الممثلان اللبنانيان طوني عيسى وجيسي عبدو هما أكثر من صديقين. جمعتهما الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية. هما بمثابة شقيقين لم تلدهما نفس الأم وبينهما كيمياء كبيرة في العمل وخارج نطاق التمثيل. جمعتهما "سيدتي" في هذا الحوار بعد أن شاركا معاً في مسلسل "صانع الأحلام" وفتحا قلبيهما وتكلما بعدة أمور لاسيما تلك المتعلقة بدراما رمضان وغيرها من الأمور بكل جرأة وعفوية.
بدأنا الحوار مع الممثل طـونـي عـيسـى حـيـن التقيناه في أحد كافيهات لبنان وهو يلعب «طاولة الزهر». فعبّر عن حبه لها، كذلك قال إن هناك تطبيقاً لهذه اللعبة أيضاً على هاتفه ويلجأ إليها للتسلية في وقت الفراغ. ولكن، على الأرجح، أنه سيقلع عنها قريباً.
كيف وجدت أصداء مسلسل «صانع الأحلام»؟
كون المـسـلسـل غـير مـوجود في السباق الرمضاني اللبناني فنتيجته رائعة، لاسيما أنه عرض على تلفزيون «أبو ظبي». ولكن المسلسل برأيي، كان من الأفضل أن لا يكون موجوداً في السباق الرمضاني لأنه يحتاج إلى تركيز كبير.
نجد أن المسلسل عميق ويحتاج إلى وقت ليتقبله المشاهد؟
أحببت أن أشارك بهذا العمل لأنه نمط جديد وهناك حبكة وتشويق، وفي حال أردنا التكلم عن الأحلام فهناك مسلسل «Dream Maker» العالمي الذي حقق شهرة واسعة في عالمنا العربي، فلمَ لا نتقبل «صانع الأحلام» كعرب. وتابع: «هناك أشخاص يستهويهم هذا النمط وكلنا نحلم وأحببت أن أغوص بهذه التجربة وأقوم بشيء جديد، ليس بهدف الشهرة والتواجد فقط، بل كان هدفي أن يكون هناك رسالة مما أقدمه».
تخليت عن إدارة الفنادق وتفرغت للتمثيل
كيف يصنع طوني حلمه وهل بالإمكان القيام بذلك؟
أصنع حلمي عندما أكون شخصاً طموحاً. ولديّ نظرة للمستقبل وأسعى لتحقيق هدفي. كذلك، عندما أتكل على الله أصل إلى ما أريد مع إضافة مجهودي الخاص. وأضاف: «كثير من الأحلام التي سعيت إليها تحققت، ومنها أنني قدمت أدواراً تمثيلية مع الرحابنة، وأن أصل إلى مكان مميز، ليس فقط في التمثيل فحسب، بل في عملي بإدارة الفنادق حققت مكانة متقدمة وتخليت عنه فيما بعد بسبب حبي للتمثيل.
هل من الممكن أن تعود لإدارة الفنادق؟
أعود في حال قررت افتتاح شيء خاص بي دون أن أترك عملي في مجال التمثيل.
أي عمل ساهم في شهرة طوني عربياً؟
مسلســـــلات «عشق النســــاء»، «علاقات خاصة»، و«اتهام» و«بنت الشهبندر». ومسلسل «سمــرا» كان له حيز كبير في تحقيق شهرة عربية واسعة لي، بالإضافة إلى «مذكرات عشيقة سابقة».
هل تشعر أن المشاهد يتوه عندما تطل عليه تارة كممثل وتارة أخرى كمغنٍ ومقدم برامج؟
المطربة صباح ـ رحمها الله ـ كانت تغني وتمثل. وليس خطأ أن تعرف كل شيء، وعندما لا تكون دخيلاً وتنجح بقوتك سيتقبلك الجمهور أينما وجدت.
نلاحظ أنك لا تعاني من عقدة البطولة في المسلسلات؟
أبحث عن الشخصية وقدمت من قبل شخصية المعقّد نفسياً وكنت راضياً عن أدائي بشكل كبير.
بعدها، وصلت جيسي عبدو إلى المكان لإجراء المقابلة معها ورحبت بـ طوني. وأكملنا الحوار معه قبل أن تنضم إلينا جيسي لمرحلة الأسئلة المشتركة.
كم عملاً تملك في جعبتك وما هو الأقرب لقلبك؟
حوالي 50 عملاً و5 مسرحيــــات و4 أفلام سينمائية. والأقرب لي كان مسلسل «الغالبون» و«عشق النساء» عربياً وفيلم «كذبة بيضا» أضعه على الرف (قاصداً في مرتبة مهمة وعالية).
