يتميَّز شهر رمضان المبارك بأنَّه شهر الاجتماع والولائم التي يحاول الجميع فيها التَّعامل بكرم مع ضيوفهم، وكذلك التَّعامل بجود وكرم وسخاء مع الفقراء والمساكين، لكنَّ هذا الكرم قد يتحوَّل في أحيان كثيرة وفي معظم البيوت إلى حالة من الإسراف والبذخ والتبذير غير المبرر، لنخرج بذلك من دائرة الجود والكرم المحمود التي أوصى بها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إلى حالة الإسراف المذموم التي حذَّر منها القرآن الكريم.
وأشار المغرِّدون على موقع التَّواصل الاجتماعيّ "تويتر" لهذه الظَّاهرة السلبيَّة والمنتشرة بشكل كبير جدًا في السعوديَّة والمجتمعات الخليجيَّة بشكل عام، حيث تكون المزابل مصير معظم هذه الولائم، وقد عرض العديد من المغرِّدين التناقض الرَّهيب بين الولائم الخليجيَّة، وحالات الفقر والمجاعة التي تشهدها العديد من البلدان حول العالم، داعين إلى التفكُّر في أهميَّة هذه النِّعم، والتَّعامل معها بحكمة أكبر حتى لا تزول.
وعلى سبيل المثال غرَّد نصور السكران @: "أمران لا يتكرران للأسف إلا في رمضان: الأول الإسراف في الموائد المنزلية التي لا يؤكل منها إلا القليل، والثاني سباق الفضائيات بأنواع برامجها"، وكتب إطعامEta'am @ : "تذكروا أن رمضان أجمل بالطاعات، فلا نشوه جماله بالمعاصي والآثام ومنها الإسراف في الطعام، فإن الله لا يحب المسرفين. لاتزودها"، وغرَّد @Arabretweet2 معلقًا على الجانب الصحيّ لهذه الإسراف الغير مبرر في الطَّعام الرمضانيّ: "عند الاسراف في تناول الطعام وقت الإفطار والسحور، تنعدم ميزة الصوم في إنقاص الوزن".
*الصوم طاعة والإسراف معصية
نصائح ووصايا تناقلها المغرِّدون حول التحذير والتنفير من الإسراف الذي يعدُّ معصية تتنافى مع روحانيَّات الشَّهر الفضيل الذي يُفترض استغلاله في الطَّاعات، لا الوقوع في المعاصي.
وعن ذلك غرَّد H. Al_Menhali♡ @ ساخرًا : "في رمضان، عند العرب تزداد الأسعار وكأنه شهر أكل وشرب وليس شهر عباده، تزداد المسلسلات، يزداد الإسراف والتبذير، يكثر التردد على الكافيهات"، وكتبت Rola @ : "فخورة بنفسي في رمضان الحالي قررت أوقف الإسراف في الفطور وما في أي أكل ينرمي، وتقليل الحلويات الرمضانية، يا رب تقبَّل منا"، كما كتبت @Skaka_j : "تقبَّل الله منا ومنكم، لنستغل نهار رمضان في طاعة الله، ونحذر الإسراف في أصناف المأكولات على الإفطار، وتذكروا أن الصوم طاعة والإسراف معصية"، وغرَّد باب قطر @: "ونبي نوصي الحريم أخواتنا في الله، السفرة خلوها بالحجم والكمية المعقولة، يعني بلاش الإسراف و التبذير، وإن حصل اتصلوا بحفظ النعمة #سفرة_رمضان".
*تناقض عالميّ
كما قام عدد كبير من المغرِّدين بانتقاد التَّناقض الرَّهيب بين بقايا هائلة لولائم تجد طريقها يوميًا للمزابل، في حين تموت مجموعات كبيرة في العالم؛ بسبب الفقر والمجاعات والمآسي المختلفة، وكأنَّه خطابًا للضَّمير الحيّ بضرورة حفظ النِّعمة وتحقيق التَّكافل الاجتماعيّ بصورة أفضل.
فقد كتب تعب النفيعي @ : "هناك طول سفرة في رمضان، وهناك أطول قبر جماعي في سوريا"، وغرَّد بن فاضل الشمري @عارضًا صورة لوليمة ضخمة جدًا، وأخرى لأطفال من المجاعات يتضورون جوعًا: "من أسباب زوال النِّعم التي أنعم الله علينا هو الإسراف، والطامة الكبرى أن يكون في شهر رمضان، فكيف يقبل صيامك هل فكرت؟" وكتب حمد السرحاني : "﴿ثُمّ لتُسْألُنّ يوْمئِذٍ عنِ النَّعِيمِ﴾ في شهر رمضان تنتشر ظاهرة الإسراف في الطَّعام، وبعض المسلمين يموتون من الجوع!"