أصبحت مهارة إتقان اللغة الانجليزية مفتاحاً رئيسياً للحصول على فرص مهنية وأكاديمية، بالإضافة إلى أهميتها للاطلاع على الثقافات المعاصرة كونها إحدى اللغات الأكثر انتشاراً، ومن المؤكد أن الشبكة العنكبوتية إحدى الوسائل التكنولوجية التي أحدثت ثورة في طرق التعليم، حيث ظهرت العديد من المنصات والحسابات الإلكترونية التي ساهمت في تطوير الكثيرين، لذا نستطلع عبر السطور التالية آراء بعض الشباب والشابات حول تعلم للغة الانجليزية إلكترونياً.
الشبكة العنكبوتية ممتلئة بالمصادر
عبد الرحمن حجازي، مدرب ومؤلف، يقول:"أقدم دورات في منصة إلكترونية مجهزة مسبقاً، والإقبال على هذه الدورات يصل للآلاف، ولست أهدف لتطوير اللغة وحسب بل الاستمرار مع المتدرب وضمان حصوله على النتائج، وأرى أنّ بعض الطلاب تركوا المعاهد الخارجية والتحقوا بالمنصة كونها ملائمة لاحتياجات الغالبية وموازية في النتائج، وهذه الفئة محركهم الأول الحماس الداخلي ووجود الهدف وليس حضور الدورة فقط".
ويستطرد :"أنا نموذج لشخص واحد ممّن طوّروا لغتهم بالواقع الافتراضي، بالرغم من محاولة إحباط الكثيرين والسبب الجهل بآثار التقنية وكمية المصادر الضخمة التي تحتويها، لذا اعتقد أن جودة المعلومات المتواجدة اليوم في الشبكة العنكبوتية أفضل من بعض المراكز التعليمية، إضافةً إلى أنّ الأخيرة محدودة بوجود أرقام معينة للطلاب والمعلمين وتكلفة المكان والمعدات، فالتعليم الإلكتروني يناسب الجميع باستثناء المستوى التأسيسي -من وجهة نظري- لأنّ طريقة تعليمه تكون مختلفة".
المتدرب إلكترونياً يملك شغف
أثير السعيد، مدربة لغة انجليزية، ماجستير في الترجمة، تقول :"بوجود وسائل التواصل والتقدم التقني أصبحت عملية التعلم أسهل، فيستطيع المتدرب تلقي الدروس في أي مكان وبالوقت الملائم له بدون هدر للوقت والجهد والمال، ومن واقع تجربتي الشخصية عبر برنامج "السناب شات"، لاحظت إقبال متزايد من المتعلمين، ما قد يوازي أعدادهم في المراكز التعليمية خاصةً الفئة العمرية 20 إلى 35 عام، ووجدتهم يتحلون بالعزيمة والإصرار والتحدي والشغف عكس طلاب وطالبات التعليم العام والجامعي كونهم مجبّرين على حضور الحصص".
لا يوازي المرافق التعليمية
عمر ناصر، معلم ومترجم، يقول: "بدأت بتعليم الآخرين اللغة الانجليزية في 2014م، فقمت بتكوين مجموعات تعليمية من خلال تطبيق "الواتس آب" بتكاليف رمزية وكنت من أوائل المستخدمين لهذه الطريقة بالسعودية، فكان عدد المشتركين ثلاثين فقط وبمرور الوقت أصبح الإقبال عالياً وتخطى ألفين مشترك في الدورة الواحدة ما اضطرني لفتح ثلاث مجموعات".
واستطرد:" الفئة الأكثر إقبالاً هي طلاب الجامعات، وأرى بأنّ هذه المجموعات الإلكترونية لا توازي التعلم في المرافق التعليمية، لوجود أدوات أكثر في تلك المرافق، لذا فهذا النوع يصلح ففقط للأساسيات".
الممارسة اليومية هي الأهم
فيصل الدخيل، مسؤول إعلام و علاقات عامة، يخبرنا عن تجربته في المزج بين التعليم التقليدي والإلكتروني قائلاً:" التحقت بمعهد لتعليم اللغة الانجليزية بدءاً من المستوى التأسيسي، إلا أنّني أدركت لاحقاً أنّ المعهد يسير ببطء، وبعد ستة أشهر شعرت بملل و قررت التوقف وانطلقت نحو التعلم الذاتي والاستعانة بمعلمين عن بُعد، وكحال الكثيرين استعجلت النتائج، حيث اعتقدت بدايةً بأنّه علي إتقان الانجليزية سريعاً، إلا إنّني اكتشفت أنّ التعلم الصحيح يأتي بممارسة التعلم اليومي".
دراسات
دراسة أجرتها مجموعة الأبحاث الأمريكية "Brandon Hall" خلصت نتائجها إلى أنّ التعليم الإلكتروني يستقطع 40-60% وقتاً أقل من الاعتيادي، كما وجد معهد الأبحاث في أمريكا أنّ هذه الوسيلة تزيد معدل بقاء المعلومة بنسبة 25-60% في ذهن الفرد، وذكرت الجامعة المفتوحة في بريطانيا أنّ التعليم الإلكتروني مفيد للبيئة، فهو يستهلك 90% طاقة أقل و85% أقل في انبعاث ثاني أكسيد الكربون.