قيادة أحد الأبوين بصورة سريعة، ومخالفة للسرعة تعطي الأبناء المراهقين ذريعة بأنَّ هذا التصرف جائز وصحيح. حيث عن 94% منهم يتحدثون عبر الهاتف، أو يقرؤون الرسائل النصيَّة أثناء القيادة. فمن المتسبب في تصرفاتهم؟
كشفت دراسة أميركيَّة، نشرت أخيراً، أنَّ أهم الأسباب التي تدفع المراهقين لقيادة السيارات بصورة خطرة تكمن في ملاحظة عدد من الأخطاء؛ التي يقوم بها الآباء أثناء القيادة، والتي تنعكس بصورة مباشرة على طريقة قيادة الأبناء.
وجاء في الدراسة، التي اشتملت على أرقام وإحصاءات لـ1700 مراهق، أنَّ الأبناء يقومون بتقليد طريقة قيادة آبائهم وبصورة لاشعوريَّة، حيث إنَّ رؤية قيادة أحد الأبوين بصورة سريعة ومخالفة للسرعة المحددة على الطرق، تعطي الأبناء ذريعة بأن هذا التصرف جائز وصحيح.
أخطاء آبائنا
بينت الدراسة أنَّ رؤية الأبناء لأخطاء الآباء الأخرى أثناء القيادة مثل: التحدث على الهاتف، أو قراءة الرسائل النصيَّة أثناء القيادة تعطيهم الدافع لاعتقاد أنَّ هذا العمل جائز؛ باعتبار أنَّ الأب أو الأم هما بمثابة المثل الأعلى للمراهق لفترات طويلة من حياته.
وألقت الدراسة الضوء على أنَّ الأرقام أشارت إلى أنَّ تسعة مراهقين من بين عشرة، وبنسبة 94% من المراهقين، يقومون بالتحدث عبر الهاتف أو قراءة الرسائل النصيَّة أثناء القيادة، بعد أن رأوا أحد أبويهم، أو كليهما يقومان بهذه التصرفات الخاطئة.
وفاة
يذكر أنَّ حوادث الطرق هي المسبب الأول لوفاة المراهقين في الولايات المتحدة الأميركيَّة، حيث إنَّ الأرقام تشير إلى أنَّ المراهقين في الفئة العمريَّة بين 16 و19 عاماً هم الأكثر عرضة للحوادث المروريَّة، وبمعدلات تتجاوز أربعة الأضعاف؛ مقارنة مع سائقي السيارات الأكبر عمراً.
وأوضح عمر النهدي، مسؤول العلاقات الإعلاميَّة، بـ«أودي السعوديَّة» أنَّ هذه الدراسة تنقل صورة واقعيَّة لامتلاك الأبناء بعض السلوكيات الخاطئة التي يستخدمها آباؤهم، وأبرز المشاكل الحقيقيَّة استخدام الهاتف أثناء القيادة؛ لذلك تسعى الجهات المسؤولة عن أمن الطرق حول العالم إلى تطوير نظم الاتصالات داخل السيارة؛ حتى لا تشغل السائق أثناء قيادته.
وقد طبقت بعض الدول نظام مخالفة من يستخدم الهاتف الجوال داخل السيارة أثناء القيادة؛ حتى وإن كان عن طريق البلوثوت، أضف إلى ذلك الأكل والشرب أثناء القيادة.
متفقون
ويعقب سليمان السميري (55 عاماً): لديّ من الأبناء أربعة، وكلهم في سن المراهقة، واتفق تماماً مع هذه الدراسة؛ لذا تجدني حذراً جداً في تصرفاتي مع أبنائي، وأعلم جيداً أنَّهم يراقبونني جيداً، ويصدرون الكثير من الأحكام التي تشف عن قوة ملاحظة من قبلهم.
بينما يقول سليمان زوقر (60عاماً): رزقني الله ثلاثة من الأبناء، يعشقون السيارات وما يتبعها من جنون، عكسي أنا تماماً؛ فأنا لا أحب القيادة، ولا كل ما يتبعها من جنون، لكن... لكل قاعدة شواذ.