هل تساءلتِ يوماً كيف يمكن للعائلات أن تستمتع برحلة لا تُنسى تجمع بين الترفيه والتعليم في آنٍ واحد؟ في هذا السياق، تتنوع الأماكن السياحية التي توفر للأطفال والمراهقين فرصاً لتجربة الأنشطة المثيرة والمفيدة. من المتاحف التفاعلية في أمستردام وزيوريخ، إلى الأنشطة الخارجية والمغامرات في لندن وواشنطن، تُعَدُّ هذه المدن وجهات مثالية للعائلات. يمكن للأطفال التفاعل مع المعروضات العلمية والفنية في متاحف متطورة، بينما يمكن للمراهقين الاستمتاع بمغامرات مليئة بالإثارة في الحدائق الترفيهية والمناطق الطبيعية. من خلال هذه الرحلات، لا يحصل الأطفال على معرفة علمية وفنية فحسب، بل يعيشون أيضاً تجارب حسية ممتعة تشجعهم على الاستكشاف والتعلم بشكل مبتكر، فهل يمكن لمثل هذه التجارب أن تسهم في تطوير المهارات الاجتماعية والمعرفية للأطفال؟ وكيف تساهم هذه الأنشطة التفاعلية في تحسين فهمهم للعالم من حولهم؟ من خلال استعراض هذه الوجهات السياحية المميزة، يمكننا استكشاف الإجابة عن هذه الأسئلة وفهم كيف يمكن للسفر أن يكون تجربة تعليمية وترفيهية تجمع بين المرح والفائدة.
أمستردام
أكبر مدينة في هولندا ومعظم المنطقة المحيطة بها مثالية لقضاء عطلة عائلية. في المدينة، يمكن أن يكون السفر على طول قنوات المدينة قبل زيارة متحف نيمو للعلوم صباحاً أو بعد الظهر مثالياً. يمكن للعلماء الصغار الاستمتاع بتجارب عملية تركز على كل شيء من الكيمياء إلى دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية. سيقدر الأطفال ذوو الجانب الفني الأعمال في متحف فان جوخ. بعد هذه الجولات الثقافية والتاريخية الممتعة، قد ترغبون في ترك أطفالكم يستمتعون بقضاء وقت ممتع في تناول حلوى ستروب وافل. ثم التوجه إلى غابة كليمبارك الترفيهية، الواقعة غرب المدينة. تضم الغابة عشرة مسارات تسلق مختلفة تناسب مختلف الأعمار، مع حبال انزلاق وشبكات وجسور لعبورها. كما يمكن الذهاب إلى أمستل بارك وهي حديقة نباتية تضم متاهة ومقهًى ومطعماً ومشتل برتقال وحديقة للحيوانات الأليفة وملعباً صغيراً للغولف.
لندن
لندن ، بلا شك، واحدة من أفضل المدن في أوروبا للسفر مع الأطفال. تشمل القائمة الطويلة لمعالم لندن السياحية التي سيستمتع بها الأطفال عين لندن بإطلالاتها الشاملة على المدينة واستكشاف هايد بارك أو حدائق كيو في الصباح أو بعد الظهر والركض إلى قمة تل بريمروز، بإطلالاته البانورامية. إذا كان أي من أطفالك مفتوناً بقصص الفرسان أو الأميرات؛ فإن برج لندن أمر لا بُدَّ منه، بينما توفر رحلة قصيرة إلى قصر هامبتون كورت لمحة عن الثراء الملكي، التي يعود تاريخها إلى عام 1700؛ إذ تحظى بشعبية خاصة بين الزائرين الأصغر سناً. تشتهر لندن أيضاً بالعديد من متاجر الألعاب المشهورة مثل: متجر ألعاب بنيامين بولوك وهامليز وأقسام الألعاب والدُّمى في هارودز. سيحب عشاق الكتب الصغار زيارة فم التمساح في ريتشموند، جنوب غرب لندن. تتميز لندن بمجموعة رائعة من المتاحف التي ستحظى بإعجاب الأطفال مثل متحف النقل ومتحف مدام توسو ومتحف التاريخ الطبيعي.
