إلهام علي ممثلة سعودية استطاعت بفضل موهبتها الفنية أن تحفر لاسمها مكانًا وخارطة مع نجوم الدراما في فترة وجيزة، وبرغم أن بروزها الفني جاء في 2013، فإنها أصبحت الرقم الثابت في الأعمال الخليجية، مشاركةً فيها بأدوار البطولة المطلقة لتصنع لنفسها نجومية، وكانت انطلاقتها من خلال المسرح والتلفزيون بوابةً، عبرت من خلالها لتكون الممثلة السعودية الأكثر ظهورًا في الأعمال الخليجية.
«سيدتي» التقت الممثلة إلهام علي التي كشفت الكثير عن مسيرتها الفنية، وكان لنا معها هذا الحوار.
كونكِ سعوديةً لماذا قررتِ الانتقال للسكن في البحرين؟
بحكم أننا من سكان المنطقة الشرقية في السعودية، كان والدي يمتلك منزلًا بسيطًا في البحرين القريبة منا، وكنا نذهب كل عام لقضاء العطلة الصيفية فيه. وبعد التحاقي بالجامعة البحرينية، قررت الاستقرار هناك للدراسة، وكانت أمي تزورني كل فترة إلى أن تمكَّنت من إقناع والدي بالسكن في البحرين، وهكذا أصبح جزءٌ من أسرتي في البحرين، والجزء الآخر في السعودية.
كيف ترين وضعك في الوسط الفني؟
ما زلت غير راضية تمامًا عن ذاتي، وأشعر أنني في حاجة إلى العمل على أدواتي الفنية، واكتشاف نفسي أكثر، هذا على الصعيد الشخصي، لكنني في المقابل سعيدة جدًا بنيل محبة الجمهور وإعجابه، وتشجيع الجميع لي على الاستمرار.
ما الأدوار التي تفضلينها؟
لا أستطيع تحديد أدوار معينة، فأنا أتعايش مع قصة كل شخصية، تُسند إلي مهما كانت، وأعيشها تمامًا، وإن كانت شريرة، فأنا عاشقة للفن بكافة تفاصيله، لذا أجتهد في تقمُّص أي شخصية لأتمكَّن من إقناع الجمهور. وحقيقةً، يتطلب هذا الأمر مني جهدًا كبيرًا بدنيًا ونفسيًا، لأنني أسعى إلى أن أكون «جوكر الفن».
أعلنت حياة الفهد التحدي
حتى الآن قدمتِ 18 مسلسلًا، ما العمل الأقرب إليكِ منها؟
جميع أعمالي قريبةٌ من قلبي، لأنني كما قلت، أصدِّق كل شخصية تُسند إلي، وأحبها، وأتعاطف معها، لكن هناك عملٌ لا أنساه أبدًا، كونه السبب في انطلاقة إلهام الحقيقية، وهو مسلسل «طريق المعلمات». هذا العمل نقلني من إطار الموهبة إلى عالم الاحتراف حتى أصبحت فنانةً متمكِّنة، وبرغم أنني قدمت هذا المسلسل عام 2014، إلا أن الناس لا تزال تتحدث عنه إلى اليوم، وتُطلق عليَّ لقب «أبلة حكيمة».
نشاهد حاليًا عددًا قليلًا من الممثلات السعوديات، هل هذا الأمر يُقلقكِ؟
جمال الإبداع والتميز في المنافسة، وأنا أرى نفسي فنانة خليجية أكثر من كوني فنانة سعودية، لذا لا أفكر كثيرًا في عدد الفنانات السعوديات مع امتلاء الساحة الفنية بالفنانات الخليجيات، وأجتهد كثيرًا على نفسي لأثبت للجميع موهبتي، والوجود بقوة برغم بعض الصعوبات التي تظهر بسبب «الأعراف والعادات والتقاليد». الفنانون والفنانات السعوديون يجب أن يكونوا الرقم واحد على الساحتين العربية والخليجية، لتكون بلادنا الأولى فنيًا، وهذا ما نعمل عليه جميعًا برغم قلة عددنا.
