يظن البعض حين يشاهدون شخصاً يتحدث مع نفسه في موقع عمله أو منزله، أنّ به مساً من الجنون، أو بداية عوارض الوحدة واليأس، لكن علم النفس يؤكد أن الحديث مع النفس ليس جنوناً؛ بل هو علامة إيجابية للغاية؛ فما هو السبب يا ترى؟
وهل يقتنع الجميع بأن التحدث إلى النفس ليس جنوناً؟ بينما هم يعتقدون غير ذلك منذ سنوات طويلة؟
وقد كشفت أخصائية اجتماعية ومعالجة نفسية، أن التحدث إلى النفس بينما تنشغل بالحياة اليومية الروتينية، ليس جنوناً على الإطلاق.
وبحسب المعالجة النفسية ليزا فيرينتز، يعتبر التحدث إلى النفس استعراضاً للقوة، وأضافت أنها تستخدم هذه التقنية لمساعدة المرضى على بناء تصور إيجابي عن أنفسهم.
وقالت فيرينتز: «لا يوجد شيء أكثر أهمية من الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا؛ لأن هذا المونولوج الداخلي يدرك بطرق خفية وعلنية كل أفكارنا والحالات العاطفية والخيارات السلوكية».
وأضافت المعالجة النفسية، أن طريقة الحصول على نظرة أفضل وأكثر صحة للحياة، تكمن في الرضا عن النفس، وكذلك إبراز نقاط قوتها وإنجازاتها الخاصة.
وأشارت فيرينتز إلى أنه يجب أن تقف أمام المرآة وتبدأ في تكرار كلمات الشكر بصوت عال؛ موضحة: «مثل أي شيء آخر، بمجرد أن تتدرب عليه وتتعامل معه من مكان إيجابي، تكتشف أنه من السهل جداً القيام به.. إنه يوجه حياتنا، سواء كنا مدركين لذلك أم لا».
ودعمت فيرينتز نظريتها بدراسة أكاديمية أجرتها جامعة ليثبريدج، والتي وجدت أن الطلاب الذين يتم تدريسهم كيفية الانخراط في الحديث الإيجابي بدلاً من الحديث السلبي، قادرون على تغيير نظرتهم للأشياء من حولهم، وهذا بدوره يجعلهم يواصلون حياتهم اليومية بثقة وإيجابية أكبر؛ وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «ميرور» البريطانية، وموقع «روسيا اليوم».
ووجدت دراسة أخرى أجريت سابقاً من قِبل جامعة بانجور، أن الحديث عن الذات بإيجابية قد يكون في الواقع دلالة على درجة عالية من الذكاء.
وقال محاضر في علم النفس العصبي وعلم النفس المعرفي، الدكتور بالوما ماري بيفا، إنه لو تحدثنا إلى أنفسنا خلال أداء المهام الصعبة؛ فإن الأداء يتحسن بشكل كبير، وخصوصاً عندما نفعل ذلك بصوت عالٍ.
وتدفع فيرينتز مرضاها لإعطاء أنفسهم حديثاً مفعماً بالحيوية قبيل المواقف الصعبة.