مدريد
تُعَدُّ عاصمة إسبانيا وجهةً مثاليةً للزيارة مع الأطفال. تزخر المدينة بعددٍ هائل من المتاحف الرائعة والحدائق الواسعة، وإذا كنتم ترغبون في الاستمتاع بالطبيعة؛ فهناك العديد من فرص المشي لمسافات طويلة في المناطق القريبة. في المدينة نفسها، يمكنك مشاهدة المسرحيات الموسيقية الشهيرة في مسارح شارع غران فيا، أو التنزه في حديقة بالاسيو دي كريستال ديل ريتيرو أو التجديف بقارب في بركتها، أو زيارة مدينة الملاهي، الأكبر في إسبانيا، في حديقة كاسا دي كامبو. كما تنتظركم أكبر حديقة ألعاب في أوروبا في ليغانيس، جنوب غرب المدينة. كما يضم عالم بورت أفينتورا للمغامرات ملاعب غولف مصغرة وألعاب كرات الطلاء، لعبة الليزر، سيارات التصادم وغيرها من الأنشطة. بالنسبة للزائرين الصغار؛ فقد تكون العناكب والخنافس في حديقة الحشرات في سان لورينزو دي إل إسكوريال أكثر إثارة للاهتمام. أما متحف العلوم الطبيعية ومتحف السكك الحديد ومتحف الشمع؛ فستكون من بين أكثر الأماكن السياحية المفضلة للأطفال.
أوسلو
للعاصمة النرويجية قائمة طويلة من الأسباب التي تجعلها وجهة مثالية لقضاء عطلة عائلية، خاصةً في أشهر الربيع والصيف الدافئة، حيث يتوافد الزائرون والسكان المحليون على شواطئها. للشتاء والخريف مزايا أيضاً؛ إذ يتيحان فرصةً لمراقبة تغيرات الفصول والاستمتاع بالرياضات والأنشطة الشتوية. تزخر النرويج بأماكن لتجربة أنشطة خارجية متنوعة. يُعَدُّ متنزه أوسلو للتسلق ومتنزه سكيمور أوسلو الصيفي خيارين لتسلق الصخور. كما يُمكنكم ممارسة التزلج الداخلي على منحدر اصطناعي في مركز سنو أوسلو الترويجي، أو لنشاط خارجي أكثر ملاءمة للأطفال الصغار، اذهبوا إلى إحدى مزارع الحيوانات المنتشرة في جميع أنحاء المدينة وضواحيها، مثل بوغستاد. تساعد متاحف أوسلو أيضاً في تأمين مكانها على هذه القائمة مع عدد من المتاحف المناسبة للأطفال للزيارة؛ مثل متحف أوسلو للإطفاء والمتحف الدولي لفنون الأطفال؛ ومتحف التاريخ الطبيعي؛ ومركز نوبل للسلام؛ ومتحف مونش، موطن العديد من أعمال الرسام النرويجي إدوارد مونش؛ ومتحف فرام والمتحف النرويجي للعلوم والتكنولوجيا.