أهنىء والدي على دوره في «الهيبة»
ما الأعمال التي تابعتها في رمضان؟
«خمسة ونص». وكنت قد أشدت بالنجمة نـادين نـسيـب نجـيم وبكاراكتير قصي خولي الذي كانت شخصية غمار عودة له بقوة بعد غياب ثلاث سنوات، وتابعت «الهيبة» لكني لم أحبه في البداية وأحببته فيما بعد. وأضاف: «تابعت «صانع الأحلام» أيضاً الذي هو تركيبة مغايرة. والممثل مكسيم خليل هو إضافة للفن. وباستطاعته أن يجسد أي شخصية، فهو مطواع ويعطي كل شخصية حقها».
لو كان هناك جزء رابع من «الهيبة» هل تشارك به وتتكلم اللهجة البعلبكية؟
طبعاً، إذا كان هناك دور عميق ومفصلي بالعمل لمَ لا؟ وتيم حسن ممثل رائع يعطي الشخصية حقها ولو كان هناك بعض الحركات المبالغ بها. وأريد أن أغتنم الفرصة هنا لأهنىء والدي ناظم عيسى على دور «أبو علي» الذي لعب دوراً هاماً وأعطيه علامة ممتازة.
هل أنت مناصر للأجزاء في المسلسلات؟
ضدها، ولكن في «الهيبة» يعرفون كيف يعملون.
ولكن «باب الحارة» تراجع بسبب أجزائه العديدة؟
بالنسبة لـ«باب الحارة»، كان هناك جزءان رائعين وهما الأول والثاني. ولكن «الهيبة» يجب أن يتوقف إلا في حال كان هناك نص رائع، وأعتقد أن ثلاثة أجزاء منه كافية. وعلى تيم حسن أن يقوم بشيء آخر.
باسل خياط تراجع في «الكاتب»
الخلطة التي نراها في المسلسلات هل تظلم أحداً، خصوصاً الكلام الذي نسمعه أن الممثل اللبناني يتكىء على السوري لضمان النجاح؟
الممثل اللبناني لا يتكىء على كتف أحد، بالعكس اللبناني كتف لآخرين واللبناني مغبون، يجب أن نصل إلى مكان نأخذ فيه حقنا، ولدينا ممثلون رائعون وباسم مغنية قام بكاراكتير رائع في مسلسل «أسود». أما باسل خياط فقد تراجع في «الكاتب» هذا العام. وهو أقنعني أكثر عندما كان موجوداً في مسلسل «تانغو». ويوسف الخال قام بشخصية رائعة بمسلسل «مقامات العشق»، ولدينا إيلي متري الذي بسكوته قام بأمور رائعة في «صانع الأحلام».
ممثلة تخطر على بالك للعمل معها؟
بالإضافة إلى جيسي عبدو، أحب أن أتعامل مع سيرين عبد النور ونادين نجيم رغم أنني قد عملت مع الأخيرة من قبل في «سمرا».
جيسي تتدخل: هل تقولها بكل ثقة هما أجمل مني؟ وهل اللواتي تمثل معهن تحبهن أكثر مني؟
طوني: لا.
جيسي: شكراً (تضحك) وفي حال أحببتهن أكثر مني سأوقف لك التصوير.
طوني: أنت شقيقتي.
عربياً، من هي الممثلة التي تطمح بالعمل معها؟
سلاف فواخرجي ومي عز الدين وغادة عبد الرازق ودينا الشربيني.
من هو صديقك من الوسط الفني؟
عصام بريدي ـ رحمه الله ـ . الجميع زملائي، ومازن معضم قريب مني وأستغرب أحياناً كثيرة أنك تلقي التحية على أحدهم ولا يردّها.
كيف تصف علاقتك مع ممثلي «صانع الأحلام»؟
مكسيم خليل: قلبه كبير ويساعد الجميع.
جيسي عبدو: لا يمكن أن أتكلم عنها بأي كلمة وهي أعز من شقيقتي.
أروى جودة: قريبة من القلب.
نعلم أنك تعيش قصة حب هل ستتكلّل بالزواج؟
لازلت أعيشها وهناك زواج لا أعلم إن كان سيتم قريباً.
طوني وجيسي: نحن شقيقان وهذا ما يجمعنا
هنا انضـمت جيسـي للأسئـلة المشتركة.
هل أنتما صديقان؟
جيسي: نحن شقيقان وقمنا بأكثر من عمل معاً وأشعر أنه شقيقي. ولديّ شقيق يدعى أنطوني.
طوني: لدى جيسي شقيق رائع ومعرفتي بها طويلة. ومن يتكلم عنها بالسوء أصده، فهي تبكي بسرها وهي إنسانة قبل أي شيء. وهذا ما نبحث عنه في أيامنا هذه.
