الكويت الرابعة عالمياً في الازدحام المروري

6 صور

ملل واكتئاب وعجز جنسي وتحرش يعاني منه المواطنون والمقيمون في الكويت، بسبب الازدحام المروري وسلبياته العديدة التي لا تنتهي، فالكويت الرابعة عالمياً من حيث الازدحام المروري، وخسائر الازدحام السنوية تصل إلى ملياري دينار أو أكثر، في البداية ترى أم أيمن، التي تعمل في أحد معارض الأزياء في منطقة حولي، إن لقمة العيش والبحث عن الرزق دفعاها للاستفادة من مواهبها في مجال حياكة وتفصيل الملابس، لافتة أن المنطقة عادة ما تشهد ازدحاماً مرورياً في الصباح والمساء في أوقات عودتها، وهو ما جعل الشباب يقومون بمطاردتها ومعاكستها.

من جانبه رأى وائل حماد المصري، الذي يعمل مندوباً للهجرة في إحدى الشركات الاستشارية، أن الازدحام خلق الملل لدى الكثير من المندوبين؛ لأن العمل الذي كان يستغرق نصف ساعة منذ 5 سنوات بات يأخذ ساعتين على الأقل، وهو ما يعد أمراً مستفزاً ومضيعة للوقت.
وبيّن أن الازدحام له تبعات عديدة على عكس ما يتوقع البعض، مؤكداً على أن الزحام لعب دوراً سلبياً في عدم قدرته على القيام بواجباته الزوجية

بدوره، أوضح مدقق الحسابات أحمد رامز أن الازدحام يؤدي إلى العصبية، وإلى الاكتئاب والقولون العصبي. وقال: الإصابة بالعجز الجنسي ليس المشكلة الوحيدة التي يتسبب فيها الزحام، فالأزمات القلبية والضغوط النفسية والتحرشات الجنسية والمشاجرات وما يتبعها من إصابات جسدية.

عالم آخر
من جانب آخر قال علي السلطان، مواطن في العشرين من العمر، إن الازدحام لا يسبب لي أي مشكلة، فأعتبره مثل وقت الترفيه، فخلال الازدحام يمكنك المشاركة في العديد من برامج المنافسات الإذاعية، ومن سلبياته أنك تكون دائماً عرضة للتخلف عن مواعيدك المهمة، ولا يستطيع الإسعاف إنقاذي نتيجة للزحام الشديد.
وأوضح نايف أن هناك أيضاً العديد من الشباب يستغلون أوقات الازدحام في عادات قد يراها البعض سيئة مثل الترقيم أو مغازلة البنات، الأمر الذي يحدث بكثرة وبصورة ملحوظة وقت الازدحام، وأيضاً هناك العديد من المواقف التي تحدث؛ ففي إحدى المرات كنت أهاتف زميلي وأنا أسير في منطقة مزدحمة، ودعمت سيارتي من الخلف فجأة، وحين نزلت وجدت صديقي الذي يهاتفني هو من دعمني.

أمراض نفسية وجسدية
يتعرض مرتادو الطرق في الكويت لأمراض نفسية وجسدية، حيث رأت مراقبة شؤون البرامج النفسية والإدارية بديوان رئيس مجلس الوزراء الدكتورة وداد العيسى، التي أكدت أن الازدحام أصبح أمراً طبيعياً جداً، ولكن طريقة التعامل معه هي الفيصل في الأمر.
وأوضحت أننا لن نستطيع تجنب الزحام بأي حال من الأحوال؛ لأنه أصبح مشكلة العصر التي نتجت عن كثرة عدد السكان، بالإضافة إلى زيادة الإمكانيات المادية، الأمر الذي أتاح للكثير تملك السيارات بصورة كبيرة، فتجد أن كل فرد في الأسرة أصبح يمتلك سيارته الخاصة، الأمر الذي أسهم بشدة في ترسيخ مشكلة الازدحام كسمة من سمات العصر.

ودعت لمحاولة الاستفادة من الوقت الضائع خلاله في أمر إيجابي. تتابع: "أنا مثلاً أجعلها ساعة تثقيف عبر الاستماع إلى البرامج الثقافية على محطات الراديو، ومن جانب آخر أستغلها كأوقات للاتصال الرباني عبر كثرة الاستغفار".

انفعال وتوتر
من جانبه قدم محمد الكندري، المستشار النفسي، عدداً من النصائح للذين يتعرضون لهذه المواقف منها: القيادة مبكراً بالخروج قبل أوقات العمل بفترة مناسبة، وكذلك التأخر عن الخروج من العمل لحين انتهاء الاحتقان المروري بعض الشيء.
كما نصح الكندري السائقين بإشغال وقتهم خلال الالتزام بالانتهاء من بعض المهام التي يمكن عملها عن طريق الهاتف النقال، وهو الأمر الذي يساعد كثيراً على تخفيف حدة التوتر.

مخالفة القانون
وأكدت د.حصة النصار الأستاذة بقسم علم النفس- كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، وجود تأثيرات نفسية واجتماعية للزحام؛ تتمثل في أن الزحام المروري يؤثر سلباً على نفسية السائق، وعلى مزاجه، وقد يدفع بالبعض إلى مخالفة قوانين المرور، والتهور في القيادة كاستعمال حارة الأمان المخصصة أصلاً للطوارئ، أو تدفع السائق لعدم الالتزام بحارته وتجاوز الآخرين، خاصة إذا كان في الصباح الباكر ويريد أن يلحق بوظيفته، ويمكن القول إن الزحام من المنغصات اليومية التي يعيشها المواطن في مجتمعنا.

خسائر مادية
أكدت دراسة حديثة أن الكويت تخسر سنوياً 3 مليارات دولار؛ بسبب الحوادث المرورية، كما قدمت وزارة الداخلية دراسة تخمينية تشير إلى أن كلفة الازدحامات المرورية سنوياً 4 مليارات دولار، ما يؤكد أن دولة الكويت تخسر سنوياً 7 مليارات دولار؛ بسبب الازدحامات والحوادث.