ممثلة موهوبة لا خلاف على ذلك، نجحت في تقديم الأدوار الكوميدية والتراجيدية على حد سواء. دائماً ما تترك وراءها بصمة مميزة في كل عمل فني تقدمه. ولعله السر وراء تعلق الجمهور بنشوى مصطفى تلك الفنانة التي دخلت قلوب الكثيرين من الجمهور العربي من خلال تاريخ فني طويل مليء بالأعمال المميزة. نشوى فتحت قلبها لـ«سيدتي» وكشفت العديد من الجوانب الفنية والإنسانية في حياتها.
تعودين للفن من بوابة المسرح حيث قدمتِ مؤخراً مسرحية «سيلفي الموت». كيف كانت التجربة؟
تجربة جيدة. فأنا عاشقة للمسرح وقد ابتعدت عنه لسنوات طويلة بسبب عدم وجود نصوص مناسبة حتى أتت فرصة تقديم «سيلفي الموت». والحمد لله، لاقت نجاحاً كبيراً وحققت ردود أفعال لم أتوقعها.
أنا ممثلة شاطرة
لماذا توقفتِ عن المشاركة في الأعمال الفنية خلال السنوات الماضية؟
للأسف، أصبحت للوسط الفني حسابات غير مفهومة، وقد زادت كثيراً مؤخراً. وأنا «مليش في الحسابات دي».
أي حسابات تقصدين؟
حسابات من نوعية أن الفنانة الفلانية تصبح نجمة لأنها تمتلك جسماً «كيرفي» والفنان الفلاني يتم اختياره لبطولة فيلم سينمائي لأنه من شلة المخرج وهكذا... يمكنني القول بوضوح إن عدداً كبيراً من النجمات وصلن إلى هذه المكانة بسبب أنوثتهنّ وقدرتهنّ على ارتداء ملابس مكشوفة
تظهر أكثر مما تستر. فيما أرفض أنا هذه الطريقة. ولذلك، أعتبر أن المنتجين والمخرجين حددوا إقامتي الفنية منذ بدايتي. فقد كان طريقي صعباً لأن لدي العديد من الخطوط الحمراء التي أرفض تجاوزها.
هل هذا هو السبب الوحيد وراء ابتعادك عن الشاشة لأكثر من ثلاثة أعوام؟
الحقيقة، هناك سبب آخر وهو أنني أمرّ بمرحلة عمرية انتقالية. فأنا لم أعد الفتاة الصغيرة التي تصلح لأدوار الطالبة أو حبيبة البطل. ويجب أن أنتقل إلى مرحلة أخرى فابني عبد الرحمن «على وش جواز» وابنتي تخرجت في الجامعة وأنا لم أعد صغيرة.
وهل يرفض المخرجون هذه النقلة التي ترغبين فيها؟
نعم، معظمهم يرشحني لنفس النوعية من الأدوار. وهو ما يصعب عليّ تقديمه حالياً مما دفعني للتوقف عن المشاركة في أعمال فنية جديدة إلى حين تجديد جلدي الفني وإقناع المنتجين أنني لم أعد أصلح لهذه الأدوار. وبالمناسبة، أجد ضالتي في الدراما الخليجية. فعادة، ما يتم ترشيحي لأدوار تناسب عمري. لذا، فقد شاركت مؤخراً في عدد من الأعمال الخليجية (البشارة، طماشة، مكان في القلب وعمارة الأسرار) وسعيدة بهذه المشاركات. وأتمنى أن أجد في مصر أدواراً مشابهة.
هل تشعرين أنك حصلت على فرصتك الفنية التي تستحقينها؟
لا، للأسف، وذلك لأسباب عدة. أولها أنني ممثلة كوميدية والكوميديان عادة ما يتم تصنيفه كممثل درجة ثالثة رغم أني ممثلة «شاطرة» ويمكنني قولها بصوت عال: «أيوه أنا ممثلة شاطرة» وأفضل من كثيرين موجودين على الســاحة ولديهم فرص لا يستحقونها. فقد ظلمت ظلماً بيّناً وتحددت إقامتي الفنية ربما لأنني لست ضمن شلة فنية، وربما لأنني لم أستغل أنوثتي كبطاقة مرور.
لست مقتنعة بدور «السوشيال ميديا»
هل أضرك ابتعادك عن «السوشيال ميديا» فيما استفاد به نجوم شباب في الحصول على فرص مهمة؟
لست مقتنعة بدور «السوشيال ميديا» في صناعة الفنان أولاً، لأن هناك تزويراً وتزييفاً يحدث بشكل خفي. فمتابعو النجوم ليسوا بالضرورة حقيقيين. فهناك ملايين المتابعين المزيفين وكان يعرض عليّ زيادة عدد المتابعين عبر «إنستغرام» و«فيس بوك». وكنت أرفض بشدة. لذا، لا أثق دائماً في عدد متابعي النجوم الواضح أمامي، إلى جانب أن دور «السوشيال ميديا» جديد علينا منذ فترة قريبة. فأنا بدأت مشواري الفني قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وكنت أتعرض لنفس الاضطهاد منذ بدايتي، ربما لأن لديّ العديد من الخطوط الحمراء التي أرفض تجاوزها. ويمكنني أن أقول بكل وضوح إنه لا يوجد منتج أو فنان أو أي شخص وقف بجانبي منذ بدايتي وحتى الآن.
