فتيات "اليوتيوب" و"الكيك" إثارة للشبهات

21 صور

لكنك كفتاة شرقية غير مسموح لك أصلاً بالتصوير في أغلب المجتمعات العربية، فكيف وصل بك الأمر لعرض الفيديوهات الخاصة بك؟ وكيف تضمنين أن فارس أحلامك سيوافق على ما تفعلينه؟ في هذا التحقيق تابعي ما تفعله الفتيات، وردود أفعال الشبان.

في السعودية: جرأة غير متوقعة!
تجرأت امرأة سعودية وروت قصة اغتصابها على اليوتيوب بحرقة. وهذا شكَّل تصوراً أن اليوتيوب لشكوى النساء.
لا تعتقد خيريَّة أبو لبن، طالبة جامعية ومذيعة وممثلة عازبة في برنامج «شلتنا» أنَّ ظهورها في «الكيك» أو الـ«يوتيوب» أثر عليها من الناحية الاجتماعيَّة، بل كثر خُطابها، من الفئة المتفهمة. تتابع خيرية: «لم أتمكن من قراءة الهجوم الذي وصل لحدِّ القذف، وبعد عدة حلقات تقبلوه، ولم يعد الـ«يوتيوب» و«الكيك» حكراً فقط على الشباب.
الإعلاميَّة لمى القصيبي مثلاً لا تجد في برنامج «الكيك» أي أمور هادفة، وحتى إيصال الرسالة يكون مسيئاً، للأشخاص والمجتمع. تتابع: «لو طلب مني ولدي أن يتزوج بفتاة من مقدمي تلك البرامج، خاصة «الكيك» فسأرفض؛ لأنها تجعل نفسها فرجة أمام المجتمع".
يرى وليد الفقش، فني كومبيوتر، أن الارتباط بفتيات «الكيك» مدعاة للسخرية؛ لأنهن يفتقدن لقيم المجتمع السعودي المحافظ، عكس فتيات الـ«يوتيوب»، اللائي يقدمن فكراً هادفاً يفيد المجتمع، يعلّق: «هذا لا ينفي أن على الـ«يوتيوب» من هنَّ على شاكلة فتيات «الكيك».

في الإمارات: "من وحل الإنترنت"
كانت جولتنا بين طلاب وطالبات الجامعات، حيث سمعنا منها الكثير والصريح، عالية محمد جبريل.. فتاة ظهرت في أغنية على اليوتيوب، «وأسمت نفسها هي وأربع شابات جامعيات «الفيروس»، تتابع: «لا أنكر أنني تعرضت لحملة انتقادات واسعة، حتى من المقربين لي، وتراجعت عن تكرار الفكرة، وقمنا بسحب الفيديو لاحقاً من خلال مخاطبة إدارة الموقع».
اعتبرت مها أبو الهيجا، موظفة في بنك تشارترد الرجل الذي يتخلى عن فتاة لمجرد ظهورها في مقطع فيديو هو محدود الأفق؛ لأن ليس كل ما يقدم سيئاً برأيها، تتابع: «هناك طاقات واعدة لا تجد سبيلاً للبحث عن فرصة سوى أن تغني، أو تعزف»
فقد أنهى محمد، طالب جامعي، قصة حب دامت أربع سنوات مع فتاة اعتقد لبرهة أنها ستكون زوجة المستقبل وأم أولاده، إلا أن ظهورها في مقطع مع صديقاتها عبر «اليوتيوب» جعلها تفقد رجل الأحلام، وعلّق: «أصبحت فتاة لعوباً».
ببساطة اعتبر يعقوب سعيد العلي، موجه اجتماعي، الارتباط بفتاة يوتيوب وصمة أبدية، ويعلّق: «أخشى ما أخشاه أن تقوم بتصوير أبنائها وعرضهم على اليوتيوب كما فعلت هي».
قادمة من وحل الإنترنت هكذا وصف «يوسف المختار صيدلي من تقوم بتصوير مقاطع ونشرها عبر مواقع الفيديو المتاحة على الإنترنت،
ويفترض محمد خلفان الكعبي، طالب في كلية القانون بجامعة الشارقة، أنه اقتنع بفتاة ظهرت على اليوتيوب، فلا مجال أن توافق أسرته، يستدرك: «أرفض حتى أن تظهر صورة زوجتي أو شقيقتي في موضوع صحفي ينشر بصحيفة يومية أو مجلة معروفة، وأرى أن بها سفوراً وخروجاً عن قيمنا».

