يقيم الهنود، طبقاً لتقاليد توارثوها، احتفالات صاخبة ابتهاجاً بانتهاء جني محصول الأرز، أهم المحاصيل الزراعية في بلادهم، من ذلك إقامة مباريات في كرة قدم على الأرض التي تمَّت زراعتها بالأرز، وغالباً ما تكون طينية وضحلة.
وبحسب الصحف الهندية، فقد شارك مجموعة من الشباب السعوديين، كانوا في جولة سياحية بولاية كيرلا، غرب الهند، وتحديداً في مدينة وايناد، في هذه الفعاليات.
حيث لعب فريق من الشباب السعودي ضد فريق من الهنود احتفالاً بانتهاء حصاد الأرز، أما الجائزة، فكانت وليمة من الأرز المطبوخ بالطريقة الهندية التقليدية، إضافة إلى رش الماء في الهواء لأكثر من ساعة احتفاءً بالفريق الفائز.
وتكوَّن الفريق السعودي من سبعة لاعبين، وأُقيمت قبل المباراة طقوس ومراسم، منها وضع الأقدام في الطمي، وارتداء زي موحد إضافة إلى زهور الحصاد، وأداء أغانٍ تقليدية هندية.
وفي هذا الصدد، قال محمد المساعد، أحد الشباب السعوديين وعضو مجموعة رفاق السفر: "المباراة تقليد هندي قديم بمناسبة الانتهاء من جني الأرز، وقد شاركنا فيها تعبيراً عن إعجابنا بالحضارة الهندية العريقة، وأيضاً لنتعرَّف على جزء مما يميزها".
وأضاف "ذُهِلَ الهنود بمستوانا، ولم يتوقعوا أن ننتصر عليهم بفارق خمسة أهداف، خاصة أننا نلعب الكرة للمرة الأولى".
بينما وصف أحمد الصيغري "أبو سعود"، أحد المشاركين في المباراة، فكرة إقامتها بـ "الحدث الكبير"، مبيناً أن مشاركتهم فيها، جاءت لتغيير الصورة الذهنية النمطية عن السعودية، وتعريف الهنود بسماحة الدين الإسلامي الحنيف، والإسهام في إسعاد البشر أياً كانت ديانتهم وتقاليدهم.
أما زكي العريفي، عضو رفاق السفر، فكشف جزءاً من مراسم ما قبل المباراة، قائلاً: "قام الهنود ببعض الحركات الفنية الرائعة، فما كان منا إلا أن اجتمعنا، وأنشدنا النشيد الملكي، موطني، دون ترتيب مسبق". مؤكداً أهمية احترام ثقافات الشعوب الأخرى، وإن كانت غريبة عنا، فهي تمثل إرثاً ثقافياً بالنسبة إليها، إضافة إلى ضرورة فهمها والاطلاع عليها لكيلا نقوم بسلوك مخالف لثقافة البلد الذي نقضي فيه إجازتنا.
