يعمد بعض الآباء إلى مناداة ومخاطبة أبنائهم، وهم في سن الطفولة والمراهقة، وقبل أن يبلغوا سن الشباب بكنى مختلفة، غالباً ما تحمل أسماء التعظيم والتفخيم، فالطفل أو المراهق نراه يكنى باسم أبيه، فإن كان الأب يدعى يوسف، فالابن يكنى بأبي يوسف، ويتم نسيان الاسم الحقيقي للابن في ظل هذا التدليل من وجهة نظر الأب، والذي يتبعه به المجتمع بأسره، فماذا عن الابن؟
فمحمد مراهق في الخامسة عشرة من عمره، دأب والده على كنيته بأبي الفهد؛ لأن الابن كما يقول برسالته لـ«سيدتي نت» عرف بالسرعة وخفة الحركة منذ صغره، وقد أصبح كل من حوله ينادونه بهذا اللقب، الأمر الذي ضايقه، ويشعره بأنه قد كبر قبل الأوان، بل إن البعض اتخذه وسيلة للسخرية منه، والسؤال: هل أنت متزوج؟ وما أخبار أم الفهد والصغير فهد؟ وغيرها من الأسئلة المحرجة، ويردف محمد في شكواه قائلاً: أحب أن يكون اسمي كما اختاره لي أبي وكما هو مدون في شهادة ميلادي، الأمر هذا يزعجني ويسبب لي الإحراج، وقد التقيت بزملاء وأصدقاء يعانون مثلي تماماً، فلماذا نكبر قبل الأوان؟
وقد حملت «سيدتي نت» رسالة محمد إلى الأخصائي التربوي الأستاذ محمد سمعان، الذي أشار إلى أن مناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسؤولية، ويُشعر الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكنى الصغار ويختار لهم أسماء لطيفة وطيبة، ولا يختار لهم أسماء يكرهونها، وعلى المراهق الذي يستاء من هذا الأمر أن يطلب من والده أن يتوقف عنه بمجرد أن يتبعه، ولا يدع الآخرين يعلمون به، علماً بأنه لو فكر فسيجد أن الكثيرين يتمنون لو شعروا بهذا الإحساس وأنهم أكبر من سنهم، خاصة أن المراهق لا يحب أن يشعر بأنه صغير، ويحب أن يعامل معاملة الكبار، ولكن على الأب أن يقرن القول بالفعل، فلا يكني ابنه ويبقيه في البيت، فمن حقه عليه أن يقربه من مجالس الكبار فذلك يرفعه من مجالس اللهو واللعب، ويعطيه الفرصة ليشارك برأيه، وعليه أن يقص عليه قصص الشجاعة والبطولة، فالرجولة ليست لقباً يستاء منه، أو نتباهى به، كما على الأب أن يعلمه الابتعاد عن التخنث والتشبه بالفتيات، وتعليمه الرياضات المختلفة
والمفيدة.