بلا شك أنّ رحلة الحج ليست رحلة روحية فقط، بل هي رحلة ذات أبعاد مختلفة، يعود الفرد منها بتغييرات تنعكس على طباع شخصيته وسلوكه.
من هذا المنطلق استعانت "سيدتي نت" بالأخصائي الاجتماعي "محمد الزنيدي" ليخبرنا عن الآثار الاجتماعية التي تتركها هذه الرحلة على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، فقال: "بالتأكيد أنّ شعيرة الحج تحمل العديد من المنافع التي لا حصر لها على المستوى الروحي والجسدي والنفسي والاجتماعي على حدٍ سواء، نذكر هنا بعضٌ من المنافع الاجتماعية وهي:
1. رحلة الحج تُعزّز الجوانب الإنسانية، حيث أنّ هذه العملية تقتضي التساوي وعدم التمييز في الألوان والأعراف بين الأفراد، ما يؤدي إلى زرع قيمة المساواة بين أفراد المجتمعات.
2. رحلة الحج هي فرصة قيّمة للحجاج وللمتطوعين والعاملين في هذا القطاع لبناء العلاقات من خلالها، وهذا يؤثر بشكل إيجابي على اتساع مدارك الفرد واطلاعه على الشعوب من كافة بلاد العالم بمذاهبهم وعاداتهم وتقاليدهم، ما يُنمّي ملكة التعايش والتعرف على الثقافات المختلفة لدى الشخص، بناءً عليه يحظى الكثير من الأفراد بالصداقات الثرية التي تبقى مدى الحياة، كما أنّ البعض يكّون علاقات عمل وآخرين يحظون بفرصة التعارف بين العائلات والزواج.
3. المشي في رحلة الحج، بدءاً من منى مروراً بعرفة ومن ثمّ مزدلفة والعودة إلى منى، ومن المعروف أنّ للمشي فوائد صحية، فإلى جانب ذلك للمشي فوائد اجتماعية كونه يعمل على تجديد الذهن والعقل فيصبح الفرد سامي السلوك منشرح الصدر، إضافةً إلى أن عملية المشي لعدة أيام في هذه الرحلة تُساهم في تعزيز قابلية الفرد لاكتساب العادات النافعة.
4. تهذيب السلوك الاجتماعي وهذا يدخل ضمن المنظومة اجتماعية متكاملة، فحين يرى الشخص في تلك الأيام عادات وأمور جيدة لدى الآخرين، الغريزة الاجتماعية تستدعيه للمشاركة ما يؤدي إلى تغيير في شخصية الفرد واكتسابه لبعض السلوكيات الصحيحة والخبرات الحياتية سواءً من الأشخاص الآخرين أو الشعوب الأخرى ونقلها للمجتمع.
5. الجانب الروحاني في عملية الحج يُساعد على تفريغ الشحنات السلبية لدى الشخص والناجمة عن الظروف وضغوطات الحياة، ما ينتج عنها إعادة الشحنات الايجابية.
6. موسم الحج موسم لتصفية الخلافات مع الآخرين وسمو الأخلاق، حيث يعود الحاج بالهدايا للأهل والأصدقاء، ويعود بنفسية فرحة ما يُساعد على تقبله للآخرين ونسيان الأخطاء والنزاعات الماضية.
7. الحجاج والموجودين في رحلات الحج من رجال الأمن والمتطوعين ينقلون صورة حسنة عن التعاون فيما بينهم، وهذه الصور تُنمي حس الوطنية لدى الشباب والفتيات السعوديون وترفع من درجة فخرهم.