برغم أنّهم يُطلقون عليها اسم "المجوهرات الملكيّة البريطانيّة" إلا أنّها في الحقيقة واحدة من المقتنيات الخاصّة التي تعود إلى الملكة إليزابيث الثانية شخصيّاً، والتي ورثت أغلبها عن أهلها، فيما وصل إليها البعض الآخرعلى شكل هدايا. وقد تحوّلت هذه المجموعة التي لا تقدّر بثمن إلى جزء مهمّ من الموروث البريطانيّ الذي يؤرّخ لحقبات متتالية من الحكم الملكيّ، منذ حفل التتويج الأوّل عام 1066 وحتّى يومنا هذا. وقد انتقلت المجوهرات من الأمّ إلى الابنة ثمّ الحفيدة، وتناوبت على التزيّن بها الملكة فيكتوريا ثمّ الملكة أليكسندرا والملكة ميري والملكة إليزابيث الأمّ وأخيراً إليزابيث الثانية التي تخلّت عن بعض القطع لزوجة ابنها الأميرة الراحلة ديانا ولزوجة ابنها الدوقة كاميلا وأخيرا زوجة حفيدها الدوقة كيت ميدلتون. وتحتلّ التيجان المرصّعة بالماس الجزء الأكبر من هذه المجموعة، ومنها التاج الشّهير الذي تظهر به الملكة في افتتاح البرلمان كلّ عام، وهو نفس التاج الذي تزيّنت به في البورتريه الشّهير الذي يظهر في الطوابع البريديّة، وهو قديم جدّاً، إذ يعود تاريخه إلى عام 1893، حين قدّم حينها هديّة إلى الأميرة فيكتوريا ماري بمناسبة زفافها، والتي أصبحت في وقت لاحق الملكة ماري التي قدّمته بدورها هديّة إلى حفيدتها إليزابيث الثانية بمناسبة زفافها عام 1947. وثمّة التاج المعروف باسم "دلهي دوربار" أيضاً الذي صنعه الصّائغ "غارارد" في عام 1911 للملكة ماري، وظلّ بحوزة الملكة إليزابيث الأولى، والدة الملكة الحاليّة حتى وفاتها في عام 2002، ثمّ تزينت به الدوقة كاميلا زوجة الأمير تشارلز في عام 2005، وكانت هذه آخر مرّة يراه فيها الجمهور.
ومن القطع الجميلة في المجموعة، وتحمل لمحة عاطفيّة خاصّة، التاج الصغير الذي طلبت الملكة فيكتوريا أن يكون صغيراً كي يُناسب الغلالة التي اعتادت على وضعها بعد وفاة زوجها الأمير فيليب. وبرغم صغر حجم هذا التاج إلا أنّ تصميمه البديع يُبرز جمال الـ1187 ماسة التي يتكوّن منها.
وقد يسأل السّائل: ما هو ثمن هذه المجوهرات؟ والحقيقة أنّ الملكة إليزابيث الثانية قد رفضت تثمين مجموعتها الملكيّة، عندما طلب منها ذلك عام 1989، وبقيت هذه المجموعة تحمل عنواناً عريضاً هو "نفائس لا تقدّر بثمن ".. وإليك بعضاً من هذه القطع الرائعة التي كانت شاهداً على أسرار وخفايا كانت تدور في البلاطات الملكيّة:
ما هي خفايا وأسرار المجوهرات الملكيّة البريطانيّة؟
- مجوهرات وساعات
- سيدتي - سميرة التميمي
- 23 نوفمبر 2012