عائلتي
كيف كانت بدايتك الفنية؟
أنا من أسرة بسيطة وشعبية والتمثيل في عائلتنا من الممنوعات. لذا، عندما بدأت واجهت اعتراضات كثيرة من الأهل. أول أعمالي كانت مشاركتي في مسلسل «ضمير أبلة حكمت» مع الفنانة القديرة الراحلة فاتن حمامة. وهو ما اعتبرته الباب الملكي لمروري إلى عالم الفن.
هل ما واجهته من صعوبات قد يجعلك ترفضين عمل أبنائك في الوسط الفني؟
أرفض تماماً عمل أبنائي في المجال الفني وقلت ذلك لعبد الرحمن ومريم أكثر من مرة. فالوسط صعب وأنا لا أحب أن يتعرض أبنائي لظلم لمجرد أنهم «ماشيين صح» كما حدث معي.
هل طلب أي منهما العمل في المجال الفني وهل ظهرت عليهما مواهب فنية؟
ابنتي مريم كانت ترغب في العمل في أحد المجالات الفنية المرتبط بالإعلام والدعاية. ولكني رفضت ونصحتها بالبحث عن مجال آخر تجد نفسها فيه لأن المجال الفني صعب والعمل فيه يعرّض صاحبه للظلم.
تزوجتِ من رجل يعمل خارج الوسط الفني. هل رفضت أيضاً فكرة الزواج من فنان زميل؟
أنا غيورة جداً. وزواجي من فنان زميل كان سينتهي بالطلاق، لأني لن أتحمل فكرة تقديمه مشاهد عاطفية مع فنانة أخرى إلى جانب أن الزواج من رجل خارج الوسط الفني دائماً يجذبني. وهو شيء جيد. فاتفاقي مع زوجي على أني أمام الشاشة الفنانة نشوى مصطفى وفي البيت أنا أم عبد الرحمن ومريم فقط، ست بيت من الدرجة الأولى من المطبخ للصالة ومن الصالة للمطبخ، أذاكر للأولاد وأطبخ وغيرها من الأنشطة المنزلية لكني لست من هواة السهر في سهرات الفنانين وخلافه من مستلزمات العمل في الوسط الفني.
كيف تعرفت على زوجك؟
تزوجنا زواج صالونات فهو كان يعيش في الولايات المتحدة الأميركية 17 عاماً، يعمل في بزنس المطاعم، ولديه تجارته الخاصة به. وكان يبحث عن عروس وتعرفنا من خلال صديقة مشتركة. وتم الزواج والحمد لله على نعمة الاستقرار.
احتفلت مؤخراً بخطبة ابنتك مريم كيف كان شعورك كأم العروس؟
شعور رائع لا يوصف فأنا من أنصار فكرة أن الزواج «سترة للبنت». فأنا «دقة قديمة». دائماً ما كنت أدعو لها أن تجد نصفها الآخر و«تتستر في بيتها» مع رجل طيب وحنون. وأتمنى أن يتم لها الله تعالى الزواج على خير.
هل تشعرين أنك ستكونين حماة طيبة؟
جداً. أعتقد أنني سأكون بلا عقد نفسية وأنني أيضاً سأكون جدة طيبة لأحفادي.
عملت بائعة في محل
كيف تقضين يومك في حياتك العادية بعيداً عن الكاميرات؟
بعيداً عن البلاتوه، حياتي عادية جداً، أنا سيدة بسيطة أذهب إلى السوق لأشتري احتياجاتي. ووكالة البلح والرويعي وغيرهما من الأماكن الشعبية والناس البسيطة التي أستمد منها طاقتي الفنية. ولا أنسى أن بدايتي كانت بسيطة فقد عملت بائعة في محل لأحصل على قوت يومي وأجد نفقاتي الجامعية. وعملت كبائعة سندويتشات في العتبة أثناء دراستي الجامعية أيضاً. وهذا لا يعيب الإنسان بل هو فخر لي أنني اعتمدت على نفسي بشكل كبير.
طوال مشوارك الفني ألم تشعري بالندم على أي من أعمالك الفنية؟
شعرت بالندم على عدد من الأعمال مثل فيلم «سيد العاطفي» الذي شاركت تامر حسني بطولته. وأذكر أن المنتج رشحني، لكن المخرج لم يقتنع باختياري. ومن هنا، جاءت الأزمة التي جعلتني أشعر بأنني عنصر غير مرغوب فيه. وهو ما بدا على الشاشة بالتأكيد.
هل تكرر الأمر في أي من الأعمال الأخرى؟
تكرر في بعض الأعمال. لكن، كان هذا في مرحلة ما من حياتي لديّ فيها التزامات مادية وأقساط ومصروفات مدرسية، بمجرد انتهائها تحررت اختياراتي بشكل كبير. وأصبحت لديّ القدرة على أن أقول «هذا العمل لا يناسبني».
حلم لم يتحقق
ما حلمك الفني الذي لم يتحقق حتى الآن؟
العمل مع المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين وأذكر أنني حاولت لقاءه في إحدى المرات بعد أن حصلت على عنوان مكتبه، وذهبت إليه وعرّفته بنفسي، وقلت له أنا معجبة بك «واشتغلت ممثلة لكي اشتغل معك». وقلت له «أنا بحبك جداً». فقال لي «أنا كمان بحبك». فسألته وهل تعرفني؟ فقال: «لا، ويلا بقى عشان ورايا شغل». وانتهى الحوار إلى هنا ولم يكتب لي العمل معه في أي من أعماله الفنية.
نشوى مصطفى: وجدت ضالتي بالمشاركة في الدراما الخليجية
- قصص ملهمة
- سيدتي - رغدة عباس
- 02 مايو 2019