mena-gmtdmp

كيف تساعدين ابنك المراهق على بناء شخصية قوية؟

صورة لمراهقين
بناء شخصية المراهق القوية

إنسانياً فإن الأشخاص ذوي القيم الأساسية الراسخة يُقدمون أعظم الإسهامات في الحياة، ويتمتعون بأفضل تقدير للذات، ويُكوّنون علاقاتٍ أكثر أماناً وصحة، ويبنون مجتمعاتٍ أقوى، كما أنهم في غاية السعادة، وغالباً ما يشعرون بالرضا والنجاح في الحياة، أما الأشخاص ذوو الشخصية القوية فهم أكثر مرونةً لقدرتهم على العودة إلى مجموعة من القيم الأساسية في الأوقات الصعبة، وهذا ما تطمحين لتربية ابنك المراهق عليه، أن يكون متأقلماً مع كل الظروف، فأنت بحاجة لابن يعرف كيف يفعل الصواب، حتى لو لم تراقبيه لأن من واجبك تهيئته بشخصية قوية ليقودونا نحو المستقبل.
عليك أولاً ملاحظة نقاط القوة الكامنة في شخصية المراهقين ورعايتها، وكيف يمكنهم تعليم الآخرين ودعمهم، ونحقق ذلك على أكمل وجه عندما نكون قدوة حسنة في الحياة، وبالقدوة الحسنة نضمن أن أطفالنا سيطورون نقاط قوة شخصية قوية بأنفسهم، ونكون قدوة حسنة عندما نُظهر لشبابنا أننا نسعى باستمرار لتطوير أنفسنا، وأنه لا بأس بوجود عيوب في شخصياتنا، فما الذي ينصحك به الخبراء والمتخصصون لتقوية شخصية المراهق؟

ما هي أقسام نقاط قوة الشخصية؟

يمكن تقسيم نقاط القوة الشخصية تقريباً إلى مجموعتين:
نقاط قوة الأداء: تُنبئ نقاط القوة الأداء بالنجاح في الدراسة والعمل، وتشمل صفات مثل المثابرة، والاجتهاد، والشجاعة.
نقاط قوة الشخصية الأخلاقية: تشمل صفات مثل الالتزام بالعدالة والإنصاف، واحترام الآخرين بشكل عام، كما تشمل أساليب التعامل الشخصية مع الناس، مثل الكرم، والتسامح، والصدق، والاهتمام، واللطف المُحب. تُمكّننا الشخصية الأخلاقية من التحلي بالمرونة والشعور بالامتنان حتى في اللحظات الصعبة، فيما يلي بعض أفكار أنشطة تساعدين بها ابنك المراهق على بناء شخصية قوية.

1. اعملي على تنمية مهارات الاتصال الخاصة به

اعملي على تنمية مهارات الاتصال الخاصة به


إذا كنت ترغبين في تعزيز علاقات ابنك الشخصية والمهنية، فاقضِي بعض الوقت في دعم صقل مهاراته في التواصل، وتندرج ضمن هذه الفئة المهارات الشخصية، مثل الاستماع الفعال، وفهم لغة الجسد والإيماءات، ليكتسب مقدرة التعبير عن نفسه بوضوح.
قد يؤدي ضعف التواصل إلى زيادة التوتر، وتأخير المشاريع أو فشلها، وانخفاض معنويات ابنك في أي مهمة يتم تكليفه بها، أما في العلاقات الشخصية، فإن تحسين أسلوب التواصل يؤدي إلى زيادة الرضا، ويُحسّن كلا الجانبين في حياته.