شاركتِ في الدراما الرمضانية العام الفائت مع حياة الفهد في مسلسل «مع حصة قلم»، ما تأثير المسلسل في مسيرتكِ الفنية، ومَن رشَّحكِ للعمل معها؟
العمل هو الثاني الذي يجمعني بالفنانة القديرة حياة الفهد، وبالطبع شكَّل فارقًا كبيرًا بالنسبة لي حتى على الصعيد الشخصي، وقد تم ترشيحي للمشاركة في المسلسل من جانب الفنانة حياة نفسها، ولا أخفيكم سرًا، شكَّل هذا الأمر صدمةً كبيرةً، فلم أتوقَّع أبدًا أن تلتفت فنانةٌ كبيرةٌ بمكانة هذه الأم العظيمة إلى ما تقدمه إلهام ذات المسيرة الفنية المتواضعة. وفي لقائنا الأول، أعلنت حياة الفهد التحدي قائلة: «أنتِ فنانةٌ، والدور الذي رشَّحتكِ له هو دورٌ صعبٌ، إما أن تثبتي قوتكِ، أو يكتشف الجميع أنني كنت مخطئةً في اختياركِ». هذه الجملة جعلتني أعمل بجد طوال فترة تصوير العمل، وأتحامل على نفسي كثيرًا لأثبت للفنانة القديرة أنها أصابت في اختيارها، ويمكنني القول الآن: إنني ربحت التحدي، ودخلت قلب «ماما حياة» والجمهور. سأخبركم سرًا صغيرًا أيضًا، وهو أنني لم أصدق نفسي عندما تحدث إليّ المنتج للتفاهم على تفاصيل العمل، ثم قال: «أنتِ مرشَّحة من قِبل «ماما حياة» شخصيًا». ظننتُ حينها أنه يجاملني بهدف تشجيعي على تقديم الأفضل، لكنني اكتشفت العكس بعد لقائي الأول مع «ماما حياة»، فبعد السلام عليها، سألتها: هل تتذكَّرين مَن أنا؟ فأجابت ممازحةً: «أنتِ بشاير يا إلهام من مسلسل «ريحانة»، كيف لا أتذكرك وأنتِ في وجهي دائمًا على شاشة التلفزيون»؟
قدَّمتِ عملين في الموسم الرمضاني الفائت «مع حصة قلم» و«عطر الروح»، ما رأيكِ في تجربتكِ الرمضانية؟
سعيدة جدًا بهاتين التجربتين، الأولى «مع حصة قلم» من تأليف علي الدوحان، وإخراج مناف عبدال، ومن بطولة «ماما حياة» ونخبة من نجوم الفن، وقد أُسنِدَ إليّ في العمل دورٌ صعبٌ، يجمع بين الخير والشر، لذا كان الأمر بالنسبة لي تحديًا كبيرًا لأثبت وجودي وموهبتي الفنية. وبرغم بساطة العمل، أراه من «الأعمال الثقيلة» جدًا على أي ممثل، وأجمل ما فيه أنني أصبحت «ابنةً فنية» للممثلة حياة الفهد. أما «عطر الروح»، فهو للكاتب علاء حمزة، وأخرجه محمد القفاص، ومن بطولة الفنانة القديرة هدى حسين والفنان عبدالمحسن النمر ونخبة من نجوم الفن، وفيه كُلِّفت بأداء شخصية معقدة جدًا، لكنني سعيدة بالنتيجة النهائية، خاصةً أنني كنت أرغب في العمل مع المخرج محمد القفاص منذ سنوات، لأنني سمعت أنه «مدرسة فنية إخراجية»، وحققت حلمي عبر هذا المسلسل.
الفنانة الرائعة هدى حسين، كانت قد رشَّحتني لعملين سابقين، وكنت أرغب بشدة في المشاركة فيهما، لكن مع الأسف وقتي كان ضيقًا إلى أن جاءت هذه الفرصة الرائعة في «عطر الروح» لأقف أمام قامة فنية مثل الفنانة هدى. كنت سعيدةً جدًا بذلك لأنني حققت إحدى أمنياتي الكبيرة، خصوصًا أنني من المعجبات بفنها.