في مصر: يرفضون تشغيلهن
فتيات جريئات وشبان يلعبون على الحبلين، قد يؤيدونهن، أما الزواج منهن فلا! ربما لهذا تخفي روبين، من فتيات الكيك، موظفة في فندق، وجهها وصوتها؛ حتى لا يعرفها أحد، رغم إصرارها على أن كل واحد حر في الصورة، التي يعرض بها نفسه، تتابع: «سأظل أكيك» في الخفاء؛ ولو فكرت في الزواج فسأكيك أنا وزوجي معاً، وحينها سيرى الجميع وجوهنا».
إحدى الموظفات في الشركة التي تعمل بها هبة ناجي، مهندسة شبكات، وجدوا لها كليباً وهي تؤدي رقصة وتغني بموقع الكيك، ورغم إخفائها لوجهها إلا أن الجميع تعرف عليها من صوتها، فتم فصلها؛ حفاظاً على سمعة الشركة، حسبما ورد في قرار الفصل، تتابع هبة: «صاحب الشركة طلب من زملائها كتابة إذن الفصل على الكليب المنتشر لها على الإنترنت».
تروي نجية يحيى، موظفة، قصة صديقتها التي خطبت لابنها فتاة تقدم برنامجاً طبياً على اليوتيوب، وكان موبايلها لا يكف عن الرن، إما للمعاكسة أو الاستفسار، فتضطر للرد على الجميع؛ لكي تظل تحصل على الراتب من شركة الأدوية التي وظفتها، ولم يتحمل ابنها وفسخ الخطبة.

في البحرين: «عروسة مولد»
عدم تقبلهن كان صارخاً، من الرجال والنساء على السواء. لذلك بدأ الأمر بدفاع عن فتيات اليوتيوب والفيس بوك والكيك من الإعلامية والشاعرة أمل المرزوق، التي كان لها مدونة، فهي ترى أن ما يفعلنه إضافة وتمييز للفتيات اللواتي استطعن منافسة الشباب، وتحديْن ببرامج «يوتيوبية»، وتراهن على نجاحهن وتفوقهن في المستقبل، وهو ما يجعل الشباب والمجتمع في انتقاد مستمر لهن.
لا تكتفي إبتسام علي محامية، برفض عروس لابنها تظهر على اليوتيوب والكيك، فهي ترفض حتى اللواتي يضعن صورهن في الفيس بوك أو الواتس أب، تتابع: «لا أريد لابني عروسة مولد» تفرج عليها قبله عشرات وربما مئات.
بدا أمر الزواج من فتاة تظهر على اليوتيوب مستنكراً عند علوي الموسوي، موظف، يتابع: «نرفض الزواج من فتاة «شو» فهي لها حياتها الخاصة، وكلامي يتفق معه الكثير من الأصحاب، وإذا كان يصعب على الرجل الخليجي الزواج من فنانة، فكيف يقبل الزواج بفتاة «يوتيوب» التواصل معها سهل؟».

ابتعدن عن السرية
* من السعودية تجزم مها أحمد حريري، استشاريَّة نفسيَّة، أن كبار السن يستهجنون جرأة هؤلاء الفتيات؛ لأنَّهم يقارنون سلوكهنَّ بمقياس وما كان مسموحاً به في زمنهم. تتابع: «أما الشباب فينقسمون لمؤيد ومعارض، فالمؤيدون أصحاب الوعي وهم قليلون. أما المعارضون فيحظرون على المرأة ما هو مسموح للرجل.
* من مصر يشهد الدكتور عبدالله أنسي، أستاذ بكلية الآداب/ قسم اجتماع، أنه ومنذ ظهور موقع الكيك كثرت التدوينات المرئية السيئة، التي تعطي انطباعاً بشعاً عن فتياتنا المراهقات اللواتي لا يدركن مخاطر نشر لقطات مثيرة بدعوى التهريج.