2. التزمي بتحدٍّ لمدة 30 يوماً

من الطبيعي أن يجد ابنك صعوبة في تحقيق أهداف معينة، عززي محاسبة الذات لديه بخوض تحدٍّ لمدة 30 يوماً، قد يكون تحدياً صغيراً في البداية، لكن علميه الالتزام به يومياً لمدة شهر، على الأقل سيعلمه هذا التمرين الانضباط ومدى التزامه بعادات جديدة، وتتضمن أمثلة التحديات التي تستمر لمدة 30 يوماً ما يلي:

  • قضاء 15 دقيقة في الكتابة في مجلة.
  • ممارسة الرياضة عند المراهق لمدة 30 دقيقة.
  • ممارسة أسلوب كايزن.
  • الاستيقاظ مبكراً.
  • تأسيس عادة القراءة الليلية.

تأكدي من متابعة تقدمه للحفاظ على هدفك مع استمرار نجاحه، سيشعر بالثقة في تحقيق أهداف أكثر طموحاً وإجراء تغييرات أكبر.

3. ادفعيه للخروج من منطقة الراحة الخاصة به

يشعر بعض المراهقين بالراحة في روتينهم اليومي، وهذا ليس عيباً لكن تجربة أشياء جديدة لها فوائد عديدة، منها زيادة التركيز عند المراهقين، وتقوية الذاكرة، وزيادة الإبداع، وكلها عوامل تُسهم في بناء شخصيته بشكل عام، إذا كنت تريدين أن تجعلي من شخصيته أكثر حباً للمغامرة، فقومي بتغيير الأمور عن طريق:

  • تقديم عرض تفاعلي.
  • التطوع في مشروع صعب في العمل.
  • كتابة مقال للنشرة الإخبارية للمكتب.
  • التحدث مع شخص جديد.
  • أخذ دورة في شيء خارج مجموعة مهاراتك.

4. علميه كيف يقول لا

علميه/ ها كيف يقول لا


الكرم سمة شخصية رائعة عندما تُعطيه لمن حولك، لكنك قد تُرهقين نفس ابنك إذا قضى وقتاً طويلاً مع الآخرين بدلاً من الاهتمام بنفسه، إن قول "لا" ووضع حدود صحية يُساعدانه على أن يكون أكثر حزماً، ويحمي طاقته، من فوائد كبح جماح ميوله لإرضاء الناس ما يلي:

5. طوري من إبداعاته الفنية

إذا لم تكن لدى ابنك أي ميول فنية، فلا بأس بذلك، ولكن يمكنك إشعال فتيل الإبداع، والعمل على تطويره كمهارة، يرتبط الإبداع بتحسين حل المشكلات، مما يساعد ابنك على الابتكار والتفكير الإبداعي في حياته المهنية والشخصية.
طرق لتحسين العلاقات الاجتماعية للمراهق

6. ازرعي فيه حب الفضول

إذا كان هناك شيءٌ يرغب ابنك بمعرفته، فاحرصي على التعلّم أكثر لأجله، للتعلّم اليومي والفضول الفكري فوائد عديدة، منها تحقيق نجاح مهني أكبر وزيادة الشعور بالرضا الشخصي، علمي ابنك لغة جديدة، أو قراءة كتاب مساعدة ذاتية، أو الاستماع إلى بودكاست أياً كان يناسب نمط حياته، يمكنك حتى الاطلاع على أمثلة للنمو لدى المراهق لإلهام خطواته التالية.

7. علميه أن يشجع نفسه

يكون ذلك من خلال منح التأكيدات الإيجابية التي تعطي دفعة ثقة عند الحاجة، ما قد يحفزه على مواصلة رحلة تطويره الشخصي، تُحفّز التأكيدات اليومية مركز المكافأة في دماغ ابنك لتعزيز الشعور بالكفاءة وتقدير الذات، علميه أن يقف أمام مرآته يومياً ويقول لنفسه:

  • أستحق أن تحدث لي أشياء جيدة.
  • أستطيع أن أجد حلولاً لمشاكلي.
  • أنا قادر على تحقيق أهدافي.
  • سأواجه اليوم بشجاعة ونعمة.
  • أنا أثق في مهاراتي في اتخاذ القرار.