ما رأيكِ في تعامل طاقم العمل معكِ في مسلسل «مع حصة قلم»؟
المدرسة الحقيقية التي يتعلم منها الفنان هي الكواليس. وفي حياتي، رأيت شخصيات مهمة في مجالي تتعامل بتواضع ورقي، مثل الفنانة هدى حسين التي تحرص على راحة العامل قبل الفنان، وعبدالمحسن النمر الذي يعطي من وقته وجهده الكثير للنقاش حول شخصيات الجيل الجديد، و«ماما حياة» التي برغم ظروفها الصحية الصعبة خلال تصوير العمل، إلا أنها كانت تبتسم دائمًا، وتقف أمام «الصغير» لتعطيه إحساسًا مختلفًا بالمشهد. حقيقةً، وجدت في العمل معنى الإنسانية، والحب الكبير بين كافة الممثلين وطاقم العمل.
لا أشعر أنني حققت شيئًا
ما أقرب عمل سعودي شاركتِ فيه إلى قلبك؟
من دون مبالغة، كلها. أشعر بالانتماء عندما أشارك في عملٍ سعودي، ولا أجتهد في تصنُّع اللكنة، ولا أخشى الوقوع في الخطأ خلال أداء اللهجة، وأغلب الأدوار التي قدمتها في الأعمال السعودية، كانت تتكلم عن قوة المرأة السعودية، وما تمتلكه من قدرات عالية، وأفتخر كثيرًا بتسليط الضوء على أختي هناك، ليعلم العالم أننا نساء قويات وطموحات، ولا نقلّ عن أحدٍ في أي شيء.
هذه الأعمال هل حققت لكِ طموحاتكِ؟
كلا. لا أنكر أنني حققت نجاحًا جيدًا، والحمد لله، لكن في داخلي طموحٌ كبيرٌ، أعمل بجد على تحقيقه لأصل إلى العالمية. قد لا يصدقني أحدٌ لو قلت: إنني لا أشعر أنني حققت شيئًا!
حدِّثينا عن دورك في «حب بلا حدود» المسلسل الأول الذي يُصوَّر بطريقة سينمائية؟
صحيح، هو العمل الأول الذي يُصوَّر بهذه الطريقة، وأشارك فيه، كما أنه العمل الأول الذي يُسند إليّ فيه دور البطولة المطلقة.
لا أخفيكم، شعرت بسعادة كبيرة لاختياري للمشاركة فيه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقة القنوات في قدرات إلهام الفنية. وما زاد على سعادتي، الطريقة الجديدة في تصوير العمل، لكنَّ الناس لا يزالون غير قادرين على الحكم على هذه النوعية من الأعمال، فهم معتادون على النظام الدرامي المألوف. أما دوري في المسلسل، فكان من أصعب الأدوار التي أديتها خلال مسيرتي الفنية، وكل حركة كانت محسوبة، ولا مجال أبدًا للخطأ، وتم تصوير العمل في الصيف في صحراء بالإمارات، ما تسبَّب في سقوطي مرات عديدة بسبب «ضربات الشمس»، لكنَّ النتيجة كانت جيدة بعد عرض المسلسل.
معظم الأعمال التي شاركتِ فيها هي أعمال خليجية، لماذا؟
ببساطة، لأنني مطلوبة أكثر في الأعمال الخليجية، إذ تصلني عروضٌ كثيرة، خليجيًا وسعوديًا، ولأنني حريصةٌ جدًا على نشر فن بلدي، لا أرفض طلب المشاركة في أي عمل سعودي. الفن في السعودية يحتاج إلى تركيز كبير على النصوص وطريقة الإنتاج، لكنني أرى مستقبل الفن السعودي مشرقًا.
بعد الانتهاء من تصوير مسلسل «عطر الروح» بيوم واحد فقط، دخلت في تصوير مسلسل «مع حصة قلم»، واجتهدت في اقتناء الملابس المناسبة للشخصية، لذا لم أتمكَّن من أخذ قسطٍ من الراحة، ما دفعني إلى رفض المشاركة في أي مسرحية العام الفائت.
