في الوقت الذي يحتفل فيه المغاربة بفوز فريق الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال أفريقيا، تناقل آخرون بكثافة مقطعًا وُصِف بالصادم لتلميذ وهو يعنف أستاذًا في إحدى المدارس المغربية.
وعبَّر كثير من الفاعلين في التربية والتعليم والإعلام، عن سخطهم وصدمتهم من الإهانة التي تلقاها المعلم أمام عيون باقي التلاميذ الذين فضلوا الجلوس ومتابعة العراك، سواء تعلق الأمر بمن يطلق تعليقات ساخطة، أو من يضحك على ما يحدث، وكأنه يتفرج على فيلم سينمائي.
ويظهر في مقطع الفيديو الأستاذ وهو يتلقى لكمات متكررة من أحد الطلاب الغاضبين، والذي كان يبتعد عن المعلم ليعود لضربه وشتمه، ولم يكتفِ التلميذ الغاضب باللكمات، وفق ما ظهر في الفيديو، الذي تم تسجيله بإحدى المؤسسات التعليمية في مدينة ورزازات جنوب شرق المغرب، بل قام بسحله أمام باقي التلاميذ.
وقد شجب ناشرو المقطع والمعلقون تصرف التلميذ، الذي اعتبروه علامة على سوء تربيته وأدبه، وعدم احترامه لمربي الأجيال ومكانة المعلم في العرف والمجتمع، بينما اختار آخرون النظر أعمق في أسباب الواقعة والتدابير الواجب اتخاذها في حالات مماثلة. في الوقت الذي راجت فيه أخبار عن سوء أخلاق الأستاذ نفسه واستفزازه للتلاميذ باستمرار بكلام جارح، لكن مهما كان الأمر فقد دعا رجال التعليم إلى تنظيم مسيرة احتجاجية يوم الخميس 16 نوفمبر الجاري، مناشدين النقابات التعليمية وتنسيقيات الأساتذة والهيئات الحقوقية والمدنية، بتبني الخطوة الاحتجاجية والانخراط فيها، مطالبين بإلغاء مذكرة الوزارة 867\14 بشأن القرارات التأديبية المتخذة من طرف مجالس الأقسام.
وفي نفس الصدد، دعا أساتذة آخرون على مجموعات وصفحات خاصة بالأساتذة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تنظيم وقفات أمام المديريات التعليمية بالمدن، والاحتجاج لمدة ساعة كاملة بكل المؤسسات التعليمية بالمملكة غدًا الثلاثاء، وحمل الشارة السوداء لمدة أسبوع، مع مسيرة وطنية مصحوبة باعتصام نهاية الأسبوع المقبل. وقال مدونون إن الحادثة نتيجة منظومة تعليمية منهارة تؤكدها التقارير الدولية، ورأى آخرون أن السبب الأكبر هو انهيار المنظومة الأخلاقية نفسها.
وطالب كثيرون بإنزال عقوبات شديدة على الطالب وإعادة النظر في منظومة التعليم والأخلاق، وذهب آخرون إلى ضرورة معاقبة كل طلبة الفصل الذين وقفوا موقف المتفرج.
وأوقفت قوات الأمن بورزازات، صباح أمس الأحد، التلميذ الذي اعتدى على أستاذه، والبالغ من العمر 17 سنة، حيث أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأبحاث الأولية أظهرت عدم تسجيل أية شكاية في الموضوع، سواء من قبل الضحية أو الإدارة التربوية، مشيرة إلى أن الأبحاث التي باشرتها مصالح الأمن بناء على المعطيات الواردة في شريط الفيديو، مكنت في ظرف وجيز من تحديد هوية المشتبه به، الذي تم توقيفه صباح اليوم وإخضاعه لبحث قضائي بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة.
وقررت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات، تقديم شكاية لوكيل الملك، وإيفاد لجنة إقليمية للوقوف على حيثيات الواقعة واتخاذ الإجراءات التربوية والتأديبية اللازمة، واصفة ما حدث بأنه «اعتداء شنيع».