8. علميه التأمل

إن تخصيص وقت من اليوم لتهدئة عقله والتركيز على أفكاره يُساعده على تطوير وعيه واتخاذ قرارات أفضل نحو التطور، حتى التنفس الواعي خلال اليوم يُنظم مشاعره ويُخفف القلق النفسي عند المراهق، إذا كنت لا تعرفين كيفية بدء ممارسة التأمل، يمكنك العثور على تمارين مُوجهة في التطبيقات أو مقاطع فيديو يوتيوب.

9. شجعيه لممارسة بعض الرعاية الذاتية

تطوير شخصية ابنك ممارسة رائعة، لكن علميه رعاية الآخرين، وتطوير مسيرته المهنية، وممارسة روتين الحياة اليومية، فقد يُرهقه ذلك، كجزء من نموه الشخصي، اجعلي رفاهيته أولوية ليمتلك الموارد الداخلية التي يحتاجها ليكون حاضراً من أجل الآخرين ومن أجل نفسك.

10. ادفعيه للبدء بكتابة يومياته

عند إحداث تغيير في حياته، قد تكون المثابرة عاملاً أساسياً في تحقيق أهدافه الشخصية، تشير الدراسات إلى أن تدوين اليوميات بانتظام يعزز ضبط النفس الذي يحتاجه لتحقيق أهداف طويلة المدى، مثل تطوير الشخصية، يساعده البدء بممارسة تدوين اليوميات على:

الكتابة في المذكرات لا تتطلب وقتاً طويلاً، بضع دقائق كافية للاستمتاع بفوائدها.

11. العبي معه رياضة جماعية

الاستقلالية لدى المراهق سمة مفيدة، هذا إذا كان ابنك يميل إلى الاعتماد على نفسه كثيراً، فإن العمل ضمن فريق يمكن أن يساعده على فهم أهمية الترابط، لن يتعلم العمل الجماعي فحسب، بل سيطور أيضاً مهارات التواصل والمخاطرة والتخطيط الاستراتيجي، وكلها أمور ستفيده في أي جانب من جوانب حياته.

12. اغرسي فيه حب التطوع

عزّزي مهارات تطوير الشخصية التي كنت تعملين عليها من خلال دفع ابنك للتطوع في قضية تُثير شغفه، سيساعد الآخرين بينما يساعد نفسه، وقد تُتاح له فرصة اكتساب الخبرة، وتكوين شبكة علاقات، والتعرف إلى أشخاص مثله في هذه العملية.

13. احصلي على ردود الفعل

احصلي على ردود الفعل


عند إجراء تغيير شخصي في ابنك، من المفيد تكوين رؤية موضوعية لمدى تقدمه، سواءً كان إيجابياً أم سلبياً، إذا كنت تعملين على جانب محدد من شخصيته، كأن ترغبي في التوقف عن الإدارة الدقيقة، فادفعي ابنك للتواصل مع من حوله، لأخذ ملاحظاتهم حول ما إذا لاحظوا أي تغيير فيه. ملاحظاتهم:

  • تتيح لابنك تولي ملكية التغييرات التي تريد إجراؤها.
  • يزيد من ثقة المراهق بنفسه.
  • يخلق حواراً صحياً.
  • يقدم الدعم والفرص لحل المشكلات الإبداعية.
  • يحفزه على الوصول إلى أهدافك بشكل أسرع.

14. استعيني بمدرب لمساعدتك

إن تحسين الذات لابنك قد يكون تحقيقه صعباً بمفردك، لكن إيجاد مدرب حياة أو مرشد موثوق يُسرّع العملية، يمكن أن يكون الإرشاد مفيداً للغاية في رحلة ابنك، حيث أفاد 97% من المتدربين بأنه كان تجربة قيّمة، بينما رأى 55% منهم أنه ساهم في نجاحهم، كما أن فوائد الإرشاد واسعة، بما في ذلك تحسين الصحة النفسية والتمكين.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص