الكثير من الأسر أصبحت تعتمد على أكل المطاعم وعزفت الزَّوجات عن الطَّبخ في المنزل، فكيف ستكون النتائج؟
حملة لتعليم الطَّبخ
تجد الشَّاعرة «حصة هلال» حملة أمانة مدينة الرياض على المطاعم، فرصة للعودة لأكل البيت الذي يعدُّ الأفضل صحياً من أكل المطاعم، وفرصة لربَّات البيوت لاختراع أساليب طبخ بسيطة بأقل وقت وجهد، وهذا الأمر برأيها يتطلَّب حملات وبرامج لتعليم الطَّبخ، وإغراء الجيل الحالي الذي أصبح يملك من الوعي والذَّكاء ما يجعله يدرك الفرق في الجودة، وادِّخار المال، وهدر الوقت في تلك المطاعم.
ويتمنى الكاتب والإعلامي «خالد ربيع السيد»، ألا يكون مبالغاً إذا قال إنَّ هناك استهجاناً من قِبل الشَّابات لعمليَّة الطَّبخ وأعمال البيت؛ لوجود خادمات يقمن بذلك، لذا يمكن أن تكون هذه الحملة بمثابة «الصفعة»، وستدرك الأمَّهات أهميَّة تعليم بناتهنَّ فنون الطَّبخ، الذي سيشهد عودة الزَّوجات والأمَّهات، خصوصاً العاملات منهنَّ، إليه، واللجوء إلى المأكولات المثلَّجة والمعلَّبة الجاهز».
ويضيف: «بقيت إشارات ومتغيّرات سنترقَّب حدوثها إن لم تكن في طور الحدوث الفعلي؛ وهي مدى تأثير هذه الحملة على الاتجاه لزيادة الطَّلب على العاملات المنزليَّات والطبَّاخين واستقدامهم من الخارج».
تعويض المواطن
في الإطار ذاته، يؤكِّد رجل الأعمال الحرة «رياض بن سعد» أنَّ الثَّقافة العامَّة لا تزال متدنِّية جداً، حيث يقول: «عندما تعود تلك المطاعم إلى مزاولة نشاطها، تجد كثرة المرتادين عليها، كما أنَّ المخالفات التي تدفعها تلك المطاعم تذهب لصالح البلدية فقط. وتأمل المعلمة «منيرة الزهراني»، ان توقف الحملات حالات التسمم الكثيرة التي تزداد وتيرتها في موسم الصيف، تعلّق: "أمَّا في المناسبات الخاصَّة بالأسرة والحفلات والولائم، فلا غنى لربَّة المنزل عن الاستعانة بأطباق خارجيَّة، سواء من المطاعم، أو من الطبَّاخات الشعبيَّات اللاتي ذاع صيتهن».
يرى «الشيف فراس لحموني» من فندق «مداريم كراون» في الرياض، أنَّ الفنادق غالباً ما تهتم بالتقيُّد بالأنظمة والشُّروط الصحيَّة، وهي ما تحرص عليه الفنادق؛ حرصاً منها على سمعة المكان، خصوصاً في موسم الصيف، الذي تكثر فيه مناسبات الأفراح.
الرأي الاجتماعي
تشير الأخصائيَّة الاجتماعيَّة «وفاء شما» إلى أنَّ الزيادة في عدد المطاعم أثَّرت بشكل كبير في ثقافة المجتمع السعوديّ، وأدَّت إلى كثرة الإقبال على أكل المطاعم، والعزوف عن أكل البيت، وهو ما سبب صدمة لدى الأفراد، بعد تداول الأنباء عن إغلاق عدد كبير من المطاعم المصحوبة بالصُّور التي أثارت الاشمئزاز، وتقترح استخدام كاميرات لمراقبة العمَّال، وعمليَّة الطَّبخ داخل المطبخ، والاستناد إليها في كتابة التقارير، مع إقرار سياسة التعويض للمتضررين من روَّاد تلك المطاعم؛ لتكون بمثابة الجزاء الرادع، وزيادة الوعي وثقافة الغذاء الصحي.
الرأي الصحِّي
تذكر أخصائيَّة التغذية الدكتورة «عبير حمدان» أنَّ المطاعم والوجبات السريعة عبارة عن بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا وتفشِّي الأمراض، والتي من أهمها: التسمم، والنزلات المعوية، والإسهال، وجرثومة المعدة التي تنتج عن الإهمال في غسل الخضراوات والفواكه، كما أنَّ الدُّهون المستخدمة في تلك المطاعم تؤدِّي إلى الإصابة بارتفاع الدهون الثلاثية، وأمراض القلب والشرايين، وتكرار استخدام الزيوت يؤدي للإصابة بالسرطان، وفي حالة حصول تسمم لابد من سرعة مراجعة الطبيب؛ لإجراء الفحص، وأخذ المضادات المناسبة للعلاج، أو الخضوع لعملية غسل المعدة.
أمانة مدينة الرياض
شهدت منطقة البطحاء، وسط الرياض، انطلاق أكبر حملة تصحيحيَّة في منطقة تكتظ بالآلاف من المحلات التجاريَّة، وعدد من الأسواق والمراكز، حيث دشّن أمين منطقة الرياض المهندس «عبدالله بن عبدالرحمن المقبل» حملة شاملة، انطلق من خلالها المراقبون والفنيُّون إلى متابعة المحلات، والتأكُّد من تطبيق الأنظمة، وتوافر الشُّروط والمتطلَّبات، إضافةً إلى مراقبة الأوضاع الصحيَّة، ونظافة تلك المحلات من كافَّة الجوانب والمعدَّات، ومتابعة العمالة، وتوافر الشُّروط الصحيَّة فيها.
وقامت فرق الأمانة خلال جولتها بتفتيش 384 محلاً، وتم خلالها تسجيل 347 مخالفة، وإغلاق 137 محلاً؛ لوجود مخالفات تستوجب الإغلاق، كما ضبط مراقبو الأمانة 204 عمَّال لا تتوافر فيهم الشُّروط الصحيَّة. علماً بأنعدد المطاعم في السعودية 17 ألف مطعم، بخلاف البوفيهات والمطابخ والمطاعم العالمية، ويقدّر حجم الاستهلاك للمطاعم نحو 29 مليار ريال.