في الوقت الذي أصبحت فيه التكنولوجيا جزءاً من حياتنا ووفرت للفرد كل ما يحتاجه، وقربت المسافات بين الأشخاص لاسيما بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ظهرت بعض السلبيات لتلك التكنولوجيا من خلال إساءة استخدام البعض لها.
حيث ظهرت في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «قروبات» تدعو إلى زواج المسيار بكل سهولة ويُسر، فتقوم تلك الـ«قروبات» بتسهيل الأمر من خلال التعارف والتواصل بين الراغبين في المسيار، فأصبحت خطراً يهدد الحياة الزوجية بشكل مباشر.
«سيدتي» تواصلت مع زوجات أبدين تخوفهن وقلقهن من تلك القروبات، وطالبن بإيجاد حل رادع لمنعها.
أم رويد، إحدى الزوجات اللاتي عانين من «قروبات المسيار» تقول لـ«سيدتي»: «في أحد الأيام كان زوجي جالساً بجواري ويبتسم وهو يركز بشكل كبير على هاتفه ولا أعلم سبب ذلك، وبعد لحظات ذهب إلى دورة المياه وترك الجوال فقمت بفتحه، ووجدت قروباً على الواتس لأحد المأذونين خاص بزواج المسيار، وتقوم فكرته بأن يضع الرجل طلباته والمواصفات التي يريدها وشروطه ويتم البحث عن زوجة، حينها لم أتمالك أعصابي وقمت بعمل مشكلة على ذلك، لكن انتهت بعد فترة بصلح وحذف الواتس».
بينما تلقت أم ريان، في أحد القروبات الخاصة والتي أُنشِئت من أجل التسويق رسالة من مسوقة تطلب منها الانضمام إلى قروب عبر تطبيق «التليجرام» يختص بزواج المسيار، ومن باب الفضول الذي راودها دخلت، لتفاجأ ببعض الشخصيات التي تعرفهم مشتركين أيضاً في القروب، إضافة إلى عدد كبير من الخطَابات اللاتي يعرضن مواصفات لرجال ونساء.
كما أن هناك العديد من طلبات الزواج لرجال متزوجين ويريدون زوجة أخرى، وأيضاً هناك فتيات يطلبن أزواجاً، وهناك من دخل على المحادثات الخاصة بهدف التعرف، «وسألتني إحدى الخطابات عن طلبي والمواصفات التي أريدها».
في حين خشيت منال قربان، عند مجرد سماعها عن تلك القروبات أن يعلم زوجها عنها وقالت: «أخشى أن يعلم زوجي بوجود تلك القروبات، فيدخلها ومن المحتمل من كثرة العروض التي تأتي أن يجرب ويتزوج، فأنا أعيش صراعاً منذ معرفتي بذلك ولا أعلم ماذا أفعل».
قروبات الزواج تندرج تحت عقوبة الـ«تخبيب»
وحول تلك القروبات ومدى ضررها على المجتمع في إفساد العلاقات الزوجية، توجهنا إلى المستشار القانوني والمحامي راشد العمرو، الذي أوضح إلى أنه في البداية يجب معرفة الغرض القائم من هذا القروب.
وقال «الهدف من إنشاء تلك القروبات في الغالب هدف مادي، لأن الخطابة غرضها الاستفادة المادية من وراء الزواج»، وأضاف «وعلى الرغم من أن زواج المسيار زواج غير مكتمل الأركان برأيي الخاص، لكن ما يهمنا هنا أن هذا القروب الذي خصص لغرض الزواج قد يكون سبباً في هدم أسرة».
واستطرد: «عندما يدخل الرجل من باب الفضول لمثل تلك القروبات قد يرغب بالزواج من باب التجربة سواء كان مقتدراً أم لا، فبمجرد معرفة زوجته قد تحدث مشاكل، سواء وقع زواج أم لم يقع، لأن الشك سيدخل في قلبها وقد يقع الطلاق، ومن ثم تتشتت الأسرة».
وقال «ومن هنا نجد هذا القروب ومُنشِئه قد وقعوا تحت عقوبة الـ«تخبيب»، إضافة إلى أنه قد يحدث ابتزاز من قبل ضعاف النفوس، فمثلاً عند وضع معلومات لإحدى الفتيات التي تطلب الزواج قد يستغلها البعض في ابتزازها».