زيوريخ
تُعتبر سويسرا من الدول النادرة التي تُسهِّل السفر مع الأطفال ويبدو أن أكبر مدنها صُممت خصيصاً للعائلات. قائمة الأنشطة التي يُمكنك القيام بها خلال يومك في زيورخ طويلة. إذا كنتم ترغبون في الاستمتاع بالطبيعة؛ فاستأجروا دراجة هوائية وتوجهوا إلى نهر إليفانتنباخ جنوب شرق المدينة. سيقودكم طريق دائري عبر الغابة إلى برج لورينكوبف وهو منصة مراقبة بارتفاع 108 أقدام تُوفر إطلالات بانورامية. يُمكن أيضاً التزلج أو المشي أو الاستمتاع بنزهة في بحيرة غريفينسي وهي وجهة شهيرة للسباحة في الصيف. في منطقة باخليهوف السكنية، يُمكنكم الاستمتاع بيوم في مزرعة المغامرات، حيث تتراوح الأنشطة من صنع الفزاعات إلى رماية الأقواس. في المدينة، يضم متحف واو ثلاثة طوابق مليئة بالخدع البصرية والمعارض التفاعلية. في المقابل، يضم جناح لو كوربوزييه دليلاً لمتنزه، مصمماً لجعل هذا العمل المعماري المعاصر، في متناول الزائرين من سن التاسعة فما فوق. كما تُعَدُّ جولة بالقارب وسيلة ممتازة لمشاهدة العديد من أبرز معالم زيورخ التاريخية والبحيرة الجميلة التي تقع عليها المدينة.
برلين
تشمل أنشطة برلين خياراتٍ لجميع الأعمار، من الرُّضَّع والأطفال الصغار إلى المراهقين. من أبرز معروضات متحف التاريخ الطبيعي هيكل عظمي لديناصور براكيوصور بطول 43 قدماً، وهو أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم. أما متحف التكنولوجيا الألماني؛ فسيُشبع فضول الأطفال في مجالاتٍ متعددة، مثل الطيران، الملاحة، السكك الحديد، السيارات، الاتصالات وتاريخ الحاسوب وغيرها. بعد زيارة بوابة براندنبورغ وبرج التلفزيون الذي يبلغ ارتفاعه 1207 أقدام، توجهوا إلى قلعة ومتنزه بفاوينينسل لاكتشاف جانب آخر من المدينة. يضم متنزه فولكسبارك فريدريشهاين منحوتات حجرية لـ 106 شخصيات من حكايات الأخوين غريم الخيالية، كما يمكنكم الاستمتاع بجولة في حدائق العالم في منطقة مارزان التي تضم عشر حدائق مختلفة، بما في ذلك حدائق مستوحاة من الثقافات الصينية والإيطالية والكورية. وفي نزهة على الأقدام في متنزه فولكسبارك ريهبيرج، يمكنكم مشاهدة الخنازير البرية والأغنام في محمية الحياة البرية.
لشبونة
مدينة أخرى تحظى بشعبية واسعة وهي أيضاً وجهة مثالية لقضاء عطلة عائلية. هُنا؛ يضم المتحف المائي حوالي 8000 كائن بحري؛ ويعكس أحدث إضافاته، المحيط كما لم تشعر به من قبل وعلاقة الإنسان بمحيطات الكوكب. أما جناح المعرفة؛ فهو متحف علمي يهدف إلى تشجيع التعلم بأجواء من المرح. وقد صُنف كأحد أفضل متاحف العلوم للأطفال في أوروبا. أما متحف ماريونيتا؛ فيركز على الدُّمى ويضم مجموعة واسعة منها من إفريقيا وآسيا وأوروبا. لا بُدَّ من التوقف عند برج بيليم، أحد المعالم الأثرية الشهيرة في لشبونة ومن هناك، يمكنكم الانطلاق في جولة بحرية حول المدينة. ساحة التجارة محطة أخرى لا بُدَّ من زيارتها، بينما تُتيح حدائق المدينة، مثل جارديم دا إستريلا وجارديم باركي داس ناسويس، فرصاً للأطفال للركض. لا تفوتوا فرصة التحليق فوق الواجهة البحرية على متن التلفريك إلى برج فاسكو دي جاما، الذي يصل ارتفاعه إلى 520 قدماً.
