أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى لمجلة "الرجل": ندعو إلى التقارب الإنساني

ARRAJOL JUNE COVER.jpg
دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، إلى الحوار مع الثقافات المختلفة، من أجل التفاهم والتقارب الإنساني، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وصولاً إلى تجاوز حالات التوجس، مؤكداً أن القناعات لا يمكن التأثير فيها إلا بالقناعة؛ والفكر بالفكر.
ولفت إلى أن بعض المحسوبين على الإسلام، أسهموا في تصعيد ما يعرف بـ"الإسلاموفوبيا"، سواء بخطاب التشدد أو التطرف أو حتى الإرهاب.
وردّ العيسى في حواره، الذي أجراه معه رئيس التحرير محمد فهد الحارثي, على من يقولون إن الدين جزء من المشكلة، بالقول: "الدين أحد أركان الحل المهمة، وبحكم تقديره في الوجدان العام، فللخطابه تأثير كبير، وكذلك للمناهج التعليمية في العالم تأثير كبير. وأوضح أنه يدعو لتعزيز المناهج، التي تكرس فكر التعايش، قائلاً: "إذا طولب العالم الإسلامي بمناهج تعزز قيم التعايش والسلام واحترام الآخر، فهذا نقبله، بل ندعو إلى تعزيزه أكثر وأكثر".
لكن في المقابل، نبّه إلى أهمية الاشتغال على المعلم، وقال: "لا بدّ مع المنهج من معلم يؤمن بالرسالة والهدف، إذ يستطيع غالباً، إرسال رسائله كيفما يشاء، فتعديل المنهج ليحقق الأهداف المشار إليها، لا بدّ معه من تكوين المعلم".
وكشف العيسى، أن رابطة العالم الإسلامي، ستنظم مؤتمراً عالمياً في الأمم المتحدة، نهاية صيف هذا العام، وستكون "مواجهة خطاب الكراهية" أحد محاور النقاش.
وعن رؤيته والرسالة، التي يؤمن بها، قال: "هي رسالة الإسلام في قيم اعتداله ووسطيته المترسخة فيه، ديناً عالمياً خاتماً صالحاً ومُصْلِحاً لكل زمان ومكان؛ هذا قبل كل شيء، ثانياً في الحوار وأحياناً السجال في الأطروحات الدينية والفكرية والحقوقية".
وفيما يتعلق بالقضاء في السعودية، وسبق للعيسى أن شغل منصب وزير العدل، أكد لمجلة "الرجل" أن "القضاء في المملكة في أيدٍ أمينةٍ، لم يتوقف عن التطور منذ بدايات أول تنظيم له قبل نحو تسعين سنة".
وكشف بأن رؤية المملكة 2030، رفعت سقف الطموح كثيراً جداً، لتطوير القضاء، وزادت من حجم المسؤولية والجهد". وأوضح أن الأمير محمد بن سلمان، كان وراء فكرة عدد من مشاريع التطوير المهمة للغاية في القضاء، مدللاً على ذلك بصندوق النفقة، الذي صدر نظامه وتم تفعيله.
وفي سياق آخر، أبدى العيسى رأيه في قضية الاختلاط، فقال إن "من يقول الاختلاط جائز مطلقاً أو ممنوع مطلقاً، فهو يخطئ في الحكم الشرعي، ويناقض نفسه". مؤكداً أن الرجل أو المرأة لا يمكن أن يختفيا عن الوجود، وهناك أماكن كالأسواق والأماكن العامة، يكون الاختلاط فيها عارضاً بريئاً، إيجابياً، أما الاختلاط السلبي الذي فيه شبهة أو فيه خلوة أو فيه إغراء، فلا يمكن قبوله" .
وعن الاهتمامات الشخصية، قال العيسى عن نفسه: "أنا رجل، ماعدا الواجبات الاجتماعية، أعدّ نفسي منقطعا ًللعلم والقراءة، ومتخفف بشكل كبير في حضور المناسبات العامة، سواء كانت في إطار مجتمعي خاص أو عام، والجميع يعذرونني في هذا، لأن هذه طريقتي وأسلوبي في حياتي، الوقت ضيق، والالتزامات أكثر، وهوايتي في القراءة والتحليل والمناقشة والحوار الفلسفي والفكري" .
وأشار العيسى إلى أنه يخصص معظم وقته للعمل، حيث إنه لم يأخذ إجازة منذ ثلاثين سنة، يستدرك قائلاً: "حتى يوم نهاية الأسبوع أقضيه في العمل، والعائلة تقدر هذا، وأعطيها الحرية الكاملة في الذهاب مع الأقرباء، لكنني أقضي معهم ساعات داخل المنزل، وأحياناً أذهب مع العائلة إلى بعض المطاعم" .
أما فيما يتعلق بالعلاقة مع الأبناء، فقال: "أستطيع أن أقول أنا أشبه بالمستشار لهم، وأتجنب أن يكون عندهم إحساس بأنني رقيب ثقيل عليهم. أنا أسدي لهم النصيحة، ولهم الحرية في الاختيار".
وعن طموحه، يتابع قائلاً: "طموحي إزالة الصورة السلبية لدى البعض، وخاصة الغرب عن الإسلام، وأن يفهم المسلمون حقيقة دينهم المتعايش المحب المتسامح مع الجميع".