قدّمت فيكتوريا بكام في هذا الأسبوع عرضاً يختلف كثيراً عمّا اعتادت تقديمه من ثياب مرحة، تُخاطب الشّابات الصغيرات. ويبدو أنّ هذه المصمّمة المجتهدة قد نضجت كثيراً، ولم تعد زوجة النّجم "ديفيد بكام" وعضوة فريق "سبايس غيرلز" المدلّلة التي تُريد أن تقضي وقتها في هواية التّصميم كما كان يظنّ البعض؛ فهي الآن تخطّ لنفسها طريقاً خاصّاً، وتُقدّم ماركة مميّزة، وتُجيد الدخول إلى حلبة الموضة واللعب على أوتار الخامات والألوان والخطوط؛ والأهمّ من ذلك أنّها تعرف كيف تُخاطب السوق وتُحقّق أرباحاً يحسدها عليها كثير من المصمّمين. ويُمكن القول إنّ فيكتوريا تملك كثيراً من مقوّمات النّجاح، منها شهرتها وشهرة زوجها ديفيد بكام الذي يعني جلوسه في الصفوف الأماميّة للعرض، وهو يحمل طفلته هاربر (سنتان ونصف) الكثير للصّحافة التي ترى في هذا الحضور حكاية لوحدها، وحدث يجعل النّجوم، وغير النجوم، يتهافتون على العرض. كما أنّ الحديث عن الزوج المحبّ أو المطيع، أو ربّماً المغلوب على أمره أيضاً، الذي يرعى الأطفال، فيما زوجته مشغولة بثيابها، هو جزء ممّا تتناقله الصّحف، وممّا يزيد من شعبيّة هذا العرض؛ وهذه إيجابيّة كبيرة، حتّى وإن بدت فيكتوريا غير مرتاحة، أو حتّى ربّما مغتاظة، من الإصرار على النظر إلى موهبتها في التصميم من هذه الزاوية العائليّة، وترى أنّها تبخسها حقّها كمصمّمة اجتهدت كثيراً، من أجل تقديم مجموعة رصينة، عادت بها إلى جذورها البريطانيّة، ورفعت شعاراً كبيراً هو "صنع في بريطانيا".
اللعب على وتر الخامات الملوّنة
ما إن أُنيرت المنصّة بالأضواء الملوّنة حتّى خرجت علينا صفوف من العارضات اللائي كنَّ يلبسن الفساتين والتنّورات الضيّقة المزمومة بأحزمة عند منطقة الخصر، والتي غلبت عليها أطوال تحت الرّكبة؛ وهذا ملمح جديد في مجموعات فيكتوريا بكام التي كانت تصرّ على الثياب الميني التي تُناسب أعماراً وأجساماً بعينها، فيما تُخاطب الآن كلّ النّساء، خاصّة الباحثات عن الأناقة الكلاسيكيّة، مع بعض الملامح الرجاليّة، حيث تقول فيكتوريا بكام: "إنّها ليست ملامح رجاليّة، ولكنّها ربّما صبيانيّة بعض الشيء. وقد كنت أريد أن أترجم أفكاري إلى ثياب غارقة في الأنوثة، مع ومضات من الحجوم الكبيرة التي تظهر بشكل خاصّ في المعاطف؛ وربّما استعرت أيضاً بعض خطوط التوكسيدو. لكنّ المحصّلة هي الأنوثة التي أشدّد عليها دائماً".
وقد ركّزت المصمّمة على الخامات الباذخة، مثل الكشمير وجلد الجمل والتويد والأنسجة المحاكة؛ وهي بذلك تُعلن عن إنكليزيّتها، وعن تأثّرها بالتراث اللندنيّ: "أنا أقضي معظم وقتي في إنكلترا، وهذا ما يجعلني شغوفة باختيار الخامات الراقية. وقد انتقلت مؤخّراً من لوس أنجلوس إلى لندن، وصرت أعمل من ستديو التصميم الذي افتتحته هناك؛ وهذا ما يجعل الأمور أكثر سهولة بالنسبة إليّ".
وأخيراً، اختارت المصمّمة ألواناً بعينها، تؤطّر بها مجموعتها، حيث كان التركيز على الأسود والأزرق والبيج والبنيّ وعلى تدرّجات الرماديّ، مع بعض الومضات من الأصفر والأبيض.
نُقدّم لك بعضاً من تصاميم فيكتوريا بكام التي ستأخذ طريقها إلى المتاجر، والتي ستكون في متناول المرأة بعد انتهاء الأسبوع. وننقل إليك أيضا كرنفال النّجوم الذي يجلس في الصفوف الأماميّة ويسرق الأضواء من منصّات العرض: