في أقرب العلاقات حميمية –بين الزوجين- يكره الطرفان بحث أحدهما عن أسرار الآخر، فما بالك بتفتيشهم عن أسرار أبنائهم المراهقين؟

التربويون يؤكدون أنها أولى الأخطاء التي ينبغي عدم الوقوع فيها لتظل الحياة هانئة والعلاقات سوية بينهما؛ نظرا للمشاعر السلبية التي تنتج عن هذه المحاولات بقلب وذهن الابن أو الابنة المراهقة.

ولتجنب الخطأ تنبه الدكتورة آمال الشربيني، الباحثة النفسية الإجتماعية بمركز الأسرة، لنقاط يستفيد منها كل أم وأب: 

*البحث عن الأسرار يفقد الأبناء أهم ميزة، وهي الثقة المتبادلة بينهم وبين آبائهم، مما يؤثر على العلاقة بدرجة كبيرة.

* إعطاء الثقة لابد أن يبدأ من جانب الآباء؛ فالمراهق لا يمنح الثقة من دون أن يتعاطاها، ولا يشعر بقيمتها من دون أن يحصل على مكاسبها.

*وجود أسرار في حياته ناتج عن رغبته في الاستقلال عن أبويه ورقابتهما الزائدة، لهذا لا يجب الوقوف أمام الدوافع البيولوجية والنفسية موقف العداء التام محاولين إخمادها.

*الآباء يعتقدون أن مرحلة المراهقة تحتاج إلى فرض رقابة، ومعرفة كل خصوصيات الأبناء خوفاً من الوقوع في أخطاء كبيرة، وهذا ليس صحيحاً تماماً.

*الأبناء يرددون: التفتيش وراءنا والتجسس على كل حركة نقوم بها؛ كالإنصات إلى حديثنا بالموبايل، البحث في أوراقنا، أو إرسال من يراقبنا مع الاصقاء بالخارج...تصرفات تُشعرنا بعدم الثقة في أنفسنا.

*العلم يؤكد: أن الصحة النفسية للمراهق، تأتي من الثقة بالنفس والشعور بثقة الغير، ولا يمكن أن يأتي أحدهما إلا بتوافر العامل الثاني؛ فلا يمكن أن يثق المراهق بنفسه إلا إذا أحس بأنه إنسان مرغوب ومحبوب من الآخرين.

*لا يستطيع تقبل ثقة الآخرين في سلوكه وتصرفاته إلا إذا كان يتمتع بالاعتزاز النفسي والثقة في قدراته على تحقيق الأهداف.

*الارتباك ثم الخطأ في السلوك، وعدم القدرة على اتخاذ قرار سليم في الوقت المناسب، يأتي بسبب عدم ثقة المراهق- أو المراهقة- في نفسها، وعدم ثقة الآخرين فيها.

*الشعور بعدم الثقة يؤدي بالمراهق إلى اللجوء لأساليب التحايل و والخداع، حتى لو كانت سلوكياته واضحة ومعلنة وسليمة.

*الكذب يدفعه إلى السلوك الخاطئ ليحقق المتعة واللذة، والانتقام من الذين لا يثقون فيه.

* منح الثقة لا يعني الإهمال؛ بل هي الثقة المقننة والمحسوبة، جرعات تتناسب ومرحلة التطور، أن يكون هناك عقد اتفاق بين الطرفين بالنقاش السلمي والثقة المتبادلة دون إضرار طرف بالطرف الآخر، وعلى أن يتحمل كل طرف عواقب الإخلال بهذا التعاقد.

* تتبع الآباء لخصوصيات أبنائهم بشكل مباشر يفقد الابن المراهق ذاتيته وشخصيته، ويطمس معالمه النفسية، كما تتأثر شخصيته بمزيد من السلبية والتبعية، فلا تتطور ولا تصل إلى مرحلة النضج والاستقلال والاعتماد على النفس.