ربما من أهم الفروقات في حياتنا بالعصر الحديث، قبل قرابة الـ20 عامًا فقط، وبعد هذه الأعوام العشرين، ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي تفجرت فجأة في العالم كله، والتي أظهرت هذا الفرق الجليّ بين الفترتين الزمنيتين، على الرغم من أنها ليست سنوات أو عقودًا طويلة، حيث إننا قبل هذه الثورة المعلوماتية مثلًا، كنا نسمع عن الكثير من الأحداث غير الاعتيادية واللا مألوفة، ولكن لا يمكن لنا أن نراها، فتأخذ مخيلاتنا مهمة رسم تفاصيل الحدث، ولكن في أيامنا هذه، لا داعي للسمع، فنحن من الممكن أن نرى أي حدث قد يقع، وربما بالبثّ المباشر أيضًا.
إنها كاميرات الهواتف الذكية التي تنتشر في كل مكان، والتي جعلت ما كانت مخيلاتنا ترسمه في السابق، مشاهد حقيقية من الممكن أن نراها أمامنا في كل يوم، مشاهد تختلف بين كونها أمورًا جميلة، أو كوارث طبيعية وإنسانية تُصادف وجود شخص ما يحمل هاتفه ويُشغل كاميرته باللحظة والمكان المُناسبين، ومؤخرًا، تمكن أحد الأشخاص من تصوير واحد من هذه الأحداث في إحدى المدن المكسيكية.
سقوط طائرة أمام أنظار الجميع
خلال الأيام القليلة الماضية، تمكن أحد المارة في شوارع منطقة «سينالو»، غربي المكسيك، في أن يلتقط مَشاهدَ تخطف الأنفاس، وانتشر الفيديو الذي قام بتصويره بواسطة هاتفه المحمول بشكل واسع في كل العالم، ويُظهر المقطع المصوّر كارثة حقيقية لطائرة ركاب صغيرة لحظة سقوطها من السماء، وسط منطقة سكنية في «سينالو»، وذلك تحت أصوات الاستعجاب والخوف التي ملأت المكان.
وكانت صحيفة «ميرور» البريطانية، قد ذكرت بأن تحطم طائرة الركاب الصغيرة المروع هذه في وسط المنطقة السكنية، أسفر عن مصرع 4 أشخاص، وإصابة 3 أشخاص آخرين، والقتلى كانوا كلًا من قائد الطائرة ومساعدين اثنين له، بالإضافة إلى راكب آخر كان معهم، لم يتم تحديد هويته بعد. أما المصابون الثلاثة فكانوا سُكان البيت الذي سقطت عليه الطائرة.
وأظهر الفيديو، الذي تم التقاطه في لحظات وقوع الكارثة تمامًا، ذهول الجيران الذي هرعوا لتفقد الوضع، حيث إنه كان قد تم مشاهدة الطائرة، وهي تحلّق على ارتفاع منخفض لبضع ثوانٍ قليلة فوق رؤوس الحاضرين، وذلك قبل أن تسقط بسرعة كبيرة على الأرض، وتتحول إلى حطام. وكان قائد الطائرة قد أبلغ قبل سقوطها عن حصول خلل تقني مفاجئ، قبل أن تنتهي الرحلة بهذه الصورة المأساوية.