هل تحرصين على تقديم أدوار معينة، أم تفضلين الأدوار المتنوعة؟
أحرص على التنوع في أدواري. ما يهمني عندما أقرأ النص تصديق الدور، وتقديمه رسالة معينة، ولا أفضِّل الأدوار البسيطة بهدف الظهور فقط، لذا لا أتذكَّر أنني قدمت دورًا عاديًا، إلا في بداياتي، وأبحث دائمًا عن الصعب لأتحدّى نفسي، وأنا من الفنانات اللواتي لا يبحثن عن الشهرة، بل عن الفن.
بما أنكِ خضتِ التجربتين، ما الفرق بين الإنتاج المحلي والخليجي؟
الإنتاج جيد جدًا على الصعيدين السعودي والخليجي، الاختلاف يكمن فقط في نوعية الأعمال المقدمة. يجب التركيز على النصوص أكثر، وأوافق مَن يقولون: إننا في حاجة إلى معاهد لتوعية الممثلين وتمكينهم من الظهور بشكل طبيعي.
وجودي في «العاصوف» سيكون بسيطًا
شاهدنا جميعًا العمل الرمضاني الناجح «العاصوف»، هل عُرِضَت عليكِ المشاركة فيه؟
أنا موجودة في مسلسل «العاصوف»، وانتهيت من تصوير مشاهدي كلها في الجزء الأول، والثاني أيضًا، لكنَّ شركة الإنتاج تواصلت معي، وأخبرتني بترحيل مشاهدي كلها في الجزء الأول إلى الثاني. عندما اتصلوا بي لمناقشة دوري في العمل، قالوا لي: إن وجودي في «العاصوف» سيكون بسيطًا، برغم حرصي على اختيار أدواري بعناية، والظهور بشخصيات متميزة، إلا أنني لم أستطع رفض هذا الدور البسيط لأسباب كثيرة، منها رغبتي في الوقوف أمام الفنان الكبير ناصر القصبي، والاستفادة من خبرته الطويلة، بالإضافة إلى أن هذا العمل يتحدث عن جزء من واقع الحياة في السعودية قبل عقود، وكما قلت سابقًا: لا أستطيع رفض أي عمل سعودي.
الموجودون في الساحة الفنية حاليًا، في رأيك هل يمتلكون الموهبة التي تخوِّلهم الاستمرار؟
هناك «فقاعات» كثيرة في الوسط الفني، إذ تجد أشخاصًا يبحثون عن الشهرة، وآخرين عن المال دون مراعاةٍ لأبسط عوامل نجاح العمل! لكنني متيقنة من أن «الزين يفرض نفسه»، وأن الفنانين الحقيقيين سيصبحون الرقم واحد في المستقبل.
بعد إطلاق دور السينما في السعودية، هل سنشاهد الفنانة إلهام في دور سينمائي قريبًا؟
شاركت في عديد من الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة، ولن أقول «لا» لأي عرض سينمائي جديد.
والدتي هي الداعم الحقيقي لي
زواج الممثلة هل يؤثر في مردودها الفني؟
حقيقةً لا أعلم شيئًا عن ذلك، لكن حين يكون الزوج واضحًا ومتفهمًا ظروف عمل زوجته، ويحترمها ويقدِّر مهنتها، لا أتوقع أن الزواج سيشكِّل عائقًا أمام نجاحها، وقد رأيت نجمات كثيرات متزوجات، حققن نجاحات كبيرة.
كيف تواجهين الصعوبات والعقبات في مجال التمثيل، وهل هناك مَن يقف في طريق نجاحكِ؟
واجهت كثيرًا من الصعوبات خلال مسيرتي الفنية، أغلبها بسبب عيشي في بيئة محافظة، بالإضافة إلى المفهوم الخاطئ عن العمل في مجال الفن، لكن كما يُقال: «إن خِليت خِربت». هناك أسماء نسائية كثيرة فرضت احترامها على الجميع، وأتمنى أن أكون إحدى هؤلاء الممثلات. أعاني أيضًا من «الشائعات البغيضة»، وأعمل بقوة على تجاوزها، إلى جانب التضحيات التي أقدمها على حساب صحتي، وبُعدي عن عائلتي طوال أشهر لتصوير عمل ما.
