يلجأ الأطفال الصغار إلى سلوك التخريب من 2-5 سنوات لإشباع حاجة النمو العقلي التي تدفعهم إلى فحص وتحسس ما حولهم، ما يشعر الطفل بالدهشة لعقابه على نشاطه، وينتهي به الأمر إلى الشعور بأنه يعيش في عالم ظالم؛ يعاقبه على الأعمال التي يشتق منها اللذة. الدكتور ملاك جرجس أستاذ النفس التربوي، تكشف لنا التخريب المقصود من غيره.
التخريب غير المقصود
* يقسم الدكتور ملاك جرجس الإتلاف والتخريب عند الطفل إلى قسمين الأول مقبول والثاني مرفوض؛ حيث يقول لكل أم:
* أعطيه الفرصة للتعرف على ماحوله تحت إشرافك؛ فاسمحي له باستعمال المقص وقدميه له مع ورق الجرائد أو قطعة من القماش، وعلميه كيف يقص بحيث لا يُخرب فيما نحرص على عدم إتلافه، وألا يضر بنفسه فيجرح أصابعه.
* اقفلي الأدراج التي لا تريدين لطفلك أن يعبث بها، واخفي في أماكن مغلقة كل ما تخشين من أن يصيب الطفل بضرر، وأمديه باللعب التي تمكنه أن يقوم بحلها وتركيبها؛ ولا تغضبي إذا أتلفها.
تخريب فعلي..
* كثيراً ما تجد بعض الأمهات أن تصرفات طفلها من حب للإتلاف والتخريب يزيد على تصرفات أقرانه وبشكل مبالغ فيه، فهل تسمي طفلها مخرباً..ولماذا هذه المبالغة في التخريب منه؟
هنا يجيب الطبيب: الأسباب نفسية ومرضية
قد يكون السبب في النمو الجسمي والنشاط الزائد للطفل...مع حياة مغلقة مملة ليس بها نشاط يستنفد النشاط الزائد لدى الطفل.
اضطراب الغدة الدرقية بحيث يزيد إفرازها فيصبح الطفل متوتراً، دائم الحركة، لا يمكنه أن يستقر في مكان ما، ولابد أن يجد ما تعبث به يداه.
وهناك الطفل الذي يحدث له نمو جسدي زائد مع انخفاض في مستوى الذكاء، بحيث لا يتمكن لضعف عقله من استغلال نشاطه الجسمي فيما يعود عليه بالفائدة ويحول دونه والتخريب.
اضطراب الغدد بحيث تؤثر على التآزر العضلي والتناسق الحركي للطفل، وقد يحدث ذلك لبعض الشباب في فترة المراهقة؛ فيكسرون ما يقع في أيديهم نتيجة رعونة فترة المراهقة وزيادة اضطرابات الغدد.
وقد يكون التخريب نتيجة للاضطراب النفسي أو المرض النفسي والشعور بالضغط والظلم، فنجده يلجأ إلى الانتقام ممن حوله بإتلاف أو تخريب أو كسره لكل ما يقع تحت يديه، وذلك بأسلوب لا شعوري؛ فيشعره باللذة والنشوة لانتقامه ممن حوله.
وقد يلجأ الطفل إلى إثبات وجوده والسيطرة على البيئة بالتخريب كنتيجة للشعور بالنقص أو نتيجة للتدليل الزائد.
وأحياناً كثيرة يلجأ الطفل إلى تخريب ممتلكاته كتمزيق الكثير منها، أو إتلاف ملابسه التي يذهب بها للمدرسة؛ لأنه غير موفق في دراسته ويشعر بالذنب، أو لأنه يرغب في الانتقام من والديه، أو لكراهيته للسلطة.
وهذا هو التخريب المرضى الذي قد يستمر كعرض من أعراض المرض النفسي، وتكون دوافعه عادة لا شعورية.