جيسي: طوني ابن بيت بكل ما للكلمة من معنى، ولم يصل إلى ما وصل إليه بالأمس. إنما نتيجة جهد وعمل سنوات ولم يتكل على شكله ليصل. وهو يعمل من كل قلبه ولا يعيش حياة النجم.
طوني: ما تعرفه جيسي عني حتى الفتاة التي سأتزوج بها لا تعلم به.
هل يملك طوني صفات فتى أحلامك؟
فيه الطموح الذي أبحث عنه والشاب المهذب الذي تتمناه كل فتاة.
طوني: هل يوجد في جيسي الصفات التي تتمناها بفتاة أحلامك؟
فيها مقومات كثيرة لتكون فتاة أحلامي، فأنا أحب الفتاة الضخمة (يضحك مازحاً). والمشترك بيني وبين جيسي أننا نبحث عن نفس الأمور.
ما العمل الذي كنت تتمنى أن تشاركك جيسي فيه؟
«عشق النساء».
لماذا؟
لأن هناك شخصيات تليق بها بشكل كبير، وجيسي تعمل من قلبها، وعندما تعمل مع ممثل يقدم مثلما تقدمه ترتاح. وأضاف: نجح «فيلم «كذبة بيضا» بسبب الكيمياء بيني وبين جيسي وبين كل الممثلين الذين عملوا في هذا الفيلم. وكنا نتمنى أن لا ينتهي التصوير.
جيسي تدخلت: أنت تعلم أن الكواليس النظيفة تنعكس على الشاشة من المخرج إلى أبسط شخص.
جيسي: كنت أتمنى أن يشاركني طوني كل شيء لأنه يعلم نقاط قوتي وضعفي.
طوني: في حال أعطتني جيسي ملاحظة أتقبلها بكل رحابة صدر.
هل من الممكن أن نراكما تغنيان معاً؟
جيسي: في حال كان هذا الأمر يخدمنا لمَ لا. فأنا لست مطربة وصوتي لا يسمح لي بذلك، قد أستخدمه لدور تمثيلي فقط.
جيسي: أعيش حلم التمثيل
لو كان بإمكانك صنع حلم، أي حلم كنت تتمنين أن يحصل معك؟
ليس كل شيء تتمناه يمكنك التكلم عنه. كنت أتمنى أشياء أن تحصل معي في حياتي الخاصة، وأستطيع أن أقول لك إنني في الوقت الحالي أعيش حلم التمثيل الذي كنت أتمناه منذ صغري، وأمارس المهنة التي أحبها.
هل تحقق هذا الحلم؟
لا، أبداً، لم يتحقق سوى 20 في المئة مما أريده.
أين تجد جيسي نفسها أكثر في التراجيديا أم الكوميديا؟
أنا ممثلة ولا يجب أن نحصر أنفسنا بشيء ما، مع العلم أن الكوميديا أصعب، وشعرة صغيرة تفصل بين اللطف والاستخفاف. وتابعت: «أنا تعلمت ذلك عند المخرج شربل خليل خلال 8 سنوات حيث كان هذا الإنسان مدرسة لي ولا أنكر فضله وتعبه».
ما الذي ساعد جيسي لتصل إلى مصر: أشخاص أم عملك؟
عملي، فأنا أمثل منذ أكثر من 12 عاماً، ولازلت أركض وأتعب. ربما أصعد السلم درجة درجة ولكن بخطوات ثابتة. ليس لدي علاقات قوية بمصر. ولكن هم طلبوني وذهبت.
أخبرينا عن النقلة النوعية التي قامت بها جيسي من الكوميديا إلى الدراما وكيف غيّرتك الدراما؟
لاشك أنني قمت بنقلة نوعية ودخلت إلى الدراما، في وقت كنت أصوّر البرنامج الكوميدي الساخر. وأنا دخلت بمساعدة من المنتج مفيد الرفاعي الذي رأى أنه يجب أن أتواجد في الدراما من «جريمة شغف» و«بنت الشهبندر» و«فخامة الشك» وصولاً إلى «صانع الأحلام». وقمت بنجاحات مع شركة «إيغل فيلمز» من خلال «كاراميل» وفيلم «كذبة بيضا» ومسلسل «جوليا» وأنا سعيدة بالذي أنا فيه وبما أحققه.
الشخصية التي لعبتها في «صانع الأحلام» هل تشبهك؟
أبداً، هي شخصية غامضة ومتقلبة وأنا لست كذلك وبعيدة عني. وهي شخصية شريرة جداً وتقتل لمصلحتها حتى أقرب الناس لها.