أما في ما يخص الشق الثاني من السؤال، فأنا مؤمنة بمقولة: «ليس لدي أعداء ولو تعاديت». كما أنني متصالحة مع الجميع، ولا ألتفت إلى مَن يحاول الإيقاع بي، ولن يستطيع أحدٌ هزيمتي وأنا في حماية خالقي.
ما أبرز المواقف الصعبة التي مرت عليكِ في مسيرتكِ الفنية؟
هناك كثيرٌ من المواقف، لأنني أصدق ما أقوم به. فحتى بعد انتهائي من التصوير، تبقى ملامح الشخصية مسيطرة علي، وينعكس ذلك على تعاملي مع أسرتي، وأتعذب كثيرًا لتجاوز هذا الوضع وللسيطرة على نفسي. ومع تكرُّر الأمر، بدأت استخدام تقنية بسيطة، وهي وضع رمز خاص بالشخصية، مثل لباسٍ معين أو أكسسوارٍ ما، وبمجرد نزعه، تعود إلهام إلى حياتها الطبيعية.
في الحياة العامة تعلمت معنى التصالح مع النفس، والثقة في الذات من خلال تجاوز الشائعات، ولا أخفيكم، في بداية الأمر كنت أتأثر كثيرًا فيها، وأبكي طويلًا، وأسأل نفسي: لماذا يحمل بعض الناس في نفوسهم كل هذا الشر؟! ومع مرور الزمن، تأقلمت مع الوضع، وتعلمت أن الثقة في النفس من أهم عوامل النجاح.
هل تضعين شروطًا عند عرض دور ما عليكِ؟ وهل رفضتِ أدوارًا سابقة؟
نعم، يجب أن يكون الدور مختلفًا، ويحمل رسالة ما وإن كانت رسم ابتسامةٍ جميلةٍ على شفاه المشاهدين. لا أرغب في التمثيل لمجرد التمثيل، بل أسعى إلى تحقيق هدف ما من عملي، كذلك أرفض الأدوار «الخادشة للحياء»، فأنا أشترط قبل الموافقة على العمل ألَّا يسيء الدور إلى إلهام أو عائلتها الحقيقية والفنية. وقد رفضت عددًا من الأعمال لتكرار الأدوار أو لأن الدور ثانوي ولا يضيف شيئًا إلى مسيرتي الفنية.
هناك مَن يقول إن إلهام لم تبرز كما يجب، بماذا تردين؟
مقارنة مع مَن سبقني، أرى أنني برزت بقوة، وتفوقت على كثيرات من الممثلات. قد يكون المقصود من هذا الكلام، أنني لم أبرز في عالم «السوشيال ميديا» والإعلانات، ولم أظهر كثيرًا في اللقاءات الحوارية، وهذا صحيح، فأنا أحرص على تقديم نفسي بفني، ولا أهتم بالظهور في البرنامج للحديث عن تصرفاتي وحياتي الشخصية. على الصعيد الفني، أنا من الفنانات اللاتي خضن البطولة الجماعية والفردية، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟! وأقول لمَن يحاربني، إن وُجِدَ: أنا في حفظ الله، لذا لا أخشاك، وأنصحك بأن تركز على نفسك، وتجتهد في تحقيق أمنياتك، كما فعلت، وأن تحارب للوصول إليها بدل الانشغال بحياة الآخرين، وكن على ثقة أن الله يرزقنا على قدر نياتنا.
بداياتك الفنية كانت في المسرح والتقديم التلفزيوني، لماذا لم تجمعي بين العمل مذيعةً وممثلة؟
ما زلت أقف على خشبة المسرح، لكنني لم أحصل إلى الآن على العرض المناسب للعمل مذيعةً، أو مقدمة برامج، وإذا تلقيتُ عرضًا مناسبًا فلن أرفض بالتأكيد، وسأحرص على أن أكون فنانة شاملة، وقد أخوض تجربة الغناء أيضًا.
