تقع على الأم مسئولية كبيرة خلال المناسبات والاجتماعات العائلية، حيث يهمها أن يتحلى الأطفال بآداب وأخلاق وسلوكيات طيبة بحيث ينقلون صورة جميلة عن البيت الذي نشأوا فيه، بالإضافة إلى أن تصرف الطفل خلال المناسبات يمنحه الفرصة لتكوين وصقل شخصيته وذاته ومن خلال التواصل مع الآخرين يمكن ان ترسم الأم لديه بعض القيم والمبادي المهمة والتي سوف يسير عليها طيلة حياته.
من الطبيعي أن يلتقي طفلك بالضيوف وكذلك بالجدين ويزور الأقارب مع الوالدين، إضافة لخروجه مع الرفاق الصغار، ولذلك ومن أجل أن يتصرف طفلك مع هذه التجمعات بشكل لائق فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية سنابل رمضان، حيث أشارت إلى قواعد مهمة لتعليم الطفل آداب الزيارات علميها لطفلك، مثل آداب التسليم على الضيوف وعدم التفاخر بالملابس والمقتنيات أمامهم وغيرها من القواعد في الآتي:
علّمية عدم التفاخر بملابسه ومقتنياته أمام الأطفال الآخرين
- تحدثي مع طفلك عن ضرورة عدم التفاخر بالملابس والمقتنيات أمام الآخرين وأن الانسان لا تقاس قيمته بثمن ملابسه وجمالها مثلاً، بل إن أخلاق وسلوكيات الإنسان هي التي يحكم عليه الناس من خلالها، ولذلك فالتعامل مع الناس يكون على هذا الأساس، وليس من الضروري أن يكون من يرتدي ملابس قديمة أو غير ثمينة وبسيط المظهر إنساناً بلا قيمة، بل على العكس فالبساطة هي أساس الجمال في كل نواحي الحياة.
- حثي طفلك على ألا يتحدث عن ملابس العيد مثلاً وخصوصاً البنات الصغيرات اللواتي يتباهين بجمال فساتين العيد مثلاً وارتفاع ثمنه، ويجب أن يراعي الطفل مشاعر الأطفال الآخرين ويحرص على علاقة جيدة معهم تقوم على المحبة والتقدير وألا ينجذب لتكوين صداقات مع الأطفال حسب درجة ثرائهم والتي قد يحكم عليها من مظهرهم.
علّميه ألا يخبر أحداً بما يملك من مال
- عوّدي طفلك أن يكون مقدار ما يحصل عليه من مال سواء كمصروف يومي أو المال الذي يحصل عليه في المناسبات من الكبار ونطلق عليه مسمى العيدية أو المال الذي يحصل عليه كهدية في عيد ميلاده أو بمناسبة نجاحه، يجب ألا يعرف أحداً قيمته، وذلك لكي يراعي الطفل مشاعر الأطفال الفقراء والذين لا يملك ذووهم المال لكي يمنحوهم جزءاً منه في المناسبات.
- علّمي طفلك أن يتصدق ويتبرع للأطفال الفقراء، واصحبيه معك في يوم العيد لزيارة الجيران والمعارف الذين اعتدت تقديم الهدايا والمال لهم بمناسبة العيد، واحرصي أن يقدم طفلك هدايا مناسبة للأطفال، كما علمي طفلك أهمية الادخار وألا ينفق كل ما يملك من مال مهما كان لديه الكثير منه، وأنه يجب أن يدخر جزءاً منه وأن يتعلم كيف ينفق عيديته مثلاً بطريقة مناسبة وبغير إسراف أو تبذير.
علّميه احترام خصوصية احتفال الوالدين بالمناسبات العامة والخاصة
- علّمي طفلك أنه من الضروري أن يحترم خصوصية الوالدين، ويجب الاهتمام بتعليم الطفل احترام خصوصية الأب والأم، مثل الاستئذان منهما قبل دخول غرفتهما الخاصة، كما أنه من الضروري تعليم الطفل أن يحترم رغبة الوالدين في أن تكون لهما مساحة خاصة للاحتفال بمناسبة خاصة، ويجب أن يتيح لهما هذه المساحة فيذهب لكي يلعب مع باقي الأطفال.
- عوّدي طفلك أن هناك بعض طقوس الأعياد والمناسبات وكذلك الزيارات التي تخص الكبار وبعضها يخص الصغار، ولذلك فمن الضروري ألا يقحم نفسه في الزاوية المخصصة لتناول القهوة مثلاً، حيث يحرص الكبار على شرب القهوة العربية، وربما يقوم الكبار بالحديث في مواضيع لا يجوز أن يسمعها الطفل وعليه أن يحترم ذلك وينطلق في عالم الطفولة.
علّميه ألا يمد يده للضيافة من دون إذن
- عوّدي طفلك ألا يمد يده للضيافة مهما كانت مغرية وهي تلك الأصناف التي تضعينها أمام الضيوف سواء في الأعياد أو في الزيارات العائلية، وأنه يجب أن يحترم وجود الضيوف في المنزل فيسلم عليهم باليد بعد أن يلقي تحية الإسلام ثم يجلس في ركن مخصص، يجب أن تعرفي طفلك به قبل يوم العيد، بحيث لا يمد يده إلى مائدة الضيافة من دون أن يسمح له الكبار بذلك.
- علّمي طفلك قواعد مهمة للتعامل مع طفلك خلال التجمعات العائلية وأن من آداب الضيافة أن يترك الفرصة للضيوف وأطفالهم تناول ما يتم تقديمه من حلوى ومشروبات وعدم المطالبة بحصتك منها أمامهم لكي لا يخجل الضيف مثلاً ويمنحك طلبه، بل يجب الانتظار حتى تعد الأم طبقاً للطفل بحيث يكون مناسباً لعمره من حيث النوع والكمية مع ضرورة عدم الإفراط في تناول حلويات العيد، مثل الكعك والشوكولاتة والبعد عن تناول المشروبات الغازية وكذلك العصائر المصنعة التي تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الحافظة والسكر الصناعي.
علّميه أن يحترم كبار السن من الضيوف
- عوّدي طفلك على آداب خاصة عند زيارة الجدّين للمنزل في مناسبة ما مثل العيد، وغالباً ما يفعل الجدّان ذلك أو أن يقوم الأب باصطحاب العائلة إلى بيت الجدّين لكي يقدم لهما التهاني بمناسبة عيد الفطر أو عيد الأضحى، حيث إن المناسبات الاجتماعية فرصة للأم لكي ننصحك بأن تعلّمي طفلك بر الوالدين، ويكون ذلك بأن يرى بنفسه بر والديه للأجداد سواء من ناحية الأب أو الأم.
- احرصي على أن تعدي هدايا صغيرة ولطيفة لكي يقدمها طفلك للجدّين ويمكن أن تغلفيها مع الأطفال بشكل جميل ولافت وأن يقدمها الطفل بنفسه لهما، وعودي طفلك أن يكون بيت الجدين هو أول بيت يقوم بزيارته في صباح الأعياد أو أن ينتظر زيارة الجدين للبيت حسب ظروف كل عائلة وحسب العادات المتبعة والتي تعزز من أواصر المحبة بين العائلات.
قد يهمك أيضاً: ما هي فرحة العيد للأطفال؟
