السؤال
مرحبًا... عمري 25 سنة لا أستطيع التواصل مع الأشخاص، لأني شخصية كتومة وصامتة.. كثيرًا ما أُركز على نفسي (عند المرض، التعب...)، أعيش كما لو أني الوحيدة المتألمة.. أخاف كثيرًا من مواجهة الناس والحديث معهم.. كثيرًا ما أفكر بأمور كثيرة، وعند العمل والصلاة والدراسة كثيرًا ما أتشتت من كثرة هذا التفكير.. حركتي بطيئة أخجل من أن أركض أو ألعب ألعابًا تحتاج حركة سريعة.. كثيرًا ما حاولت أن أُغير من نفسي، لكن دون فائدة لم أستطع أن أُغير ولو قليلاً من نفسي. (شادية)
رد الخبير
الحل: 1 التركيز على النفس يا حبيبتي ليس مشكلة، بل نوعية التركيز هي المشكلة واسأليني كيف ولماذا؟؟؟!! 2 هناك نوع من التركيز يحاسب الإنسان فيها نفسه، ماذا حقق؟ كيف يكون أفضل؟ ماذا يريد أن يكون؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تخلو من عمق. 3 وهناك تركيز يعمي الإنسان عن كل ما حوله ويجعل نفسه واحتياجاته هي الأهم في حياته، وهذا النوع من التركيز يصل إلى حد الأنانية المكروهة، لأنه يوصل صاحبه إلى استخدام الناس وتهميشهم خدمة لنفسه التي لا ترى أحدًا غيرها!!! 4 مشكلتك يا ابنتي أنك في منطقة ما بين هذين النوعين من التركيز، فلا أنت تطرحين أسئلة عميقة عن نفسك ولا أنت غارقة في الأنانية، ولهذا أعتقد أنك تستطيعين بشيء من الانضباط وبكثير من المثابرة الجدية أن تتجاوزي مشكلتك بإذن الله. 5 حاولي أن تبدأي باكتشاف الناس حولك، من الأقارب إلى الصديقات، واختاري من ترتاحين إليهم وتقربي منهم تدريجيًا. اهتمي بأمورهم وقدمي لهم مساعدات بسيطة، ولكن بصدق. فكري بآلامهم وخففي عنهم، شاركيهم اخرجي إلى مكان مريح لقضاء وقت لطيف. 6 أعرف أنه ليس من السهل أن تحققي كل ما أنصح به، ولكن ابدأي ولو ببطء، والأهم أن تستمري حتى لو شعرت بصعوبة، فالتغيير يا حبيبتي لا يحدث بإيقاع سريع، بل ببطء مثل حبات الماء التي تريد أن تملأ الكوب!! 7 سوف تجدين بعد أشهر قليلة من المثابرة أن الكوب امتلأ وأنه أصبح لك صديقات وأصبح عالمك العائلي أجمل وأكثر فرحًا ومرحًا. أما خجلك من الركض والحركة فليس مهمًا، ويكفي أن تضعي برنامجًا لربع ساعة من اليوم تمارسين فيها رياضة خفيفة أو تهرولين بها ولو داخل بيتك، فكبار العظماء يفعلون ذلك داخل بيوتهم ولو كانت مساحتها صغيرة، فالمهم هو الفعل الذي يتحدى الظروف، والنجاح لا يكون إلا بالتحدي والفعل والمثابرة عليه، فهيا ولا تضيعي المزيد من الوقت!!!