يعرض حالياً على مسرح "الأوديون"(بيروت) مسرحية للأطفال بعنوان Maryam Labo نص لـ جيزال هاشم زرد ، إخراج ماريلين زرد مصابني، إنتاج شركة OM2 لصاحبتها مايلا زرد، وديكور عمر زرد.
ويتمحور موضوع المسرحية حول المقارنة بين عالمين متناقضين تماماً: عالم الثقافة وعالم الجهل، وتبدأ القصة مع عالِم حقق بعد طول انتظار إختراعه، وهو إبتكار آلة تعمل للخير العام وهدفها حماية الأمور المفيدة المعّرضة للإنقراض (نرى الاختراع بمشهديّة إستعراضية غنيّة ). وفي المقابل قصة فتاة متسوّلة، تدخل المختبر عن طريق الصدفة، هرباً من الشرطة وتجد في المختبر ما تحلم به، كما تتاح أمامها لها الفرصة أن تشاهد، وهي مختبئةً، كيفية استعمال الاختراع الجديد وتدرك أنها في مختبر، إلى أن يدخله والدها كبير المتسولين الذي يرى في الآلة مصدراً للربح الخاص ويقرر سرقتها.
وتركز المسرحية على محاربة عمالة الأطفال، وتشجيع العلم والمعرفة، والتوعية على كيفية التعاطي مع أطفال الشوارع والعمل على عدم إستغلالهم أكثر فاكثر، وتعالج كل هذه المواضيع بطريقة فكاهية لكي يفرح المتفرج أولاً، ولكي يكتسب الطالب معلومات علمية ويدرك أهمية العلم لمحاربة الجهل. في هذا اللقاء تتحدث الكاتبة جيزال زرد هاشم زرد عن أساب تمسكها بتقديم مسرح خاص بالأطفال، وعن دور المسرح في توعية الطفل والهدف من مسرحيتها الجديدة.
ما هي أسباب إهتمامك بمسرح الطفل؟
نحن بحاجة لهذا المسرح لرسم البسمة وللرد على الحروب . صحيح أن الحرب توقفت، ولكن الخوف موجود، وهو يمكن أن يلحق الضرر والأذى بالأطفال، ولا يمكن القضاء عليه إلا من خلال إيجاد نافذة للحلم. والمسرح هو من يؤمن نافذة النور والحلم .
ما هو دور المسرح في تحفيز الوعي عند الطفل؟
الطفل يفضل القصة على الكتاب وهو يحفظ ما يسمعه من القصة أكثر مما يقرأه في الكتاب. ولذلك نحن من خلال المسرح نحوّل المواضيع المهمة إلى إستكتشات ونقدمها له، وأحياناً نكررها لكي يفهمها ويحفظها. مثلاً من خلال الإسكتشات يمكن أن نقدم أغاني عن المياه وأن نضيء على أهميتها في حياتنا وصحتنا.
ما هي الأصداء التي تحصدونها من خلال مسرحكم؟
نحن نتشاور مع المسؤولين في كل عمل نقدمه، وهمومنا مشتركة ولدينا نفس التوجه. الأصداء يمكن أن نلمسها من خلالهم، ومن خلال التهاني التي يقدمونها لنا والدعاء بطول العمر والإستمرار بتقديم أعمال مماثلة، بعيدة عن الإستخفاف بالطفل. كل طفل لبناني هو ولد من أولادنا والأطفال هم مستقبل لبنان.
ما هي الرسالة التي تقف وراء المسرحية الأخيرة؟
المسرحية تتناول موضوعين مهمين، الأول إستغلال البعض للإختراعات، حتى لو كانت مهمة، بطريقة سيئة، والثاني أهمية الإعتناء بأطفالنا وخصوصاً الأكثر ضعفاً، لأن إهمال الضعيف حتى ولو عن غير قصد، يعني تحضير قنابل موقوتة في المستقبل. السلام لا يمكن أن يسود إلا إذا كان الكل مرتاحين، وطالما هناك هوة شاسعة بين الناس، فالسلام في خطر. الأطفال المشردون والمعنفون والمهملون هم مسؤوليتنا جميعاً، ولهم حق علينا ويجب أن نحسن التعاطي معهم والإهتمام بهم ورعايتهم، وتأمين فرص العمل لهم لتصبح لهم مهنة تحفظ كراماتهم، لكي لا يصبح التسوّل مهنتهم.