التجارة هل تخفي نجومية الممثل أو الممثلة؟
كلا، إذا قمتَ بدراسة جميع خطواتك، وتوزيع أولوياتك فلا شيء سيؤثر فيك، المهم أن تكون قادرًا على التركيز على كل عمل تُقدم عليه، وتعطيه الوقت الكافي للنجاح.
هل وجدتِ دعمًا من أهلكِ وصديقاتكِ للاستمرار في مجال التمثيل؟
والدتي هي الداعم الحقيقي لي منذ البداية، أما أبي وأخي فخشيا من نظرة المجتمع، و«حديث الناس»، بالإضافة إلى ابتعادي الدائم عن البيت، وهذا أمر طبيعي بحكم أنني فتاةٌ، لكنني بعد فترة قصيرة، تمكَّنت من إقناعهما بأن إرادة النفس أقوى من أي تأثير خارجي، وأنني ما زلت محافظةً على القيم والمبادئ التي زرعها والداي بي، وسأعمل جاهدةً للحفاظ على أهم ما ورثته منهما «الأخلاق»، كما دعوتهم جميعًا إلى حضور كواليس بعض الأعمال التي شاركت فيها ليشاهدوا طبيعة عملي.
المرأة السعودية والقيادة
هل أنتِ مع قيادة المرأة السيارة، وما أكثر شيء يزعجك في ذلك؟
بالتأكيد أنا مع ذلك، فهذا حق مشروعٌ لها، وأكثر ما يزعجني في الأمر إدخال فكرة «الأعراف» في الموضوع! نعم أتفهم عدم الرغبة في الوقوع بالأخطاء، لكنَّ المشكلة ليست في القيادة، بل في أفكار بعضهم البالية، ومنعهم المرأة من ممارسة حقٍّ من حقوقها الشرعية بذريعة الخوف من المستقبل. هذا التفكير سيجعلنا متأخرين جدًا عن البقية، لذا يجب أن نواجههم، ونعمل على إصلاح أفكارهم. قيادة المرأة السيارة ليست بوابة إلى الهلاك كما يصورون الأمر.
هل تعشقين تجديد سيارتكِ كل فترة، وما النصيحة التي تقدمينها إلى السائقة السعودية؟
بل أعشق أدواتي كثيرًا ولا أغيّرها بسهولة مثل السيارة والهاتف الجوال. وأشتري السيارة من مالي الخاص، لذا أشعر بقيمتها وأحافظ عليها.
أنصح أخواتي السائقات بأن يتميَّزن بقوة القلب، فالقيادة تحتاج إلى ذلك، وعدم الخوف، وأن يكنَّ على قدر الثقة التي وضعها فيهن خادم الحرمين الشريفين الأب الغالي الملك سلمان، وولي عهده الأمين البطل محمد بن سلمان، خصوصًا أنهما واجها المعارضين من أجلنا.
ممثلة كوميدية في هوليوود
سبعة أعوام مرت على ظهوركِ الفني، هل حققتِ أمنياتكِ وما أهدافكِ المقبلة؟
بدأت التمثيل التلفزيوني عام 2011، وكما قلت سابقًا: لم أصل بعد إلى ربع الأمنيات التي أتمنى تحقيقها. طموحاتي كبيرة، وسأجتهد لإثبات نفسي، كأن أصبح ممثلة كوميدية في هوليوود.
هذه أنا في المستقبل
أين ترين نفسك في المستقبل؟
أجدني من فنانات الصف الأول عندما يسيطر اللون الأبيض على شعري، وأمتلك مشروعي البسيط، ومنزلي الخاص الذي أربي في حديقته بعض الحيوانات، وأتمنى أن تكون لي أسرتي الصغيرة التي أعيش بالقرب منها، وأنا أعبث بين صفحات الأوراق وقراءة النصوص، وأضع أسماء الممثلين في عملي الخاص.