على الرغم من أن الكثير من الشعوب حول العالم، تعتبر طير "الغراب"، رمزاً للشؤم والخراب، إلا أنه وبحسب ما توصلت إليه العديد من الدراسات العلمية في مجال علم الأحياء والكائنات الحيّة، أن الغربان واحدة من أذكى المخلوقات على وجه الأرض، وأنها من الكائنات القليلة التي تفكر بطرق مختلفة للتعامل مع الأمور والصعوبات التي تواجهها، ويبدو بأن الفرنسيين، تمكنوا من استغلال الذكاء الكبير الذي يتميز به هذا الطائر، واستخدموه – بعد التدريب طبعاً – لجميع وتنظيف القمامة من الحدائق العامة.
وكان مدير أحد المُتنزّهات الفرنسية التاريخية المعروفة، قد صرح وخلال الأيام القليلة الماضية، بأن 6 من الغربان التي تلقّت تدريباً على جمع أعقاب السجائر والقمامة ستبدأ عملها خلال الأسبوع المقبل، وستتم مكافئتها على عملها بطريقة خاصة ومناسبة.
وكان "نيكولاس دي فيليرز" مدير حديقة "بوي دو فو" التاريخية الواقعة في منطقة "فيندي" غربي فرنسا، قد صرّح لصحيفة "ذا غارديان The Guardian" البريطانية، يوم السبت الماضي 11 آب / أغسطس 2018، أن: "الهدف لا يقتصر فحسب على التنظيف، إذ إن الزوّار يحرصون بشكل عام على الحفاظ على نظافة المكان، بل إنه يشمل أيضاً إظهار أن الطبيعة بنفسها بإمكانها أن تُعلّمنا كيفية الاعتناء بالبيئة".
وتابع "فيليرز" إن طيور الغربان المنتشرة في الحديقة، هي من فصيلة "القيق الأوراسي"، وهي تندرج تحت فصيلة الغرابيات التي تشمل أيضاً الغراب الـ"جيفي"، وغراب الزيتون، والغراب الأسود، والتي تُمتلك ذكاءاً خاصاً، وهي تحب التواصل مع البشر وإقامة علاقات معهم من خلال اللعب".
وأضاف مدير حديقة "بوي دو فو"، أنه سيتم تشجيع هذه الطيور الذكية بطبعها على تنظيف الحديقة، من خلال استخدام صندوق صغير سوف توضع فيه قطعة من طعام الطيور في كُل مرّة تُحضر فيها الغِربان أحد أعقاب السجائر أو قطعة صغيرة من القمامة.
من الجدير بالذكر، أنه وبحسب دراسة نُشِرت في دورية "سلوك الحيوان- Animal Behaviour" في وقت سابق، فأن طيور العقعق الأسترالية تمكّنت من تعلّم معاني النداءات المُختلفة التي يُصدرها طائر "آكل الرحيق الصاخب"، التي يستخدمها كتحذيرات مُتخلفة للكائنات المُفترسة الأرضية والهوائية، وبتشغيل نوعي النداءات لطيور العقعق البرّية لاحظ الباحثون أن طيور العقعق ترفع مناقيرها إلى السماء أو تُحني رأسها إلى الأرض، كما أنها تتنصّت بشكل أساسي لتعرف أي الحيوانات المُفترسة على مقربة منها، مما يؤكد بأن عائلة الغربان ليست الوحيدة التي تتمتّع بمهارات ذكية غير مألوفة.