يتصف الإنسان بكونه اجتماعياً بطبعه، هكذا يقول ابن خلدون في مقدمته، وهذا ما يعني بأن الإنسان فطر على العيش مع الجماعة والتعامل مع الآخر؛ ولكن لكل شيء حدوداً فعلاقتنا بالآخرين يجب أن تكون ضمن إطار محدد، وذلك بحسب طبيعة العلاقة التي تربطنا بهم.
المستشارة الأسرية والخبيرة بالتنمية الأسرية ريما باجابر، تضع لنا الأطر والحدود الواجب اتباعها في علاقاتنا مع الآخرين والأصدقاء خاصة، فتقول بداية: إن الصداقة من أنبل العلاقات الاجتماعية كونها تنطلق من مفهوم الصدق والوفاء والصراحة.
- الخصوصية: لكل إنسان حدود لشخصيته تقع تحت سلطته وحده، فالشخص الناضج هو الذي يحترم خصوصيته من خلال الحدود التي يضعها عند التعامل مع الآخرين، وبالمقابل يحترم خصوصية الآخرين التي وضعوها لأنفسهم عند التعامل معهم، وهذا يحتم عدم التدخل في أمور الآخرين.
-الاستقلالية: فتقبل اختلاف الآخر على المستوى الفكري والسلوكي دون أن يؤثر ذلك في وجود علاقة سوية متزنة معهم، هو من أهم عوامل نجاح العلاقات الإنسانية.
-المسؤولية: هي أن يتحمل الشخص تبعات تصرفاته، ولا يلقى باللوم على موقف ما تعرض له على شخص آخر، أو أن يبرر عدم قيامه بواجباته للظروف الصعبة التي يعيشها، إذ أن المسؤولية هي رد الفعل الواعي الذي يصدره الشخص تجاه موقف معين ويتحمل نتيجة فعله، إذ أنها تشمل كافة مناحي الحياة التي تخصه أو تخص الآخرين عند تفاعله معهم.
-الابتعاد عن الذاتية في الحكم على الآخرين: إن التصورات الذاتية للشخص لا تمكنه من رؤية الشخص الآخر كما هو، بل يكون صورة لرؤيته عنه، مما يجعل العلاقة بينهما غير صحية، بل وغير حقيقية، لأن الحدود التي وضعها بينه وبين الشخص تخضع لحكمه الذاتي وليس الموضوعي عنه، والشخص الناضج هو الذي يخرج من ذاته ويضع إطار للتعاملات مع الآخرين من خلال الرؤية الموضوعية للآخر.