الجميع عرضة للكثير من الأمراض، التي تتطلب نقل وزراعة الأعضاء، أو نقل النخاع الشوكي، ولكن دائماً يكون هناك انتظار من أجل الحصول على متبرّع مناسب، وفي بعض الحالات قد يرفضه الجسم أيضاً، لذلك اتّجه العلماء إلى ما يعرف ببنوك الخلايا الجذعيّة، والتي يتم فيها تخزين الخلايا السليمة من الفرد لاستخدامها في معالجة أمراض الأعصاب، والسكري، وأمراض القلب، وحالات أخرى.
تؤخذ الخلايا الجذعيّة عادة من الحبل السرّي للمولود، أو من الدهون لدى البالغين، ولكن ما الذي يجعلكِ تقدمين على تلك الخطوة؟
إليكِ بعض الأمراض المنتشرة، والتي يكون ذلك حلاً جذرياً لها:
_ إصابات الدماغ والحبل الشوكي: أُجريت دراسات سريريّة وحيوانيّة، لاستخدام الخلايا الجذعيّة في حالات إصابة الحبل الشوكي، وأضرار السكتة الدماغيّة، التي تؤدي إلى موت بعض الخلايا.
_ أمراض القلب: تُستخدم الخلايا الجذعيّة في علاج احتشاء عضلة القلب، وتوليد خلايا عضليّة قلبيّة، وتحفيز نمو أوعية دمويّة جديدة، لإعادة تأهيل الأنسجة المتضررة.
_ تكوين خلايا الدم: يمكن توليد خلايا دم حمراء بشريّة ناضجة تماماً، بواسطة خلايا جذعيّة مكوّنة للدم، وهي خلايا بدائيّة لتكوين الدم خارج الجسم البشري. وفي هذه العملية، تُزرع الخلايا الجذعيّة المكوّنة للدم، جنباً إلى جنب مع الخلايا اللحميّة، ما يخلق بيئة تحاكي ظروف نخاع العظام، وهو الموقع الطبيعي لنمو خلايا الدم الحمراء.
_ الأسنان المفقودة: هناك تكنولوجيا تعنى بتجدد الأسنان، يمكن أن تُستخدم لزراعة الأسنان الحيّة لدى المرضى، حيث تتم زراعة برعم السنّ في اللثة، والتي سوف تعطي أسناناً جديدة، ويُتوقع أن تنمو في وقت أكثر من ثلاثة أسابيع.
_ مرضى السكري: يفقد مرضى السكري وظيفة خلايا "بيتا"، المنتجة للأنسولين في البنكرياس في التجارب الحديثة، وهنا يتم تحويل الخلايا الجذعيّة الجنينيّة إلى خلايا بيتا في المختبر، وإذا تمت زراعة خلايا بيتا بنجاح، سيتمكن العلماء من استبدال الخلايا العاطلة عن العمل لدى مرضى السكري.
_ جراحة تقويم العظام: وظائف هذه الخلايا إصلاح وتعويض خلايا الجسم التالفة بشكل مستمر، فهي تمتلك القدرة على البقاء بحالتها الأساسية، أو التخصص لتصبح خلايا أكثر تعقيداً، مثل: خلايا العظم أو العضلات.
_ شفاء الجروح: استخدام الخلايا الجذعيّة لتحفيز نمو الأنسجة البشرية، ولدى البالغين عادة تُستبدل الأنسجة المتضررة بالندُب وتشوهات الحروق، عن طريق زراعة جزء من الجلد السليم، في مختبر خاص للخلايا الجذعيّة، كما يتم علاج البهاق، حيث يمكن زراعة الخلايا الصبغيّة وحقنها في المنطقة المصابة.
_ علاج العقم: يتم تحفيز الخلايا الجذعيّة الجنينيّة البشرية، لتنتج خلايا شبيهة بخلايا النطفة، ومع ذلك لا يزال هناك تشوه بسيط، ومن الممكن أن يعالج فقدُ النطاف بكفاءة عالية.
الجدير بالذكر، أنّ هناك العديد من الأبحاث والتجارب للاستفادة من الخلايا الجذعية، في علاج العديد من الأمراض الأخرى، قد يكون العلم لم يتوصل لحل أمثل لها، ولكن مستقبلاً قد تصبح هناك ثورة طبية في التعامل معها.