جيسي: مكسيم خليل من أقوى الممثلين
دائماً هناك اتهام للبنانيات باستغلال الممثلين السوريين لينجحوا وأنت مثلت مع مكسيم خليل؟
مكسيم خليل من أقوى الممثلين الذين عملت معهم. هو شخص متمكن وممثل حقيقي ويعمل على دوره ودور غيره، وسعدت بتعاملي معه وقصي خولي وغيرهما من الممثلين السوريين وبالخبرة المتناقلة التي تحصل بيننا. وتابعت: «لا أريد الدخول بموجة ما يحصل من كلام عن الممثلين اللبنانيين والسوريين.
أعشق الدراما «البان آراب» (المشتركة). ولنكن صريحين هي التي أوصلت الدراما اللبنانية عربياً إلى مكانة جيدة. والممثلون السوريون كانوا منتشرين أكثر».
لولا وجود الممثلين السوريين هل كانت الدراما اللبنانية لتصل وحدها؟
طبعاً، لمَ لا؟ وهناك محطات عربية تطلب مسلسلات لبنانية.
أين تصنف جيسي نفسها بين الممثلات؟
أنا جيسي عبدو لا يمكن أن أتكلم عن نفسي، وكل ما يحصل على صعيد الرايتينغ وهم وكذب وهي أمور تسويقية لا أكثر. ويجب أن نسأل الجمهور والصحافة عن هذا الأمر، فأنا ممثلة أحب مهنتي لا الشهرة.
لعبت دور الصحافية بـ جوليا، كيف تقيمين هذه المهنة؟
صعبة جداً.
ما رأيك بـ نور رحمة الشخصية التي جسدتها سيرين عبد النور في «الهيبة الحصاد»؟
شاهدت بعض المشاهد من «الهيبة الحصاد» وأحب سيرين عبد النور ولكن لم أركز بتفاصيل شخصيتها، وأتمنى التوفيق لكل الممثلات وهذه المهنة ليست سهلة. فالممثل يقف أكثر من 18 ساعة خلال التصوير.
هل باتت الدراما اللبنانية قوية في العالم العربي؟
لازال هناك ضعف في بعض النصوص.
أي مسلسل ساهم بشهرتك عربياً؟
«جريمة شغف».
نشعر أن لديك قوة بشخصيتك ما هو مصدرها؟
ما مررت به كان خيراً وأستمد من الضعف قوة.
هل أنت شخصية مسالمة؟
أجل. أنا مسالمة وأحزن على بعض الممثلات اللواتي يفتعلن المشاكل.
بعيدة عن مشاكل الوسط الفني؟
«أنا بحالي». هناك أمور تزعجني ولكن لا أشارك بها، وهناك دخلاء على هذه المهنة ويهمهم شكلهم أكثر من الدور وهذا يضعفنا جميعاً.
دائماً يقال إن الممثلة اللبنانية يساعدها جمالها؟
أحزن على هذا الكلام لسنا بعرض لملكات الجمال ولسنا في مباريات من هي الأجمل. وفي مسلسل «صانع الاحلام» ظهرت دون ماكياج. ومما لا شك فيه أن الممثلات اللبنانيات مكتسحات ولو اعتمدن فقط على الشكل لا يكملن ودانييلا رحمة بنت مجتهدة وقامت بمشاهد رائعة في «الكاتب».
من هي صديقتك من الوسط غير ماغي بو غصن؟
وحدها، لا صديقة لي غيرها بالمهنة وخارجها.
ماذا تابعت في رمضان؟
احببت أداء دانييلا في مسلسل «الكاتب» وماغي بو غصن في «بروفا» ليست لأنها صديقة لي، وماغي هي الكيك الذي يقدم في رمضان وأعطت الشخصية حقها، وشاهدت قليلاً من «خمسة ونص» أحببت القصة وأداء نادين نجيم، وشهادتي مجروحة بـ قصي خولي. كما أحببت عودة سيرين عبد النور.
ما الذي ينقص جيسي للبطولة المطلقة؟
عليك أن تسأل المنتجين وليس أنا وإن شاء الله هناك مشروع لبطولة مطلقة تتم دراسته.
أنا مغرمة
هل من حب في حياتك؟
نعم، هناك حب.
هل سينتهي بالزواج؟
لا أحد يعلم فالحياة قسمة ونصيب.
البحر المكان المفضل لك؟
صحيح، فأنا أشكي له كل ما أمرّ به في حياتي وأشعر أن راحتي هناك وأفرغ كل طاقتي السلبية.
لو لم تكن جيسي ممثلة ماذا تحب أن تكون؟
ممثلة.
شاهدوا فيديو كواليس تصوير غلاف «سيدتي» مع طوني عيسى وجيسي عبدو على tv.sayidaty.net
