يقول الكاتب والمخرج الروسي أندري تاركوفسكي: «التعليمُ للتفكير والفنُّ للشعور»، وهو ما استند إليه الفنان الأميركي المعاصر برايان ديمتر، فتعامل مع الكتب كمواد نحتيَّة ثقافيَّة ليصنع من ورقها لوحات إبداعيَّة لإيصال رسالة شعوريَّة، وذلك من خلال استخدام السكاكين والملاقط والأدوات الطبيَّة، وهو ما أُطلق عليه اسم «جرَّاح الكتاب».
رؤية ديمتر قد تختلف مع كثير من محبي القراءة وعُشّاق الكتب، وقد يعارضه بعضهم بشكل حاد إلا أنَّها تبقى رؤية متفرِّدة؛ إذ يرى أنَّ الكتب مواد قابلة لإعادة التعريف وإعادة النظر، ووضعها في سياق ثقافي حديث؛ حيث تفقد بعضٌ من تلك الكتب قيمتها الوظيفيَّة أو الرسميَّة، فينظر إليها الأفراد بأنَّها مجرد رموز لأفكار انتهى زمنها وغير فاعلة المحتوى في الزمن الحالي، فيتم العمل عليها لتظهر بمنظور آخر للعالم كقطعة أثريَّة ونوع من أنواع الفنون المعاصرة البصريَّة، واستخدم ديمتر في فنّه ذلك أنواع الكتب والقواميس القديمة والموسوعات والكتب المدرسيَّة وكتب العلوم والهندسة والكتب الفنيَّة والأدلة الطبيَّة والسجلات الرسميَّة القديمة كافة؛ لخلق أعمال ثلاثيَّة الأبعاد تكشف عن تفسيرات جديدة أو موجز لما تحمله تلك الكتب في طياتها، وذلك بلا تخطيط أو خريطة مسبقة للعمل الذي سيقوم به.
يُذكر أنَّ الفنان الأميركي قد نُشرت أعماله على نطاق واسع في المتاحف والمراكز الفنيَّة على مستوى العالم مثل متحف فرجينيا للفنون المعاصرة، ومتحف ويلكوم بالمملكة المتحدة، ومتحف الفنون والتصميم بنيويورك وغيرها، وهنا عبر «سيدتي نت» نعرض لكم بعضاً من تلك الأعمال، فأخبرونا أياً منها أثار ذائقتكم أو حفيظتكم الفنيَّة أكثر؟
فنان أميركي يحول الكتب إلى قطع أثرية!
- ثقافة وفنون
- سيدتي - فاطمة باخشوين
- 20 سبتمبر 2017