فيينا
عند السفر إلى عاصمة النمسا برفقة أطفال، سيتمكنون من ركوب المواصلات العامة مجاناً، كما أن الدخول إلى العديد من المتاحف الحكومية، مثل متحف التاريخ، مجاني أيضاً ولكن هذه ليست سوى البداية. على سبيل المثال، يضم متحف تاريخ الفن ورشة عمل خاصة مزودة بمستلزمات فنية للزائرين الصغار لإبداع أعمالهم الفنية، بينما يوفر متحف موزارت هاوس دليلاً صوتياً خاصاً للأطفال؛ إذ يستضيف بانتظام فعاليات مخصصة لهم. تُعَدُّ الموسيقى جوهر الثقافة في هذه المدينة؛ ما يجعلها مكاناً مثالياً لإلهام الموسيقيين الشباب. إذا زرتم المدينة في الصيف، استقلُّوا المترو وتوجهوا إلى ألتي دوناو وهي بحيرة شاسعة تُؤجَّر فيها القوارب وتُقدِّم مقاهي في الهواء الطلق. أما دوناوينسل ونوي دوناو؛ فهي جزيرة تمتدُّ على طول نهر الدانوب لأكثر من 12 ميلاً. تقع على الضفة الشمالية لنهر الدانوب وتضمُّ شواطئ ومناطق سباحة، إضافة إلى مسارات لركوب الدراجات.
ستوكهولم
تتمتع ستوكهولم بكل شيء؛ فهي مدمجة نسبياً والطقس معتدل، وهناك كثير من وسائل النقل العام الجيدة، ومن السهل استكشافها بالدراجة. في جزيرة ديورجاردن الخضراء، يوجد العديد من مناطق الجذب للأطفال بالقرب من بعضها بعضاً، وهي مكان جيد لبدء الاستكشاف. ستجد هنا عالم القصص الخيالية في جونيباكن، حيث يمكن للأطفال مقابلة جميع شخصيات كتب بيبي لونجستوكينج، إضافة إلى متحف الفايكنج ومتحف فاسا وسكانسن، وهو متحف شهير في الهواء الطلق يضم مباني تاريخية وحديقة حيوانات للأطفال وحوض أسماك، بجانب مدينة ملاهي جرونا لوند. إذا زرتم ستوكهولم خلال فصل الصيف؛ يمكنكم السباحة في مواقع مختلفة بمركز المدينة أو زيارة أحد الشواطئ الجميلة في ضواحيها، مثل شاطئ أنغبيباديت. يُعَدُّ الشاطئ متنزهاً شهيراً للمغامرات، حيث يضم مسارات انزلاق بالحبال، بينما يُعَدُّ شاطئ بريغارتابا ملعباً عاماً، مُصمماً على طراز حي سويدي تقليدي. في الشتاء، يضم المسبح الداخلي في شاطئ إريكسدالباديت حديقة مائية مزودة بمنزلقات مائية.
كوبنهاجن
تشتهر عاصمة الدنمارك بخضرتها، حيث تُعَدُّ الدراجات الهوائية وسيلة النقل المفضلة للكثيرين وتتميز مياه مينائها بنظافة فائقة. كما أنها وجهة مثالية للمسافرين مع أطفالهم. تُقَدِّم معظم المعالم السياحية أسعاراً مخفضة للأطفال وكل شيء مُصمَّم خصيصاً لهم؛ ما يُسهِّل الحياة على الآباء أيضاً. تيفولي من أبرز معالم كوبنهاجن، وهي مدينة ملاهٍ من القرن التاسع عشر تستحق الزيارة حتى لو لم يكن لديك أطفال. ولكن حتى ملاعب كوبنهاجن المجانية ستجذب الأطفال، حيث يتميز العديد منها بتصاميم ذكية ومسلية. من بين أفضلها سكاي ديبانن ومثلث برمودا. كما أن معظمها يضم مقاهي وأماكن للتنزه؛ ما يتيح لكم قضاء وقت ممتع طوال الصباح أو بعد الظهر. عند التخطيط لزيارتكم، إليكم بعض المحطات التي تستحق الزيارة مثل متحف العلوم إكسبيريمنتاريوم، حيث يضم، إضافة إلى معارض العلوم التقليدية، معارض تُركز على مواضيع مثل السلامة المرورية والتجارة العالمية.
