بعد أن ظل لغزاً حيّر علماء الأحياء للعديد من العقود الماضية، تم مؤخراً حلّ لغز أصغر طائر في العالم، لا يستطيع الطيران، والذي يتخذ من جزيرة نائية قريبة من القطب الجنوبي موطناً له، بمعزل عن كافة الأخطار التي يمكن أن تهدد حياته، وهو الأمر الغريب الذي جعله «ينسى» كيف يطير، حيث توصل العلماء إلى كشف علمي مثير، عندما تأكدوا من أن أسلاف هذا الطائر كانت قد فقدت قدرتها على الطيران على مر العصور، لأنها لم تكن مضطرة للهرب من أي شيء عندما كانت تعيش على جزر «إنأكسسيبل» المهجورة جنوبي المحيط الأطلنطي.
وحسب صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإنه وقبل أقل من 100 عام، ساد اعتقاد لدى العلماء بأن هذا الطائر هناك كان يتجول على قدميه، وأطلقوا عليه اسم «أتلانتيسيا» – نسبة إلى الجزيرة القطبية - لكنهم لم يتوصلوا لسبب استخدامه الدائم للسير على قدميه بدلاً من الطيران بأجنحته، حيث كان هذا الطائر المهدد بالانقراض، مادة جديرة بالدراسة بالنسبة للباحثين في جامعة «لوند» السويدية، إذ قال 4 علماء منها إن أسلاف طائر الـ«أتلانتيسيا»، كان قد سبق لها وطارت من أميركا الجنوبية إلى هذه الجزر القطبية قبل مليون ونصف المليون عام.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن أسلاف هذا الطائر الغريب، كانت قد سكنت واستقرت في جزيرة «إنأكسسيبل» أو كما يصفها الكثيرون بأنها «الجزيرة التي لا يمكن الوصول إليها»، والواقعة جنوبي المحيط الأطلنطي. لكن مع بقاء هذه الجزر هادئة لمئات السنين المتتالية، فقدت هذه الطيور قدرتها على الطيران شيئاً فشيئاً، حتى باتت قادرة فقط على المشي.
ومن الجدير بالذكر أن «نظرية الاستعمال والإهمال» كانت قد شغلت بال علماء الوراثة كثيراً، حيث يؤمن الكثير منهم بصحتها على نطاق واسع. وهي نظرة تقوم على فكرة أن أعضاء الجسم التي تستعمل كثيراً تصبح أقوى وأكبر، بينما الأعضاء التي لا تستعمل - الأجنحة في حالة هذا الطائر - تضعف تدريجياً وأحياناً من الممكن أن تختفي.