكتور انتصار خطأ الاعتقاد الشائع بأنَّه حال خوضك لتجربة الولادة القيصريَّة فإنَّه لا يمكنك الولادة سوى قيصرياً في حال الحمل مرَّة أخرى، وهو اعتقاد خاطئ حيث يمكنك اللجوء للولادة الطبيعيَّة في المرَّة التالية، إلا إذا كان هناك ما يمنع ذلك مثل كبر حجم رأس المولود مثلا.
• مضاعفات الولادة القيصريَّة المتكرِّرة
هناك مضاعفات تتعلق بالأم وأخرى بالجنين وسنبدأ بالمضاعفات المتعلقة بالأُم:
ـ الألم: العيب الرئيس في الولادة القيصريَّة هو ألم ما بعد العمليَّة وستستغرقين وقتاً أطول للتعافي مما لو كنت ولدت ولادة طبيعيَّة ومن المحتمل أن تعاني من ألم في الجرح وانزعاج في بطنك لبضعة أسابيع بعد الجراحة أثناء شفاء جرحك. وسوف تصف لك الطبيبة بعض الأدوية التي ستساعدك على التغلب على الألم، لكنَّها ستؤثر على حركتك ونشاطك اليومي لبعض الوقت.
ـ التعرُّض للنزيف: إذا كنت خضعتِ لتجربة الولادة القيصريَّة مرَّتين أو أكثر، فإنَّ خطر التعرُّض للنزيف يزداد، ومن الأرجح أنَّكِ ستحتاجين إلى نقل دم، مقارنة بما لو كنت قد خضعت لولادة قيصريَّة واحدة.
ـ الإصابة بالالتصاقات
الالتصاقات هي أربطة من نسيج ملتئم يشكل ندوبًا تجعل أجهزة أو أعضاء بطنك تلتصق ببعضها بعضا، أو مع الجدار الداخلي للبطن، وإذا كنتِ خضعت لأكثر من ولادة قيصريَّة فأنت أكثر عرضة للمشاكل التي تسببها الالتصاقات، فهي تحد من حركة أجهزتك أو أعضائك الداخليَّة. كما أنَّها قد تسبب انسدادًا في الأمعاء، وقد تؤدي إلى مشاكل في الخصوبة، لأنَّها قد تضغط على قنوات فالوب أو تغلقها.
ـ طول مدَّة الولادة
إذا كنتِ خضعت للولادة القيصريَّة أكثر من مرَّة، فمن المؤكد أنَّ لديكِ كثيراً من الأنسجة الملتئمة، التي شكلت ندوباً متعدِّدة، ما يصعب عمليَّة شقِّ الرحم، وبالتالي إطالة مدَّة الجراحة.
ـ حدوث الجلطات
تزيد الولادة القيصريَّة من خطر الإصابة بجلطات دمويَّة في الساقين أو الرئتين، وتكمن خطورة هذه الجلطات في أنَّه حال عدم معالجتها، فإنَّها قد تنتقل إلى القلب والرئتين.
ـ التصاق المشيمة واستئصال الرحم
الإصابة بالتصاق المشيمة من مضاعفات الولادة القيصريَّة المتكرِّرة، حيث تلتصق المشيمة بجدار الرحم، وقد يضطر الطبيب إلى إجراء استئصال للرحم بعد القيصريَّة نتيجة لالتصاق المشيمة.
ـ تمزق جرح الولادة القيصريَّة
النساء اللاتي خضعن للولادة القيصريَّة أكثر من مرَّتين أكثر عرضة لتمزُّق جرح الولادة، حيث يمكن أن ينفتق الجرح ويفتح على طول خط الغرز.
• مضاعفات تكرار الولادة القيصريَّة على الجنين:
ـ ولادة طفل مبتسر: يؤدي تكرار الولادة القيصريَّة إلى الولادة المبكرة.
ـ معاناة الجنين من المشكلات التنفسيَّة: الأطفال المولودون قيصرياً أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات التنفسيَّة.
• هل تؤثر الولادة القيصرية على حالات الحمل اللاحقة؟
إذا خضعت لولادة قيصريَّة واحدة، يزيد احتمال ولادتك بعمليَّة قيصريَّة أخرى في حالات حملك اللاحقة. ولكن ليس ذلك حتمياً دائماً؛ فقط ربما تزيد الولادة القيصريَّة من احتمال إصابتك بهبوط في المشيمة أو انغراس المشيمة عميقاً جداً في حالات حملك المستقبليَّة. وهناك خطورة بسيطة جداً من أن يتمزَّق وينفتح مكان الجرح المنفتح على رحمك في حالات الحمل أو الولادة اللاحقة (تمزق الرحم)، لكن هذا الأمر نادراً ما يحدث.